نظافة الجسم واجب شرعي
النظافة من الأساسيات التي يجب الالتزام بها من قِبل الجميع، وخاصة عند أداء العبادات؛ لأنّ أداء العديد من العبادات مرتبط بالحفاظ على النظافة والالتزام بها؛ لهذا النظافة واجبٌ شرعي لا يمكن تجاوزه، فالصلاة لا تصحّ دون وضوء وطهارة، وكذلك الطواف حول الكعبة، وكذلك قراءة القرآن الكريم؛ لهذا فرض الله تعالى على عباده الوضوء قبل كلّ صلاة، والالتزام بجميع الخطوات التي تجعل الجسم طاهرًا، كالغُسل الشرعي.
اهتم الإسلام بالنظافة؛ إذ إنّ من سنن الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة الغُسل، والتعطر، والتطيب، وارتداء أجمل الثياب؛ لهذا فإنّ النظافة من الناحية الشرعية لا تقتصر على طهارة البدن ونظافته، وإنما نظافة الثياب والمكان أيضًا، فلا يجوز الصلاة في مكان متسخ غير طاهر، كما أنّ النظافة جزءٌ من الإيمان، وهي دليلٌ على أنّ الإنسان يحافظ على نظافته كي يكون مستعدًا لأداء عباداته وهو في أجمل صورة وأفضل هيئة.
نظافة الجسم تعبِّر عن صاحبها
إنّ نظافة الجسم وما يتعلق بها من المظهر العام للشخص تعبّر عن صاحبها، فالإنسان النظيف هو إنسان يهتم بنفسه، ويحبّ النظافة والترتيب، ولا يحب أن يكون مظهره أمام نفسه وأمام الآخرين غير مرتب أو غير نظيف؛ لهذا يهتم برائحة جسمه، ويحافظ على الاستحمام الدوري، وغسل يديه قبل الأكل وبعده، واستخدام المناديل الورقية عند العطس أو السعال، والالتزام بتنظيف الجسم بعد قضاء الحاجة، وترتيب الشعر، وتقليم الأظافر.
تعدّ نظافة الجسم من الأشياء المتكاملة التي لا يمكن إغفال بعضها؛ لهذا يجب أن يحافظ الإنسان على جسمه، وثيابه، والمكان الذي يعيش فيه، لأنّ هذه الأشياء كلها مرتبطة بنظافته الشخصية، فإذا حافظ عليها كان جسمه نظيفًا، وملابسه نظيفة تفوح منها الرائحة الزكية، كذلك لا يجوز إغفال نظافة الفم والأسنان، والاهتمام بغسلها مرتين على الأقل يوميًا.
نظافة الجسم للفرد الواحد تنعكس على المجتمع
في ختام هذا الموضوع عن النظافة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نظافة الفرد الشخصية تنعكس على المجتمع، لأنّ الفرد جزء من المجتمع، فإذا حافظ الفرد على نظافته، ورائحة جسمه، وترتيب ملابسه أصبح قدوة أمام المجتمع، فيفعلون مثله ويتعلمون منه، كذلك الفرد الذي يحافظ على نظافة المكان الموجود فيه فهو في الحقيقة يحافظ على بيئة مجتمعه، ممّا ينعكس إيجابًا على نظافة هذا المجتمع، فتغدو الشوارع والحدائق العامة نظيفة.
على الفرد أيضاً أن يلتزم برمي الأوساخ في أماكنها المخصصة في سلة القمامة، وعدم رميها على جوانب الطرقات وفي الشوارع، وعدم الكتابة على الجدران أو قطع الأزهار والأشجار ورمي أغصانها وأوراقها بشكلٍ عشوائي، فالنظافة عنوان رقي الفرد والمجتمع، وتعكس صورة إيجابية عن الجميع، وهي واجبة على كل فرد حتى يكون المجتمع نظيفاً ككل.