تعبير عن مواقع التواصل الاجتماعي

كتابة:
تعبير عن مواقع التواصل الاجتماعي

ما هي أنواع مواقع التواصل الاجتماعي؟

إن مواقع التواصل الاجتماعيّ هي القنبلة الإلكترونيّة التي غيّرت العالم على مختلف الأصْعدة، وتعريف مواقع التواصل الاجتماعيّ بات لا يخفى على أحد، إذ إنّها تقنّية حديثة تُسهل على النّاس التواصل وتبادل الآراء والأفكار ومختلف الأنشطة التي تتطلب مشاركة بين النّاس.


لقد اختلفت مواقف النّاس من مواقع التواصل الاجتماعيّ، أمّا أنواعها فهي كثيرة جدًّا، فمن أنواع مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وهو العالم الأزرق الذي غزا جميع الأجهزة الإلكترونية حتى بات مَن لا يعرفه غير مواكب لمتغيرات الحياة، ولا يخفى على أحد كيفية التعامل في ذلك العالم ومدى قدرة ذلك البرنامج على السيطرة بشكل غير مباشر على عقول الكثيرين.


ومن أنواعها أيضًا: تطبيق واتس اب وهو الذي مكّن الكثير من الناس من التواصل بين بعضهم بطريقة سهلة بسيطة لا تتطلب سوى جهاز موصول على الإنترنت ورقم خاص يُمكن التحدث من خلاله، وغير تطبيق واتس اب هنالك تطبيق الإنستغرام الذي يُمكن من خلاله تبادل الصور والفيديوهات ، وقد كانت انطلاقته في عام 2010 ميلاديّا، واستطاع مبتكروه تحقيق أرباح هائلة من خلال المشتركين، أمّا ما انتشر حديثًا وكان لكثير من الناس فضل في شهرته "التيك توك" والذي يختص بالفيديوهات حسب، فلا يمكن لأحد أن ينشر فيه كلامًا مكتوبًا دون أن يكون هناك فيديو، حتى لو كان قصيرًا لا يتجاوز الدقيقة الواحدة.


إن مواقع التوصل الاجتماعيّ تُشكّل ثورة حقيقية في العالم التقني، إذ إنّ المواقع تتزايد في كل يوم وتكون الشركات المصنّعة لتلك المواقع في تنافس دائم ، والإنسان في هذه اللعبة هو السلعة الوحيدة التي تتم المتاجرة بها إنْ هو سلّم نفسه لتلك المواقع بطريقة عشوائيّة غير متزنة ولا صحيحة؛ لذلك لا بدّ للإنسان أن يكون واعيًا بشكل حقيقي لتلك الأمور ولا يُكون سلعة يُتاجر بها فيفقد نفسه وعقله.


كيف أثرت مواقع التواصل على العلاقات الاجتماعية؟

إنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ أثرت بشكل كبير على الحياة الإنسانية والعلاقات البشريّة، ولم يخفَ ذلك على أيّ من القائمين على الدراسات الخاصة بالعلاقات الاجتماعية، ولم يأخذ ذلك التأثير شكلًا واحدًا بتاتّا بل كان له جانبان : أمّا الجانب الأول فهو الإيجابي إذ قرّب ما بين الأشخاص المتباعدين ، فباتت الأم تستطيع أن تتكلّم مع أبنائها أينما كانوا وذلك من خلال نقرة خفيفة على زر لطيف فتراهم كأنهم أمام ناظريها.


فلم تعدْ الحياة شاقة على المغتربين كما كانت في السّابق، أي أنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ جعلت العالم كلّه كأنه قرية صغيرة  كلّ يرى فيها ما يفعله الآخرونَ، ومن ناحية أخرى فقد استطاع الكثير من الطلاب والأساتذة ممارسة نشاطاتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ لا سيما في ظلّ الأوبئة القاتلة التي يُحظر فيها التجمعات مثل "كورونا"  الّتي  فرضت على كثيٍر من الناس البقاء في منازلهم.  


وكان ممكنًا أن تتوقّف لولا مواقع التّواصل الاجتماعيّ التي سهّلت تواصل المعلم مع طلابه وإكمال المناهج التعليمّية على منصّات التعليم الإلكتروني، فحققتْ بهذه الطريقة تلك المواقع نجاحًا باهرًا من خلال إنقاذ الإنسان من الجهل وفتح الطريق أمامه نحو نور التعليم، لكن استطاعت مواقع التواصل الاجتماعية في الوقت ذاته أن تؤثر على الحياة الاجتماعية بشكل سلبي فقطعت العلاقات الإنسانية بين الأقرباء الذين يقطنون في البلدة نفسها ، فلم يعد أحد يزور أحدًا في بيته إلا ما ندر ولا يكون التواصل إلا عبر رسالةٍ من خلال "ا واتس اب" فصار النّاس مترقبين آخر ظهور لفلان وكم اتصل من الوقت الآخر وما هي آخر صورة نشرها ، وغير ذلك مما كان لا يُلقى إليه بالًا فيما مضى قبل انتشار المواقع هذا الانتشار الواسع .


إنّ الأمّ باتت تحلم أن تضمّ ابنها وأن يتحدثا معًا في سهرة دافئة في بعض القضايا التي تشغل الكثيرين، ولكن الأم لا تعرف آراء ابنها إلا من خلال مشاركته على " الفيسبوك" ونشر حالته على "واتس اب"، لذلك لا بدّ من معالجة الأمر بشكل واقعي، واهتمام الاختصاصيين بهذه المسألة ونشر التوعية بهذا الشأن.


كيف أستخدم مواقع التواصل بشكل صحيح؟

إنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ أمست تغزو كل بيت، ولا مفرّ من ذلك، لا سيّما أن الأوضاع باتت تفرض ذلك، ولا يخفى على أحد إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعيّ عامة في التعليم خاصة، لذلك لا بدّ من الانتباه إلى كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع برنامج حقيقي يتمّ السير عليه حتى يتخلص الإنسان من مشكلة إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما هؤلاء الأشخاص الذين يقضون جل الوقت وراء الشاشات الصغيرة، دون أي فائدة مرجوة .


إن العالم أشبه بغابة لا قانون لها، وكلّ إنسان يستطيع أن يفعل ما يشاء في العالم الأزرق، أو غيره من العوالم التي بات الإنسان يعيش بين جدرانها أكثر من جدران بيته التي نسي أن يشملها يدفئه العاطفي والاجتماعي مثلما عالم الإنترنت، لقد أصبحت البيوت كأنها مثلّجة في تموز الذي يضج بالحرارة؛ لأن حرارة اللقاء مغيبة عن العائلة، ولو أراد الإنسان أن يحتفل بقدوم العائلة، فإنّ ذلك يكون عبر منشور على أحد مواقع التوصل الاجتماعيّ، ولو كان حزينًا؛ لشارك ذلك في حالته، فتبادل الأخت أخاها كلماتٍ براقة من خلال الشّاشات الصامتة، ثم ينصرف كلّ منهما إلى ما كان يفعله قبل ذلك، ولذلك أثر كبير على الترابط بين الناس عامة والترابط بين أفراد الأسرة خاصة.


إنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ استخدامًا صحيحًا، لا يتأتى إلا من خلال الوقوف على الحاجة من تلك المواقع، فلو كان الغرضُ منها التسلية وإمضاء الوقت ، فالأفضل للمرء أنْ ينقلب إلى كتاب ينهل منه ثقافة بدلًا من أن يستقها من كتب أناس لا يدري من أي أرض استقوا معلوماتهم ، ولا من أيّ سماء نزلت، إنّ العالم يعيش في كارثة ثقافية حقيقية ؛بسبب اعتماد الشباب على استقاء علومهم من تلك الشّاشات، ينبغي للإنسان أن يكون قائد نفسه وسيد قراره لا أن يُسلم زمام نفسه لمواقع التواصل.


قد يبدو الأمرُ سهلًا لشابّ في مقتبل عمره، لم يرَ في جلوسه أمام الشّاشة ساعاتٍ من الوقت بأسًا، ولكنه إذا ما كبر واكتشف أنّه لم يستطعْ أن يغرس في أبنائه المُثل ، وأنّ أرضه قاحلةٌ،عندها سيعلم ما الذي سلبته منه مواقعُ التواصل الاجتماعيّ.


كيف نحد من مشكلات مواقع التواصل الاجتماعي

إنّ مشكلة مواقع التواصل الاجتماعيّ باتت هي المشكلة الأضخم بين المشكلات التي يعاني منها كوكبُ الأرض، إذ إن هذه المشكلة تخص البشر وهم المعمّرون لهذه الأرض، وهذا ما يجعل التعامل معها حساسًا ، سيّما في ظل إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ.

ولكن كيف للإنسان أن يحدّ من هذا المرض القاتل ويُساعد في عدم انتشاره، لا سيما أنّه قد استشرى بالأبدان كالسّرطان الذي يُحول أيّ خلية نافعة من خلايا الجسم إلى خليةٍ مريضة تُساعد على إنهاء حياة المريض، إنّ مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي باتت بحاجة ماسة لمعاودة النظر والتقييم .

لم يعدْ تجاهل الأمر يجدي في الوصول إلى الحلّ المطلوب، بل بات القائم على تلك المواقع يُسمّى مدمنًا ، ولم تُطلق تلك التسمية من قبل إلا على من أدمن المخدرات فأرهق جسده بها حتى بات ميتًا على قيد الحياة.


ِمن أنجح الطرق التي تحدّ من إدمان الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي، إيجاد بديل عن تلك المواقع يقضي وقت فراغه بها، مثل أن يتعلّم شيئًا جديدًا ينمّي من خلاله مهاراته كأنْ يتعلم السباحة أو أن يتعلم ركوبَ الخيل، وإنْ تعذر عليه ذلك فإنّه يستطيع أن ينتقي كتابًا مفيدًا يقضي وقته معه في حديقة ، يتسامر فيها العصفورُ مع الشجر فيحكيان أجملَ قصة عن مساء ورديّ جميلٍ، وبذلك يتمكن الإنسان من الهروب من براثن تلك المواقع.


ليس المقصود الابتعادُ عن تلك المواقع كليًا بل الحدّ منها، لأن تطوّر العالم يُحتم على الإنسان أن يمتلك بعضًا من تلك المواقعِ والجهل فيها يُعدّ جهلًا بتطورات الحياة؛ لذلك لا بدّ من التعامل مع تلك المسألة بأسلوب معتدل حذر، فيُمسك الإنسانُ الحبلَ من منتصفه.


ختامًا نقول: إنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ سلاح ذو حدين، علينا الانتباه إلى طريقة حمله حتى لا يجرحَ ولا يقتل، ووقت الإنسان هو بعضٌ من عمره، حريّ به ألّا يُسرف فيه على ما لا يستحق من الأمور، سيّما تلك الّتي تودي بحياته إلى الهاوية دونَ انتباهٍ منه ولا تقديٍر لعواقب الأمور الّتي يقدمُ عليها.

4720 مشاهدة
للأعلى للسفل
×