محتويات
وهران المدينة الباهية
مدينة وهران من أجمل ولايات الجزائر، وهي ثاني أكبر المدن الجزائرية نسبةً لعدد سكانها، فيسكن فيها أكثر من مليون ونصف مليون نسمة، وتعدّ هذه المدينة العاصمة للغرب الجزائري، وتقع في أقصى غرب الجزائر، وهي مدينةٌ مميزةٌ من مدن الجزائر المميزة، فتُعد ميناءً شديد الأهمية، وتمتلك إطلالةً رائعةً على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
هناك الكثير ممّا يتم تداوله حول سبب تسميتها بهذا الاسم، فبعض الحكايات تقول إنّها سميت وهران للأعداد الكبيرة التي كانت تعيش فيها من الأسود قديمًا؛ إذ تعدّ كلمة وهران المثنى لكلمة وهر والتي تعني الأسد، وبعض الروايات تشير إلى أن أصل الاسم بربري يعود إلى وادي الهاران.
تتميز مدينة وهران بموقعٍ استراتيجيٍ مهمٍ؛ لأنها تتوسط طرق التجارة الداخلية بين المدن الجزائرية، وطرق التجارة الخارجية بين الجزائر وبعض دول أوروبا، وهذا ما ساعدها على أن تكتسب مركزًا تجاريًا مهمًّا في التاريخ، كما أنها تمثل المركز الاقتصادي للجزائر.
تحتوي هذه المدينة على مطبخٍ شهيٍ يضم العديد من الأطباق المميزة المحملة بعبق التاريخ الطويل الذي مرّ على المدينة، ويوجد فيها طرازين معماريين مختلفين، واحد قديم والثاني حديث، كما أنَّ الجو المعيشي في مدينة وهران الباهية هادئ، وشوارعها كثيرة النشاط ودائمة الحركة مما يُشعر الشخص بالأُلفة، ويستطيع بذلك أن يمارس حياته الطبيعية من كل الجوانب سواء أكانت الاجتماعية أم الاقتصادية أم غيرها.
وهران مركز السحر والجمال
تجمع مدينة وهران الجمال على كل الأصعدة، توجد فيها المساحات الكبيرة والشاسعة من النباتات الخضراء والكروم التي تنتشر فيها لتخلق منظرًا خلابًا تضفي عليه المرتفعات والجبال لمستها السحرية لإظهاره بأبهى شكلٍ، فيشعر الشخص عندما يتأمل مناظرها كأنّها تملك فمًا ولسانًا وتتحدث من شدة جاذبيتها.
ومن أكثر الأماكن جمالًا في مدينة وهران، متنزه ليتونج الذي يتكون من مجموعةٍ من أبهى الحدائق الخضراء المعلقة على قمة جبلٍ، وتحتوي على الكثير من أنواع النباتات البديعة، وتملك هذه الحدائق إطلالةً ساحرةً على مياه البحر الأبيض المتوسط، ويعدّ هذا المتنزه أحد المعالم التاريخية لمدينة وهران.
يوجد أيضًا في مدينة وهران الجميلة جبل مرجاجو، الجبل الأشهر في المدينة، الذي يتميز بموقعه الفريد من نوعه لإطلالته على البحر الأبيض المتوسط وإطلالته على مدينة وهران، ووجود قلعة سانتا كروز الشهيرة فيه، كما يتميز بالعديد من النباتات المتنوعة التي تزينه بهيئةٍ تلفت الأنظار مثل: نباتات التين الشوكي ونبات الصنوبر الحلبي.
كما تحتوي مدينة وهران على أبوابٍ تاريخيةٍ تمتلك شهرةً واسعةً، مثل: باب السوق؛ وهو أشهر بابٍ في مدينة وهران كان موجودًا منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر، وباب إسبانيا واحدٌ من أهم الآثار المعمارية في مدينة وهران، ويجسد الفن المعماري الإسباني بشكلٍ شديد الجمال، وباب كانستيل الذي يعد أحد المصنفات الوطنية في الجزائر.
وهران مدينة الأغنية الجزائرية
بينما كانت تعاني الجزائر من سطوة الاحتلال الفرنسي وتحاول التخلص منه، وتعيش الكثير من الصراعات رغبةً في الاستقلال الذي لم يتمكن الشعب الجزائري من الحصول عليه بسهولة، وبينما كان يعاني المجتمع الجزائري من الفقر والقمع بسبب هذا الاستعمار، هنا خرجت أغاني الراي من مدينة وهران لتعبر عن المعاناة التي يعيشها شعب الجزائر العظيم.
اعتمدت أغاني الراي في بداياتها على الشعر الملحن والألحان التقليدية والإيقاع القوي، وكانت تعزف على آلة الناي، وقيل عن الرجال الذين يقومون بغنائها الشيوخ، وعن النساء اللواتي أدينها الشيخات، فخرج من هؤلاء المغنيين عدة مواهبٍ عظيمة حظيت بعد ذلك بتقدير كل العالم.
بعد ذلك شقت أغاني الراي طريقها من مدينة وهران إلى آفاق العالمية، وقد انتشرت أغاني الراي من وهران إلى كل أنحاء الجزائر، بالرغم من حظرها من قبل السلطات في البداية ومنع بثها على القنوات التلفزيونية، لكن حب الشباب الكبير لهذه الأغاني جعل الحكومة ترضخ في النهاية وتعترف بأغاني الراي عن طريق إقامة أول مهرجان رسمي لها بمدينة وهران.
لذلك؛ تعدّ وهران مدينة الأغنية الجزائرية، فقد انبثقت هذه الأغاني منها، وتم إحياء أغاني الراي في العالم أجمع من قبل المغنيين الذين هاجروا ليحافظوا على هذه الأغاني وليصل صوتهم إلى كل العالم، وما زالت تعرف أغاني الراي إلى اليوم في مختلف أرجاء العالم.
وهران بين البر والبحر
أخيرًا تحمل مدينة وهران بكل مكانٍ فيها جماليةً خاصةً وسحرًا أخّاذًا، تحتوي في بَرّها على نباتاتٍ كثيرةٍ بمختلف أنواعها وحدائقَ غنيةٍ بكروم العنب المميزة بشكلها الجميل، وبعض الجبال ذات الإطلالات الساحرة على مياه البحر الأبيض المتوسط الفيروزية، وعلى المدينة بأكملها.
كما تحتوي على بعض المناطق التاريخية القديمة التي يزورها السياح لرؤية الإبداع في إنشائها وبنائها، وعلى واحدة من أهم مناطق الترفيه التي يقصدها سكان المدينة، والسياح من خارج المدينة وهي جنة الأحلام التي تضم العديد من الألعاب الكهربائية الممتعة، وتعدّ إحدى مناطق وهران السياحية.
ممّا يُميّز مدينة وهران أنها تتربع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فتتمتع بذلك بإطلالاتٍ ساحرةٍ ومناظر خلابة، ومنها شاطئ مداغ الذي يعدّ أحد أجمل شواطئ مدينة وهران، ويتمتع بطبيعةٍ مبهرةٍ للناظرين، يتميز بمناظر الجبال الشاهقة الجميلة المقابلة للمياه الزرقاء الصافية مع الأمواج العاتية الرائعة التي تضرب الخط الساحلي، ومنظر الرمال الذهبية فيمثل انسجامًا بديعًا بين عناصر الطبيعة.
شاطئ الفيروز الذي يقع على ساحل الفيروز المعروف، ويختلف عن شواطئ مدينة وهران الأخرى؛ لأنه يتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط اللطيف، وعلى الشاطئ هناك يبرز جمال الغطاء النباتي الكثيف الذي يغطيه فيضفي عليه لمسة جاذبية، ويمكن للشخص هناك قضاء أجمل الأمسيات في هذا الجو الهادئ وهو يتأمل منظر غروب الشمس، كما تحتوي مدينة وهران على العديد من الأماكن الجميلة الأُخرى.