محتويات
كيف تنظم وقتك في العطلة الصيفية
اقترب وقت انتهاء المدرسة وكل طالب يجهز نفسه، ويضع مخططاته للعطلة الصيفية، محاولًا أن يستغل كل دقيقة فيها ليرفّه عن نفسه ويكسب وقتًا أطول للترفيه واللعب والتسلية، متناسيًا أنّ الحياة فيها لعب وتسلية، وفيها جوانب أخرى لتطوير الذات والفكر والعقل، ولذلك لا بد أن يكون أول أمر تُفكّر به أيّها الطالب، هو كيف تنظم وقتك في العطلة الصيفية؟ فتتمكن من اللعب والتسلية والترفيه، وفي الوقت نفسه تستثمر قدراتك العقلية والفكرية في تطوير مهاراتك في ناحية معينة.
تنظيم الوقت هو سر نجاح كل إنسان، ولا يمكن للعشوائية والعبثية أن تصنع نجاحًا في حياة أحد منا، لذلك عليك أن تتهيأ جيدًا للعطلة الصيفية، وأول خطوة أن تقوم بتقسيم أوقاتك بين اللعب والتسلية، ثم الهوايات والمهارات الحركية التي تُحبّ أن تتعلّم عنها أكثر، ثم تُخصّص قسمًا لتنمية المهارات الفكرية بالقراءة أو الاطلاع على آخر مستجدات العالم، ثم الاهتمام بالخروج من العطلة الصيفية وقد زرعت قيمة جديدة في حياتك والتزمتها حتى صارت عادة من عاداتك.
عندما تبدأ نهارك في العطة الصيفية بممارسة هواية تحبها، مثل: الرسم أو الرياضة أو السباحة أو الجري أو القراءة أو غيرها من الهوايات التي تحددها أنت بنفسك، فإنّ هذه الانطلاقة الصباحية ستكون ذات أثر إيجابي على يومك كله، لأنّك قُمتَ بفعل شيء تُحبّه، وبعدها يمكنك أن تنتقل إلى مساحتك المخصصة من اللعب والتسلية، ولا بد من الانتباه أن يكون اللعب متناسبًا مع قيمك ومبادئك وأخلاقك، فلا يمكن فصل اللعب عن الأخلاق.
لا سيما إذا كان هذا اللعب بألعاب إلكترونية، فيجب أن تكون حذرًا متيقظًا لكل أمر في اللعبة، وبعد اللعب يمكن أن تأخذ قسطًا من الراحة تهدّئ فيه نفسك، وتعيد لها حيويتها بالتفكير والتأمل بذاتك وأخلاقك، ومدى رضاك عن تعاملك مع الناس، وتضع خطة لتغير من بعض الصفات التي تزعجك في نفسك، وتعقد العزم على تغييرها، وهذا أيضًا لا بد أن يكون له أثر كبير، لأنه يجعلك تثق بنفسك وبشخصيتك أكثر.
كيف تقضي العطلة الصيفية؟
تنتابك الحيرة عند اقتراب موعد العطلة الصيفية، وتسأل كثيرًا بينك وبين نفسك أو مع أصدقائك عن كيفية قضاء العطلة الصيفية، ولا سيما إذا ما كان معظم أصدقائك سيبتعدون للسفر إلى أهلهم أو أقاربهم في مناطق بعيدة، عندها ستكون خياراتك صعبة، وتحتاج للتفكير والتخطيط حتى تتمكن من قضاء عطلة صيفية سعيدة وممتعة، يملؤها الفرح والسرور، وتكتظ بالنشاطات والمخططات والرحلات والمغامرات.
أوّل أمر يُساعدك في الإجابة عن سؤال كيف تقضي العطلة الصيفية هو أن تدوّن، كل الأمور التي كنت ترجو أن تقوم بها وأنت في فترة الدوام المدرسي، إلا أن الواجبات المدرسية والالتزام بالدوام حرمك منها، وبعد تدوينها رتّبها حسب أهميتها بالنسبة لك، وحسب قدرتك على القيام بها وتنفيذها حقيقة، وضع جدولًا زمنيًا لتقوم بكل ما تتمناه في عطلتك الصيفية، وانتبه أن يكون كل أمر تريد أن تقوم به قد أخذت موافقة الأهل من قبل، حتى لا تُصاب بخيبة أمل في العطلة.
خصّص وقتًا من عطلتك لزيارة الأقارب وصلة الرحم، وقضاء أوقات ممتعة مع الجد والجدة والاستماع لحكاياتهم وذكرياتهم التي تنعش الصدور، وتملأ القلوب فرحًا واستبشارًا، ولا تنسَ أن تُدخل السرور إلى قلب جدك وجدتك بهدية صغيرة أو طعام لذيذ تقدمه لهما، فهذا سيجعلك تفرح كثيرًا، وستشعر بالإنجاز والسعادة لما قمت به، ولا مانع إذا تمكّنت من الخروج في نزهة عائلية، ولعبت مع أفراد العائلة بعض الألعاب مثل كرة القدم وألعاب الورق والركض والسباق.
من الجميل أن تُخطّط مع الأصدقاء المقربين للذهاب في نزهة شهرية أو أسبوعية، فتقضي فيها وقتًا ممتعًا، تلعبون وتسرحون وتمرحون، وترمون بهمومكم ومشاق الحياة عن ظهوركم، وعيونكم تبرق بالأمل والسعادة، وما أجملها من نزهة إذا ما خُتمت بافتراش العشب الأخضر النّديّ وكل واحد منكم يبث ما في قلبه تجاه الآخرين، أو يتذكر أيام المدرسة وبعض المواقف المضحكة، أو حتى يرمي فكاهة يضحك بها أصدقاؤه فتتعالى الضحكات مزهوة مترنمة.
إنّ كل تخطيط تقوم به قبل العطلة الصيفية سيساعدك في قضاء عطلة صيفية مميزة ورائعة، ولا يمكن نسيان تخصيص وقت يومي في العطلة الصيفية لحفظ القرآن الكريم ومراجعته وتثبيته، فهذه هي الطاقة الإيجابية الحقيقية لكل حياتك فلا تنسَ ذلك.
أفكار لاستغلال العطلة الصيفية
يُمكنك أن تأخذ برأي أهلك أو أخوتك الذين يكبرونك سنًا حول بعض الأفكار التي تساعدك في استغلال العطلة الصيفية، وقضائها بأجمل تفاصيلها، ومن الأفكار لاستغلال العطلة الصيفية أن تضع برنامجًا محددًا لحياتك، برنامجًا للوقت، وقت الاستيقاظ ووقت النوم ووقت الطعام، ولا بدّ من الانتباه إلى أن يتوافق هذا البرنامج مع النظام المنزلي لعائلتك، فلا يمكن أن تحدد أوقاتًا لطعامك تختلف عن باقي أفراد الأسرة.
كثير من الطلاب يقضون وقت العطلة الصيفية بالسهر إلى منتصف الليل والاستيقاظ بعض الظهر، ظنًا منهم أنهم يستمتعون بعطلتهم، ويقضون أحلى الأوقات، بالنوم والسهر والتأخر في الاستيقاط، إلا أنّ الواقع خلاف ذلك فهذا النظام يجعلك تضيع أحلى الأوقات وأجملها وأحبها إلى قلبك، نعم إنها العطلة الصيفية التي تعد لها الدقائق والثواني، فهل من المعقول أن تُقضى بالنوم لما بعد الظهر!.
ممّا يجدر ذكره أن استغلال العطلة الصيفية يعني أن تقوم بأعمال غريبة خارجة عن نظام حياتك، فحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الروتين، فلا يمكن أن تكرر اللعبة نفسها كل يوم طوال العطلة، أو أن تتقابل مع أصدقائك في المكان نفسه كل مرة، أو أن تزور الأقارب نفسهم، فالتنويع في النشاطات هو الذي يجعل العطلة الصيفية ممتعة، وترى كل يوم من أيامها مختلفًا ومميزًا عن غيره من الأيام، لذلك تجنّب الروتين المملّ.
من الأفكار اللطيفة لاستثمار العطلة أن تقوم بعمل تطوعي، إما أن يكون جماعيًا مع أصدقائك في مكان ما، أو أن يكون فرديًا في المنزل بأن تتطوع أن تتولى المهام المنزلية عن والدتك يومًا كاملًا، فهذا سيجعلك نشيطًا مسرورًا لأنك تخوض تجربة جديدة، وسيفرح قلب والدتك كثيرًا، ويجعلها تثق بك وبإمكاناتك أكثر من قبل، إضافة إلى أن العمل التطوعي يعطيك شعورًا بالسعادة والفرح لأنّك قُمتَ بعمل دون أي مقابل لا مادي ولا معنوي، إنّما كان تطوعًا فقط.
ضياع الوقت في العطلة الصيفية
أكثر عبارة تُسمع في آخر العطلة الصيفية من الطلاب هي: لم نشعر بالعطلة كأنّها بدأت البارحة، وذلك أمر يحزنهم كثيرًا، والسبب الحقيقي وراء هذا الشعور هو الطلاب أنفسهم، فكلما ابتعدتم عن التنظيم والتخطيط لعطلتكم كلما كان ضياع الوقت في العطلة الصيفية أكثر، فلا يمكن العيش بعشوائية وعبثية حتى وإن لم يكن هناك دوام مدرسي، فالوقت لا ينتظر أحدًا ولا يوقظ نائمًا، بل عليك أنت أن تنتبه لوقتك وتُحسن استثماره.
من أسباب هذا الشعور الذي ينتابك عند انتهاء العطلة الصيفية هو أنّك ركّزت في كل العطلة على أمر واحد تقوم به ولا تغيره، مثل اللعب فقط، أو مشاهدة التلفاز فقط، فلم تحظَ بالتنويع الكافي الذي يجعلك تشعر بالتجديد والنشاط المستمر، ولذلك مرّت العطلة كلمح البصر دون أن تستفيد منها، وتشعر أنّك قضيت أوقاتًا مفرحةً، ولحلّ هذه المشكلة يمكن القيام بوضع مخطط صغير لكل يوم من العطلة ويمكن أن يوضع هذا المخطط كل صباح، أو قبل النوم.
هذا يساعد في الاستيقاظ بنشاط ويُبعد الملل والشعور بالحزن لعدم وجود ما تقوم به في العطلة، بل على العكس ستحاول أن تنفذ كل ما خطّطت له، وستشعر بسعادة كبيرة إذا أنجزت كل ما وضعته في مخططك، لأن هذا يعني أنّك قادر على تنظيم وقتك وتعرف كيف تستغله استغلالًا صحيحًا وموفّقًا، وبالمقابل إذا قصّرت في بعض الأمور ولم تتمكن من إنهائها، فهذا سيجعلك تتعلم كيف تُخطّط بشكل أفضل.
بهذه الطريقة تكون قد استفدت على أكثر من منحًى، فأولًا: قمتَ باستغلال موفّق للعطلة، وثانيًا: تعلّمت كيف تُخطّط لحياتك بتأنٍ ودقّة، وثالثًا: استطعت أن تنظم وقتك وتديره بشكل صحيح، وهذا الأمر يحتاج لتدريب وتمرين لمدة لا تقل عن أسبوع، مع وجود إرادة قوية تحفزك على الالتزام بما خططت له، لا أن يكون المُخطّط مجرد حبر على ورق.
كثيرة هي الحلول لقضاء عطلة صيفية سعيدة وبعيدة عن ضياع الوقت أو الشعور بالملل والضجر، وكل هذه الحلول لن تؤتي أُكلها ما لم تلتزم بها وتتابعها وتحاول تطبيقها، فالأمر ونجاحه مرتبط بك أنت لا بأحد غيرك، فحاول أن تستمتع بعطلتك الصيفية.
لقراءة المزيد، انظر هنا: العطلة الصيفية: كنزك الثمين استغلها بهذه الأفكار الرائعة.