محتويات
مقدمة: المُعلِّم هو المُنفذ لرسالة التعليم
المعلم هو أهم الكيانات المُنفِّذة لرسالة التعليم في المُجتمع، وهو حجر الأساس، والعُنصر الأهمّ في عمليّة نَقْل المعلومات، وإخراج جيل واعٍ يُساهم في بناء الحضارات وتقدم ورقي المجتمع، ويكمُن دوره بتهيئة كافَّة الظروف التعليميّة، والتعلُّمِيّة للطلّاب؛ لتحقيق النموّ البدنيّ، والعقليّ، والدينيّ، والحِسِّي، والخُلُقيّ، والاجتماعيّ لهم، وهو الشخص المُكلَّف بتربية الطلّاب في المدرسة، وهو الذي يملك مسؤوليّة مُساعدة الطلبة واحتوائهم عن طريق معاملتهم بطريقة جديدة، ومُختلفة.
العرض: صفات وأخلاقيّات المُعلِّم
من أسمى أخلاقيات المعلم سعيه الدائم إلى استشعار عظمة المِهنة التي يُمارسها، وتقديرها حقَّ قَدْرها؛ فهي مِهنةٌ ذات قداسة خاصَّة، ومكانةٍ مرموقة ويجب أن يُخلص المعلم لمهتنه، ويحرص أن يُظهر نموذجٍ يُحتذى به في السُّلوك، والأخلاق.
وعلى المعلم أن يبذل جهداً كبيراً، سواء كان جسديّاً، أو ذهنيّاً، في التعليم، والتوجيه، والتربية؛ إذ يجب عليه أن يكون من أحرص الناس على نَفْع المُجتمع، وأبنائه، كما يجب أن يؤدّي المُعلِّم دوره التربويّ في بيان السُّبل الصحيحة، وتشجيع المُتعلِّمين على اتّباعها، وتجنُّب الأفعال، والسلوكيّات السيئة.
كما على المعلم أن يُشجع روح التعاون لدى المُتعلِّمين، ويسعى إلى مساعدتهم في حلّ المشكلات التي تواجههم، ولا بد أن يُحقِّق المساواة في التعامُل معهم؛ وذلك بمراقبتهم، وتقويم أدائهم.
إضافة ٍ إلى ذلك لا بُدَّ للمُعلِّم أن يتحلى بمجموعةٍ من الصفات الإيجابيّة المتمثلة بالإخلاص لله وحده؛ إذ يتحرَّى المعلم بعِلمه، وبما يُعلِّمه وجه الله تعالى، والدار الآخرة، وأن يمتلك الصبر، والحِلم؛ فالمُعلِّم يضبط نفسه، ويكظم غيظه، ويتحمَّل ما يصدر من الطلّاب.
وللمعلم أدوار عديدة في البيئة المدرسيّة، وتنقسم هذه الأدوار إلى الفَهم العميق لكافَّة الاحتياجات النفسيّة، والشخصيّة، والتعليميّة للطلّاب، وترسيخ العلاقات القائمة مع الطلّاب، والعلاقات بين الطلّاب أنفسهم؛ ممَّا يُساهم في تلبية الاحتياجات والمُتطلَّبات النفسيّة للطلبة، واستخدام الطُرق والأساليب المُناسبة للتدريس؛ ممَّا يُتيح تعلُّماً أفضل للطلاب.
الخاتمة: احترام المعلم واجب
يُساهم المعلّم في غرس الأخلاق والسلوكيات الحسنة في الطلبة بعد ذويهم، فهو القُدوة الصالحة للطلبة، الذي يسعى بدوره إلى تحقيق أثر إيجابي في الطلبة، من خلال أخلاقه الحَسَنة، وسُلوكه الحميد، وهو المحفز الذي يمنح الطلبة دفعةً للبدء، ونظرةً إيجابية للسير نحو المستقبل بخطى واثقة.
ومن الضروري أن يربي الأهل أبناءهم على ضرورة احترام معلميهم وتقديرهم وعدم الإساءة لهم فاحترام المعلم دليلٌ على حسن التربية، ويجب حث الطلبة في حال بدور أي خطأ الاعتذار من المعلم، ويجب ترسيخ المقولة الشهيرة "من علّمني حرفًا كنت له عبدًا"، في عقول الطلبة.
وفي الختام يُجدر التنبيه على أهمية احترام المعلم وتقديره لما يبذله من جهدٍ كبير في بناء جيلٍ واعٍ ومُثقف، إذ تُعد مهنة المعلم من أسمى المهن، فالمعلمون هم ورثة الأنبياء، فطوبى للمعلّم حيثما حلّ وارتحل.