محتويات
ما المقصود بالتسمم السجقي؟
التسمم السجقي أو التسمم الممباري هو مرض نادر خطير جدًا يصيب الإنسان نتيجة عدوى بكتيرية تُفرز السموم داخل الجسم، تهاجم هذه السموم الأعصاب، مما يسبب ظهور أعراض خطيرة، مثل صعوبة التنفس، وشلل العضلات، وقد تسبب الوفاة في بعض الحالات، والبكتيريا المفرزة لهذه السموم تسمى الكلوستريديوم، وهي تستطيع الانتقال إلى الإنسان عن طريق تناول بعض أنواع الطعام وعن طريق وسائل أخرى مختلفة.
تمتلك هذه البكتيريا غشاءً واقيًا يحيط بها يجعلها قادرةً على العيش في البيئة لمدة طويلة تحت الظروف القاسية، والظروف المناسبة لنمو هذه البكتيريا هي انخفاض الأكسجين في البيئة أو انعدامه، وانخفاض الحموضة، وانخفاض السكر، وانخفاض الملح، ومستوى محدد من درجات الحرارة، وتركيز محدد من الماء، وتتوفر هذه الظروف في الطعام المحفوظ أو المعلّب في المنزل، وعلى الرغم من وجود هذه البكتيريا طبيعيًّا في أماكن عديدة محيطة بالفرد، إلا أنها نادرًا ما تسبّب الإصابة بالمرض.[١]
ما هي أنواع التسمم السجقي وأعراضها؟
توجد ثلاثة أنواع من التسمم السجقي لكل منها أعراض مختلفة، وهي على النحو الآتي:[٢]
- التسمم السجقي المنقول بالغذاء: هو النوع الذي ينتقل من خلال تناول الطعام المحتوي على البكتيريا، ويسبب هذا النوع أعراضًا مختلفةً تبدأ بالظّهور بعد 12-36 ساعةً من تناول البكتيريا مع الطعام، وتتضمن هذه الأعراض صعوبة البلع والتحدث، وجفاف الفم، وضعف جانبي الوجه، وتشوّش الرؤية وازدواجها، وتدلّي جفون العين، وصعوبة التنفس، والغثيان، والتقيؤ، وتقلصات البطن، والشلل.
- التسمم السجقي للجروح: في هذا النوع تنتقل البكتيريا إلى الجسم عبر الجروح وتسبّب عدوى خطيرةً وتفرز السم داخل الجسم، وتظهر أعراض هذا النوع بعد عشرة أيام من إفراز السم في الجسم، وتتضمّن صعوبة البلع والتحدث، وضعف الوجه، وتشوّش الرؤية وازدواجها، وتدلي الجفون، وصعوبة التنفس، والشلل، أما الجرح الذي دخلت منه البكتيريا قد يصاب بالتورّم والاحمرار.
- التسمم السجقي للرضع: هو النّوع الأكثر شيوعًا من التسمم السجقي، ويحدث بسبب نمو البكتيريا في أمعاء الطفل الرضيع، وعادةً يحدث بين عمر 2-8 أشهر بعد تناول أطعمة محددة، وتظهر الأعراض بعد 18-36 ساعةً من دخول السم إلى جسم الرضيع، وتتضمن الإمساك الذي عادةً يكون أول الأعراض ظهورًا، وحركات الجسم المرنة بسبب ضعف العضلات، وصعوبة التحكم بالرأس، والبكاء، والتهيج، وسيلان اللعاب، وتدلي الجفون، والإرهاق، وصعوبة الرضاعة وتناول الطعام، والشلل.
لماذا يحدث التسمم السجقي
تختلف الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالتسمم السجقي باختلاف نوعه، وذلك كما يأتي:[٢]
- التسمم السجقي المنقول بالغذاء: السبب الرئيس له هو تناول الطعام المعبّأ داخل المنزل منخفض الحموضة، مثل الفواكه والخضروات والسمك، كما قد ينتقل من خلال تناول الفلفل الحار، والبطاطا المغلفة بورق الفويل، والزيت المخلوط بالثوم.
- التسمم السجقي للجروح: تدخل البكتيريا عبر جرح في الجلد قد لا يلاحظه الشخص، فتتكاثر وتنمو وتفرز السم، كما قد تنتقل عند مدمني حقن الهيروين المحتوية على البكتيريا، خاصةً هيرويين القطران الأسود.
- التسمم السجقي للرضع: تنتقل العدوى عند تناول الرّضيع لعسل النحل أو تعرّضه لتربة ملوثة بالبكتيريا.
كيف يُشخَّص التسمم السجقي؟
إذا شك الشخص بإصابته بالتسمم السجقي يجب عليه التوجّه إلى الطبيب على الفور لتأكيد التشخيص ووصف العلاج المناسب، فالعلاج المبكر ضروري للحفاظ على حياة المصاب، وللتشخيص يُجري الطبيب الفحص الجسمي للمصاب لاكتشاف أي من علامات التسمم عليه، كما يسأل عن الأطعمة المتناولة خلال الأيام الفائتة، وإن لم يتناول المصاب أيًّا من الأطعمة المسببة للتسمم يسأل الطبيب عن الجروح المصاب بها ويفحصها.
عند الرضّع يراجع الطبيب الأطعمة التي تناولها الطفل لتحديد سبب الإصابة، كما يسحب عيّنات من الدم والبراز لاكتشاف وجود السموم فيها، لكن يستغرق ظهور نتائج هذه الفحوصات عدة أيام، لذا يعتمد الطبيب على الفحص الجسمي والأعراض لتأكيد التشخيص، ونتيجةً لتشابه بعض أعراض التسمم السجقي مع أمراض أخرى يُجري الطبيب المزيد من الفحوصات، مثل: مخطط كهربية العضل لتقييم ردود فعل العضلات، والأشعة التشخيصية للدماغ، وفحص السائل النخاعي لتحديد سبب العدوى.[٣]
كيف يمكن علاج التسمم السجقي؟
المرضى المصابون بالتسمم السجقي يجب عليهم البقاء داخل المستشفى للحصول على العلاج المناسب، إذ يوجد أكثر من علاج يفاضل بينهم الطبيب تبعًا لسبب العدوى كما يأتي:[٤]
- مضادات السموم: هي العلاج الأساسي للتسمّم السجقي، فهي مواد تتداخل مع السموم في مجرى الدّم، مما يؤدّي إلى وقف تطوّر الأعراض.
- المضادات الحيوية: تفيد في علاج حالات التسمّم السجقي للجروح، ولا تفيد في علاج الأنواع الأخرى.
- أجهزة التنفس الصناعي: لمساعدة المصاب على التنفس عند تضرر عضلات التنفس، وقد يستمرّ استخدامها عدة أشهر في الحالات الشديدة.
- العلاج اللغوي: لتحسين وظائف الجسم المختلفة التي تضرّرت، مثل البلع والتحدّث.
ما هي مضاعفات التسمم السجقي؟
يؤثر التسمم السجقي على وظائف عضلات الجسم المختلفة، مما يسبب حدوث العديد من المضاعفات، أهمّها أنّ المصاب قد يعاني من توقّف فوري للتنفس، وهو السبب الرّئيس للوفاة بالتسمم السجقي، أمّا المضاعفات الأخرى فهي تحتاج إلى علاج وإعادة تأهيل، مثل: صعوبة البلع والتحدّث، والضعف العام طويل الأجل، وصعوبة التنفس.
وعلى الرغم من الأضرار الخطيرة لسموم بكتيريا الكلوستريديوم إلّا أنّ الأطباء استفادوا من هذه الآثار المسببة للشلل بالتحديد؛ إذ يستخدمون هذه السموم حاليًا بعد أن أطلقوا عليها اسم البوتوكس في علاج تجاعيد الوجه، عن طريق حقنها في العضلات أسفل الجلد لمنع انقباضها، كما يستخدمونها في علاج رفة جفن العين والصداع الشديد، لكن ذلك لا يمنع ظهور أعراض جانبية مختلفة لاستخدام هذه السموم.[٢]
المراجع
- ↑ "About Botulism", cdc,2018-10-4، Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2018-7-3), "Botulism"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ Danielle Moores (2016-1-28), "Botulism"، healthline, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ Sabrina Felson (2018-12-15), "What Is Botulism?"، webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.