محتويات
الفيل أكبر حيوانات البرية
الفيل حيوانٌ لطيفٌ للغاية رغم كبر حجمه، إلا أنَّه لا يلحق الأذى بالأشخاص، ينتمي للثديات وهو أكبر الحيوانات البرية على كوكب الأرض، فيمكن أن يصل ارتفاع ذكر الفيل الإفريقي إلى أربعة أمتار، كما يزن عدة آلاف الكيلوجرامات، حيث إنّ الفيل يتفوق بالحجم على كل أنواع الحيوانات الأخرى البريّة، فهو الأضخم على الإطلاق.
يعتمد الفيل في غذائه على النباتات فقط، ويأكل على وجه التحديد الأعشاب، والجذور، والثمار، ويستخدم أنيابه لسحب اللحاء من الأشجار واقتلاع الجذور من الأرض، وتستقر الفيلة في عدة أماكنٍ وفي بيئاتٍ مختلفة مثل: مناطق السافانا والغابات، كما أنه يمكن العثور عليها في الصحارى، والمستنقعات، وتفضل الفيلة أن تبقى بالقرب من المياه.
الطبيعة التي تتخذها حياة الفيلة هي العيش ضمن مجموعات، تُسمّى هذه المجموعات بالقطيع، وأقدم أنثى في القطيع تُعدّ الأم الحاكمة وهي من تقوده كاملًا، وتتكون مجموعة الفيلة من الفيلة الإناث، والفيلة الصغار؛ لأنّ الذكر البالغ يفضل الانعزال عن المجموعة والبقاء وحده، فيبقى منفردًا.
يتميز الفيل بأذنيه الكبيرتين، وبخرطومه الضخم الذي يوجد فيه الكثير من العضلات، حيث يستخدمه الفيل في العديد من الأمور مثل: التنفس، والتقاط الطعام، وشرب المياه، وشم الروائح المختلفة، وإصدار الأصوات، وعندما يحتاج إلى ترطيب جسمه يقوم بامتصاص الماء بخرطومه ورشّه على جسمه.
الفيل من الآسيوي إلى الإفريقي
للفيلة نوعين مختلفين، هناك الفيل الآسيوي وهناك الفيل الإفريقي، ولكل نوعٍ بعض الصفات التي تميزه عن النوع الآخر، فالفيل الإفريقي أكبر حجمًا من الفيل الآسيوي؛ إذ يكون أثقل وزنًا وأكثر طولًا، والفيل الإفريقي يمتلك عددًا من الضلوع أكبر من العدد الذي يمتلكه الفيل الآسيوي.
تمتاز الفيلة الآسيوية بلون البشرة الرمادي القوي، بينما بشرة الفيل الإفريقي تكون أكثر تجعُّدًا من بشرة الفيل الآسيوي، وتملك الفيلة الإفريقية جميعها أنيابًا سواء كانت ذكرًا أم أنثى، في حين لا يملك من الفيلة الآسيوية أنيابًا سوى الذكور فقط.
يمكن لأي شخص أن يقوم بتمييز الفيل الآسيوي عن الفيل الإفريقي من خلال النظر إلى حجم أذان الفيل، فآذان الفيل الإفريقي أكبر حجمًا بشكلٍ ملحوظٍ من آذان الفيل الآسيوي، بينما يتميز الفيل الآسيوي عن الإفريقي من جهة الطعام والغذاء الذي يتناوله بأنَّ الفيل الآسيوي يأكل نسبة أكبر من العشب في حين يأكل الفيل الإفريقي الأعشاب، والنباتات، والجذور، واللحاء.
من جهة الموطن يعيش الفيل الإفريقي في إفريقيا، وتحديدًا في جنوب الصحراء الكبرى، إضافةً إلى وجوده في الغابات المطيرة، فيسكن في مجموعة متنوعة من الأماكن الموجودة في الغابات الاستوائية الرطبة، بينما يعيش الفيل الآسيوي في الهند، وجنوب شرق آسيا، والغابات المطيرة؛ إذ يعيش الفيل في أماكن كثيرة من الغابات بالقرب من مصادر المياه والمراعي.
للفيل صفات مثيرة للدهشة
تمتاز الفيلة بالعديد من الصفات التي تثير الدهشة والاستغراب، من هذه الصفات أنه يتميز بذاكرةٍ قويةٍ جدًا تحتفظ بالأحداث والأماكن حتى بعد مرور سنواتٍ طويلةٍ، فيستطيع بالاعتماد على ذاكرته الوصول إلى الأماكن التي توجد فيها المياه عندما تأتي أوقات الجفاف التي تستمر أعوامًا أحيانًا في إفريقيا.
يتعرف على الأشخاص من خلال حاستي النظر والشم، فيحتفظ بصورتهم ورائحتهم في ذاكرته فلا ينساهم حتى وإن مرَّ على غيابهم فتراتٍ طويلة دون الالتقاء بهم مجددًا ويستطيع تذكرهم بعدها، كما يتعرف على كل عضوٍ من القطيع بهاتين الحاستين، وعندما يصادف فيلًا جديدًا يقوم بمدّ خرطومه لإلقاء التحية عليه، الفيلة كائناتٌ لطيفة وتتعامل مع بعضها بمودةٍ ومرحٍ.
يتمتّع الفيل كذلك بحاسة شمٍ قويةٍ يستفيد منها في معرفة مصادر المياه من خلال شم الرياح، ويستطيع أن يتعرّف على الأعداء أو الأخطار التي تقترب منه بالاستعانة بهذه الحاسة، وتتمكن الفيلة من سماع أصوات بعضها بعضًا ومعرفتها، بالرغم من المسافة الكبيرة التي تفصل بينها والتي تصل إلى أكثر من كيلو متر.
يحمي الفيل نفسه من أشعة الشمس المرتفعة بالاستعانة بخرطومه عن طريق وضع الرمال فوقه لتغطية نفسه بها، ومن صفاته المدهشة أنّ فترة حمل أنثى الفيل تصل لعامين كاملين، إضافةً إلى أنَّ الفيل يمتلك دماغًا كبيرةً يساوي أضعاف حجم دماغ الإنسان، كما أنّه يتميز بقوة خرطومه الذي يستطيع اقتلاع شجرةٍ فيه.
الفيل في مواجهة خطر الانقراض
آخر ما يشار إليه أنّه تتعرض العديد من أنواع الحيوانات لخطر الانقراض لأسبابٍ كثيرةٍ، وأحد هذه الأنواع هي الفيلة، فتواجه الفيلة خطر الانقراض في العصر الحالي بسبب جهل الإنسان بقيمة الفيلة العالية وبضرورة الحفاظ عليها.
ويُذكر أنّ الفيل يحتاج بسبب حجمه الضخم إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الحشائش والنباتات كغذاءٍ يوميٍ، لكن الأشخاص يقضون على مساحاتٍ واسعةٍ من الغابات للاستفادة من هذه المساحات في الزراعة، فلم يعد الفيل يجد ما يكفيه من طعامٍ، ما جعله يلجأ إلى مزارع السكان حيث يتعرض لإطلاق النار من قِبلهم .
تُعدّ أنياب الفيل أحد الأسباب التي تدفع من يطمع بالمال للقضاء على هذا الحيوان المسكين في سبيل الحصول عليها؛ إذ ارتفعت قيمة العاج وباتت أغلى من الذهب؛ لذلك سارع الصيادون إلى صيد الفيلة للحصول على أنيابهم والتجارة بها، وبما أنَّ الفيل يستخدم في العروض الترفيهية في بلدانٍ غير البلاد التي يستقر الفيلة فيها، فإنَّ أخذهم من موطنهم الأصلي وإبعادهم عن باقي أفراد القطيع يسبب تناقصهم وبالتالي انقراضهم.
إضافةً إلى دور التلوث البيئي كأحد أسباب انقراض الفيلة، فتناول الفيل للنباتات وشرب المياه الملوثة بجثث الفيلة الأخرى التي قام بعض الأشخاص بقتلها دون رحمةٍ، يُسبّب أمراضًا خطيرة للفيل، ويؤدي في نهاية المطاف إلى موته.