تعبير كتابي عن الحيوانات

كتابة:
تعبير كتابي عن الحيوانات

المقدمة: الحيوانات جزء من نظام الكون

قد يظن بعض الأشخاص الذين لا يحبون الحيوانات ولا يفضلون اقتناءها أن لا فائدة من الحيوانات وأنها خلقت عبثًا ولكن تعالى الله عما يصفون؛ فللحيوانات أهمية كبيرة في حياة الناس فهذه الكائنات الودودة لا تريد منا سوى أن نتركها وحدها وأن لا نعبث بها إلا بما يرضي الله وما خلقت لأجله، فلا ينبغي لأحد أن يصيدها أو يقتلها أو يتسبب بدمار بيئاتها التي تحيا وتعيش فيها وترعى في قولها ونباتاتها، ما لا يعلمه الآخرون أن الحيوانات جزء مهم من نظام الكون، فلو اختل أحد تلك الأجزاء حدث ما لا يحمد عقباه من مشاكل وأزمات.


العرض: بحماية الحيوانات أحافظ على بيئتي

إن الحفاظ على البيئة من الشروط الأساسية لحماية الحيوانات ودرء شتى المخاطر عنها، وحكاية الحيوانات من أساسيات الحفاظ على البيئة التي نحيا بها، فلو افترضنا مثلًا أنّ إحدى الجماعات تعمدت صيد أحد الحيوانات أو الطيور بطريقة غير مدروسة وبعيدة كل البعد عن إنسانيات وأخلاق الصيد، إذ يقومون بالصيد الجائر بصورة عشوائية لا تُبقي ولا تذر للعديد من الحيوانات فتنقرض أو تنخفض أعدادها إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه، ونتيجة لذلك فإن خللًا ما سيصيب البيئة ويعرضها إلى فقدان ذلك التوازن الذي هيأه الله وفقًا لتدبيره وحكمته، فلا بد من المحافظة على البيئة بحماية حيواناتها بطريقة تضمن استمرار ذلك التوازن مما يفضي إلى حماية الحيوانات من الانقراض.


قد تتعمد الكثير من الدول إنشاء المحميات الطبيعية التي يعدونها بوجه خاص من أجل حماية الحيوانات سيما تلك القابلة للانقراض بسبب التناقص الكبير في أعدادها، جراء الرعي الجائر أو العديد من الممارسات الخاطئة التي تتسبب بموتها وأحيانًا تكون بأعداد كبيرة لا يمكن حصرها، ويكون ذلك نتيجةً لإهمال الكثيرين الذين يتعمدون إلقاء النفايات والعوادم في مناطق زراعية أو بيئات حيوانية فتتعفن تلك القاذورات وتتحول لمواد سامة تنتشر في مساحات شاسعة ومنها ما ينحصر ويذوي تحت الأرض، فيتحول إلى مواد سامة تسمم الحيوانات وتقتلها .تخيل أنك تسببت في مقتل تلك الحيوانات فما الذي قد يصيب البيئة من حولك! هل ستبقى تلك البيئة صالحة للحياة؟ أم أنها ستختل بسبب ذلك الفعل الجسيم؟!


سمعت عن بعض الدول تتعمد دفن مواد إشعاعية في مناطق بعيدة تحت الأرض وعليه فإنها تعدُّ دمارًا حقيقيًا للحيوانات والبيئة إذ تتسرب تلك الإشعاعات لمساحات شاسعة مخلفة وراءها أعدادًا كبيرة من الحيوانات النافقة أو التي تتعرض للتسمم ويصيبها المرض. وفي حال بقيت على قيد الحياة فستنتج أنواعًا مشوهة من الحيوانات أو ألبانًا سامة وتحتوي بعض تلك المواد الإشعاعية، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان الذي يتناول تلك المواد، وقد تمتد تلك السموم للأبناء والأجيال القادمة حتى ينتج لدينا أجيالًا مصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والحالات التي لا يُعلم من أين أتت ولا كيف سيتم شفاؤها.


ولحرائق الغابات فصل آخر من الدمار فقد تَعْمَد العديد من الأسر إلى الخروج في رحلة رفاهية عن أنفسهم وعوائلهم، وينتج تصرفات طائشة تتسبب بهلاك العديد من الحيوانات وحرق مسافات شاسعة من الغابات والأشجار، وكل ذلك يكون نتيجة للإهمال الكبير؛ بإلقاء أعواد الثقاب ومخلفات لفافات الدخان أو إبقاء النار مشتعلة بعد الانتهاء من عملية الشواء، ونتيجة لذلك تختل البيئة ونفقد الكثير من النباتات والحيوانات المسكينة التي لا ذنب لها سوى طيش الإنسان وكبريائه وتحديه لنواميس الكون التي هيأها الله تعالى لتكوِّن لنا نظامًا بيئيًا متوازنًا نحيا فيه حياةً هانئة.


مرّ شريط إخباريٌ عاجل على إحدى القنوات الإخبارية عن انقلاب باخرة كانت محملةً بالمواد السائلة التي تعتبر من الملوثات البيئية الخطيرة في حال انسكبت في البحار والمحيطات، وعليه فإن انقلاب تلك الباخرة وانسكاب كل ما فيها سيعرض كائنات بحرية بأعداد ضخمة للهلاك، يا للهول !ما لهذا الإنسان قد تحول من موكل بعمارة الأرض إلى مدمرٍ لها؟! جلست أتابع الخبر وقلبي مملوء أسىً لما حصل، وبقي ذلك الخبر عالقًا في ذهني حتى أنني لم أبق موقعًا إخباريًا ولا قناةً متلفزة إلا وتابعت الخبر فيها وفي صباح اليوم التالي هالني ما رأيت على الشاشة، أعداد كبيرة من السمك ذات ألوان زاهية التي أصبح يميزها السواد واللون القاتم تطفو على سطح المياه حتى أسماك القرش الجبارة تعرضت للأذى، ووصلت معظمها للشواطئ وهي نافقة لا فائدةً ترجى منها، ما لهذا الإنسان لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وقد تسبب لها بالدمار؟ ألهذا خلقت أيها الإنسان!


إنّ الحيوانات الأليفة نعمة من نعم الله في الكون وخير صديق وعون للإنسان، قد تدرأ عنه المخاطر وعن أطفاله الصغار، كم من قصة سمعناها حول كلب أنقذ حياة طفل كادت تصدمه سيارة أو كاد يخطفه أحد الغرباء لا قدر الله، إن الله جل وعلا قد وضع في الحيوانات الأليفة أجمل الصفات وأعظم القدرات. إنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد امتدح القطط وأخبر أنها من الطوافات وأنها نظيفة طاهرة لا تدنس الأماكن لكنها تحتاج للقليل من الرعاية فهي كالأطفال الصغار ترضى بالقليل وتسعدها الرعاية والاهتمام.


الخاتمة: معاملة الحيوانات اختبار لإنسانيتك

إن حماية حقوق الحيوانات هو واجبٌ ديني قبل أن يكون أمرًا مرتبطًا بالإنسانية، فقد تتهيأ لك العديد من الأسباب لتكون أحد مقتني الحيوانات ومربيها، فتكون هذه الفرصة اختبارًا لإنسانيتك وفطرتك السليمة التي فُطرتَ عليها، لذا يتوجب عليك تقديم الرعاية لتلك الحيوانات وإطعامها وسقايتها والاهتمام بها وفي حال تعرضت للأمراض والآفات فعليك أخذها إلى الطبيب البيطري ليقدم لها الرعاية اللازمة.

في حال كانت ذات أعدادٍ كبيرة فلا بأس من إحضار البيطري إلى مكان عيشهم ليعاينها ويصف لها الدواء المناسب، بكل أسف قد يقوم بعض الناس بالعديد من السلوكيات الكارثية بأن يرمي الحيوان الذي أصيب بالمرض فيتخلص منه بطريقة همجية بعيدة كل البعد عن الإنسانية، ولا يقدم له العلاجات المناسبة فيتركه يموت ويتعفن وحيدًا في الطرقات أو الغابات أو تنهشه الحيوانات الضارية.


قد تستلهم بعض الأفكار من المقال التالي لكتابة موضوع تعبير عن الحيوانات: الرفق بالحيوان.

5227 مشاهدة
للأعلى للسفل
×