مدينة جيجل زهرة الجزائر
تحتوي الجزائر على العديد من المناطق والمدن الجميلة والمهمة، وأشهر هذه المدن هي جيجل، وتقعُ جيجل في شرق الجزائر، فيحدها البحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وتمتلك ساحلًا طويلًا، تمتازُ هذه المدينة السياحية بجمال المناظر الطبيعية فيها؛ لوجود الجبال الصخرية والمغارات والكهوف وانسجامها مع الغابات الخضراء الجذابة والشواطئ الرملية ذات اللون الذهبي، لتهبَ هذه المكونات الطبيعية المدينة منظرًا لا يُضاهى في الجمال.
مدينة جيجل مقصد للسياح
تمتاز مدينة جيجل بطابعٍ جبليٍ يُعطيها جمالًا أخَّاذًا يُميّزها عن غيرها من مدن جمهورية الجزائر، فيجتمع فيها الجمال الساحر والهدوء الذي يجعل منها المكان الأمثل للاسترخاء، ولأجل هذا وذاك يقصدها السياح من كلّ مكان لتأمل الطبيعة الباهرة، والاستمتاع بقضاء أوقاتهم في هذا الطابع الريفي الهادئ، والمساعدة على الاسترخاء للتخلص من متاعب الحياة، فيقومون بالذهاب إليها لما فيها من صفاتٍ مميزةٍ، وأماكنٍ مدهشةٍ.
تُمثل ألوان الطبيعة الخلابة التي تطغى على هذه المدينة الجميلة، من اللون الأزرق الصافي لمياه البحر، واللون السماوي النقي للسماء الواسعة، إضافةً إلى اللون الأخضر البديع للغابات والأشجار التي تملأ المكان بهجةً وحيويةً، تُمثل هذه المجموعة من الألوان البهيّة سحرًا يسرق الأنظار، ويجعل القلب يتراقص ببهجةٍ ومرحٍ في أحضان الطبيعة، فتمنح مدينة جيجل لزائريها راحةً نفسيةً، فلا يتمنون مغادرتها وإن غادروها أحبوا العودة إليها.
من المعالم السياحية التي يُمكنكم زيارتها الكهوف العجيبة، هذه الكهوف هي عبارةٌ عن عدة مغاراتٍ طبيعيةٍ يُوجد فيها العديد من المناظر الأخّاذة، باستطاعة السائح الدخول إليها والاستمتاع بجمالها ومناظرها اللطيفة، فيشعر بأنّه ذهب في رحلةٍ إلى مكانٍ بعيدٍ عن الأرض، مكانٍ منعزلٍ عن صخب العالم الخارجي، وبالقرب من الكهوف العجيبة يجد السائح جسرًا قديمًا جميلًا.
يُمثّل المنظر كاملًا بما يحتويه من الكهوف والجسر العتيق، والوادي القريب منه والغابة الكثيفة والبحر والجبل لوحةً فنيةً أبدعها الخالق، فقد اجتمعت كل عناصر الطبيعة في مكانٍ واحدٍ، وفي منظرٍ عظيمٍ لا يُمكن نسيانه أبدًا، إضافةً إلى وجود محميةٍ طبيعيةٍ فيها بحيرة خيري واد عجول، كما تحتوي على مناظرٍ مدهشةٍ، فهي تحتوي على نباتاتٍ نادرةٍ وأشجارٍ كثيرةٍ، وأصنافٍ عديدةٍ من الطيور المهاجرة.
تُوجد في مدينة جيجل حديقة حيواناتٍ تجتمع فيها مختلف أنواع الحيوانات، وتُعدّ من أجمل حدائق الحيوانات في الجزائر وأشهرها، وتُمثل هذه الحديقة نقطة جذبٍ للسياح، وتحتوي على مساحاتٍ خضراءٍ كبيرةٍ تمتاز بمناظرها الطبيعية الخلابة، وتُعدّ مكانًا مناسبًا لتوجه العائلات إليها في العطل، للتعرف على أنواع الحيوانات النادرة التي تضمها والاستمتاع بمشاهدتها ومراقبتها عن قرب، والاستمتاع بتأمل المناظر الطبيعية التي يحتوي عليها المكان.
من المناطق التي تُميز هذه المدينة عن سواها وجود منبع للمياه، يُطلق عليه اسم منبع المشاكي، ويُعد من أغرب المعالم السياحية في مدينة جيجل وأكثرها إثارةً للدهشة؛ لأنّه ليس كأيّ منبع مياه طبيعي، حيث تخرج المياه من بين الجبال وتتدفق بقوةٍ لفترةٍ من الزمن ثم تتناقص بعدها بشكلٍ تدريجيٍ إلى أن تتوقف تمامًا، ثم تعاود الخروج مرةً أخرى لتتناقص، فهذا المنبع يُمثل إعجازًا إلهيًا، يُدهش كل من تقع عينه عليه.
بالنسبة لكورنيش جيجل فهو مقصد آلاف السياح الذين يُريدون الاصطياف، فيتجهون إليه للتمتع بزرقة مياهه وتأمل الطبيعة الخضراء، ويشهد توافدًا كبيرًا مع ارتفاع درجات الحرارة، فيقصده الأشخاص للتمتع بأشعة الشمس والاستجمام على رماله الدافئة وبعضهم يُفضل ممارسة السباحة في مياه الشاطئ، وعلى طول كورنيش جيجل يجد السائح أجرافًا صخريةً جميلةً تُعانق البحر مع الكثير من النباتات المتنوعة كالصنوبر والبلوط.
هنالك المنار الكبير أحد المعالم السياحية المميزة في جيجل، وهو من أجمل المناطق السياحية التي يقصدها الزوار من داخل الجزائر ومن خارجها، ويمتاز بألوان معالمه الطبيعية النقية والزاهية، فالمياه فيه تعكس لون السماء الصافية ليجد الزائر نفسه غارقًا في كمٍ هائلٍ من البهاء، والهواء النقي الذي ينعش القلب يُكمل جمالية المشهد الشاعري، مما يشجع السياح على التوجه إليه للاستمتاع بشاعريته.
يقصد الزوار هذه المدينة إذا أرادوا قضاء الأوقات الممتعة والهادئة؛ حيثُ إنّ الطبيعة في أبهى حلّةٍ، والإعجاز الإلهي في خلقه، وإبداعه في المناظر الطبيعية التي لم يتدخل بها البشر، والألوان المبهجة التي تدخل السرور إلى القلب، والسماء الصافية الواسعة، والمياه الفيروزية التي تتراقص على شكل موجاتٍ متتاليةٍ تُلاحق بعضها البعض، وتُمثل موسيقا رائعة بحركتها وجريانها.
إنّها تمتاز بالهواء النقي المنعش الخالي من دخان المصانع والمعامل الذي ينتشر في المدن الأخرى، والابتعاد عن الازدحام السكاني الخانق في بعض المناطق، وأغاني عذبة تُرددها الطيور المهاجرة تملأ المكان بالجمال وتفيض به على كل من يلجأ إليه، هاربًا من همومه مبتعدًا عن صخب الأصوات المرتفعة، وهي المكان المثالي لمن يُريد قضاء الأوقات السعيدة في العطل والإجازات بصحبة أفراد عائلته.
مدينة جيجل درة مكنونة يجب الحفاظ عليها
آخر ما يُشار إليه أنَّ مدينة جيجل كالجوهرة الفريدة التي يجب الحفاظ عليها لما تمتاز به من ارتفاع نسبة الأمطار التي تتساقط فيها في فصل الشتاء، فتُصبح بذلك عرضةً للمخاطر التي يُسببها ارتفاع منسوب الأمطار فيها من فيضاناتٍ وانجرافاتٍ للتربة وانسداد قنوات صرف المياه ونحوها.
إضافةً إلى مشكلة انتشار البناء الفوضوي؛ لذلك يجب إيجاد حلولٍ جذريةٍ للحفاظ عليها من خلال تنظيم عمليات البناء، والعمل على صيانة قنوات صرف المياه وتغطية الأماكن التي تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي ونحو ذلك.