تعبير كتابي عن التلوث

كتابة:
تعبير كتابي عن التلوث

مفهوم التلوث

استقر النَّاس على هذا الكوكب منذ آلاف السنين، فكان الإنسان الأول يعيش في الكهوف ويتغذى على النباتات والحيوانات التي يجدها، وأخذت الحياة تتطور فيما بعد شيئًا فشيئًا حتى أصبح التطور شكلًا من أشكال الضرر على الإنسان نفسه دون أن يدري، وقد أسهم التطور بإعلاء معدلات التلوث على الأرض، فكان ثقب الأوزون نتيجة من نتائج تلوث الهواء على الأرض، ومعنى التلوث أي الزيادة في المواد بمختلف أشكالها سواء كانت غازية أم سائلة أم صلبة بمعدل أعلى مما يمكن تحليله وإذابته، وبذلك يؤثر التلوث على البيئة الحياتية بشكلها العام فيصبح الإنسان غير قادرٍ على العيش فيها.


لا يخفى على أيّ إنسان التأثيرات السلبية التي تنجم عن التلوث بكافة أشكاله، وقد يندهش بعض النَّاس عند معرفتهم أنَّ للتلوث أنواعًا مختلفة فهو لا يقتصر على الهواء والماء كما المعروف والمشاع بين الجميع، وقد حثت كافة الأديان على المحافظة على البيئة وكان دور الإسلام في الحفاظ على البيئة من التلوث بارزًا جدًّا فقد حضّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النظافة بأشكالها، ونهى عن كل ما من شأنه إلحاق الأذى بالبيئة بشكلها عام، وقد حضَّ على المحافظة على البقعة الخضراء ونهى عن قطع الشجر وأمر بزراعة ما يمكن زراعته.

أنواع التلوث

تعددت أنواع التلوث عبر التاريخ واختلفت، ومن أشهرها وأكثرها تأثيرًا على حياة البشر كان التلوث الهوائي، وهو المسبب الأول والرئيس للأمراض الخطرة التي يعاني منها الإنسان نتيجة تعرضه للغازات السامة التي تطلقها المصانع والمعامل والسيارات، ويؤثر التلوث الهوائي على صحة الإنسان بشكل كبير، هذا وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنَّ خمس السكان عى وجه هذه الأرض يعانون من مخاطر التلوث الهوائي.


قد يظن النَّاس أنَّ الهواء يُجدد نفسه بنفسه وأنَّه لا يتأثر بما تطلقه السيارات من المواد السَّامة وذلك بشكل يفوق الخيال، ولكن لو أنعم الإنسان النظر جيدًا في الأمور لوجد أنَّ قدرة الهواء على التخلص من المواد السامة التي قد تعلق به أقل بكثير من المواد السَّامة التي تنطلق كل يوم.


الإنسان بات في هذا العصر كسولًا يريد أن يحصل على كل شيء بأسهل الطرق وأبسطها دون أن يبذل أدنى جهد، وهذا ما يزيد من عمل المصانع وقدرتها الإنتاجية، فطالما أنَّه يوجد إنسان يستهلك ويقدم الربح، سيكون هناك معامل تهتم بهذا الربح وتنسى البيئة، وأمَّا النوع الثاني من أنواع التلوث والذي يؤثر بشكل كبير على السلسلة الغذائية هو التلوث المائي، وينتج تلوث المياه عن طريق المخلفات البشرية بأنواعها، سواء كانت مخلفات المصانع والمعامل، أم كانت النفايات التي يرميها النَّاس سواء في الأنهار أم على اليابسة، وقد يتساءل شخص ما عن كيفية تعرض المياه للتلوث حال رمى الإنسان النفايات على اليابسة.


لكنَّه لم ينتبه -ذلك الشخص- أنَّ الأمطار عندما تهطل فإنَّها ستتلوث بالأوساخ الموجودة على سطح الأرض، وبالتَّالي فإنها ستصل إلى المياه الجوفية وهي ملوثة فستؤثر على المياه الجوفية بأكملها، ويُحكم على المياه أنَّها ملوثة في حال عدم قدرتها على تلبية الحاجة البشرية، أو عدم كونها بيئة صالحة تعيش فيها الحيوانات المائية، ويستطيع أي إنسان أن يكتشف المياه الملوثة وذلك عند تغير خاصة من خاصيتها، فالماء لا طعم له ولا لون ولا رائحة، وبالتالي إن اختلت واحدة من هذه الأمور فسيكون غير صالح للاستخدام البشري في مختلف المجالات، سواء الغسيل أم التنظيف أم الطهي وما إلى ذلك.


أمَّا النوع الثالث من أنواع التلوث البيئي فهو تلوث التربة، ويرتط تلوث الماء بتلوث التربة ارتباطًا وثيقًا، إذ إنَّ تلوث واحد منهما ينتج عنه تلوث الآخر، ومن أهم أسباب تلوث التربة هو النفايات وبخاصة مكب النفايات الذي لا يتم إغلاقه بإحكام مما يؤدي فيما بعد إلى انتقال البكتيريا والفيروسات إلى التربة الموجودة حول المكب، ولو كان هناك أعشاب في هذه التربة فإنها ستتأثر وتحمل السموم، ولو تغذت الحيوانات على تلك الأعشاب لانتقلت السموم إليها، ومن ثم تنتقل بعد ذلك إلى الحيوانات المفترسة التي تتغذى على العاشبة، وتعرف هذه السلسلة باسم التراكم الحيوي.


من أنواع التلوث البيئي هو التلوث الضوضائي والذي يعرَّف أنه ارتفاع الأصوات بشكل كبير بحيث تؤثر على الأذن وتسبب الضجيج في المنطقة، ومن أهم أسباب التلوث الضوضائي هو الدراجات النارية التي تعد مصدر الإزعاج الأول في المدن، وكذلك زمامير السيارات وكثرة المرور الحافلات والموسيقى العالية التي قد يطلقها البعض.


يؤثر ذلك كله على التوازن البيئي الذي يؤثر سلبًا على الإنسان، وأمَّا آخر نوع سيتم الحديث عنه هو التلوث الضوئي، ومعنى التلوث الضوئي هو الاستخدام الكبير للضوء بشكل قد يؤثر على توازن البيئة، وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على صحة الإنسان، وكذلك فإنه يحجب ضوء النجوم التي هي المصدر الأساسي للراحة النفسية ليلًا، ومن ثم تؤثر على الأرصاد الفلكية التي تلتقط الضوء وبذلك يتداخل الضوء مع عملية الرصد.


أضرار التلوث على الإنسان والحيوان والنبات

إنَّ التلوث هو اختلال التوازن البيئي بشكل أو بآخر، ووقد يظن الإنسان أنَّ التلوث الهوائي قد لا يكون له ذلك الأثر الكبير، وإنما هي مجرد ترهات يتناقلها النَّاس جيلًا بعد جيل، لكنَّه لو دقق النظر أكثر لوجد أنَّ الإنسان الحديث يعاني من العديد من الأمراض الخطرة التي لا يعرفها الإنسان القديم الذي كان بمنأى عن ذلك التلوث، مثل سرطان الرئة والأمراض القلبية وغيرها من الأمراض، وكذلك فإنَّ الحيوانات باتت تموت من كثرة تلوث البيئة وانقراض العديد منها، وأصبحت ناقلة للسموم في الهرم الحياتي بعد أن كانت مصدرًا سليمًا للتغذية.


النباتات لا تقل شأنًا في تأثرها السلبي عن الإنسان والحيوان، فهي تعاني من التلوث المائي وتلوث التربة التي تؤدي إلى نقل السموم إلى أجزائها الدَّاخلية، إنَّ التلوث هو الحلقة الأصعب التي لا بدَّ من تضافر الجهود من أجل حلها، فقد أصبح كوكب الأرض مريضًا يتنفس الأوجاع ويمنح الآخرين الضَّعف بعد أن كان يمدهم بالقوة والحياة.


بدأت المساحات الخضراء بالانحسار وحلَّت محلها الأبنية الشاهقة، واعتمد النَّاس في حياتهم على السرعة حتى أطلقوا عليه اسم عصر السرعة، وكل هذا وذاك ليس من أجل راحة الإنسان بل من أجل المال الذي يكتسبه رؤوس الأموال على وجه العالم، ومن ثم لا ينتبهون إلى الكارثة التي يخلفونها وتتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، فأضرار التلوث على البيئة والمخلوقات التي تعيش فيها لا تعد ولا تحصى.

محاربة التلوث

إنَّ التلوث وتأثيره على الصحة باتت لا يخفى على أي أحد، ولا بدَّ من إجراء العديد من الخطوات التي يتمكن من خلالها الإنسان من محاربة التلوث والعيش بأمان على هذه الأرض، ومن ذلك استبدال الوقود المستخدم في الحياة اليومية، فضرر البترول على البيئة هو أقل من ضرر الفحم، ومحاولة استخدام الشمس كطاقة بديلة عن الوقود في التدفئة، وكذلك فإنَّ الطاقة الشمسة غير ضارة على البيئة.


كذلك فإنَّه لا بدَّ من الالتزام ببناء المصانع خارج المدن المأهولة بالسكان، مع أخذ الاحتياطات اللازمة لها، ويمكن محاربة التلوث المائي وذلك عن طريق إجراء فحص متكرر للمياه ومعرفة مدى تلوثها ومن ثم معالجتها بالطرق المناسبة، كذلك لا بدَّ من الاستفادة من التكنولوجيا في معالجة مياه المجاري ومياه الصرف الصحي؛ حتى لا تعود إلى المياه النظيفة، ولا بدَّ من الانتباه إلى نظافة التربة وعدم إلقاء المخلفات عليها أو في المياه الجارية؛ لأنَّ ذلك كله من شأنه أن يعمل على إخلال التوازن البيئي.


أمَّا بالنسبة للتربة فلا بدَّ من الابتعاد عن رش المبيدات الحشرية بشكل عشوائي، وكذلك معالجة مياه الصرف النَّاتجة عن صرف الأراضي الزراعية للمياه ومن ثم إعادة استخدامها مرة أخرى، وتكون معالجة التلوث الضوضائي عن طريق إبعاد مصادر الضوضاء عن الأماكن السكنية التي يعتليها البشر، وإبعاد الطريق السريعة والمطارات عن سكن النَّاس؛ حتى لا يؤثر ذلك عليه على الإطلاق.


إنَّ كوكب الأرض هو النعمة التي وهبنا الله إياها حتى نعيش بها آمنين مطمئنين يسعى الجميع إلى راحة الواحد، ومن ثم يكون النَّاس بين بعضهم صفًا واحدًا كأنَّهم بنيان مرصوص في سبيل إسعاد الجميع، وليس من سعادة أكبر من أن يكون المرء محافظًا على حياته نقية من الشوائب والتلوثات، تلك التلوثات التي تؤثر على نفس كل واحد منا، فتشكل له الأمراض الجسدية ومن ثم تتأثر نفسه الإنسانية بصحته الجسدية فينشأ مجتمع مريض إثر التلوثات التي تخنقه في كل آنٍ ومكان.


لقراءة المزيد عن موضوع التلوث، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن تلوث البيئة.

7032 مشاهدة
للأعلى للسفل
×