تعرف على مرض الخرف الوعائي

كتابة:
تعرف على مرض الخرف الوعائي

ما المقصود بالخرف الوعائي؟

يُشير مرض الخرف الوعائي أو ما يعرف بضعف الإدراك الوعائي إلى مجموعة من الحالات التي تسبب انخفاضًا في المهارات المعرفية، كما يُحدِث خللًا في الذّاكرة والتفكير، ومن الممكن أن تظهر هذه التغيرات فجأةً، وقد تكون خفيفةً في بداية الأمر وبالكاد تُلاحظ، ويعدّ الخرف الوعائي ثاني أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالخرف بعد مرض الزهايمر، ويحدث عند انسداد أو نقص تدفق الدّم إلى الدّماغ، وهذا يؤدي إلى حرمانه من الأكسجين والدّم، بالتالي يحدث تلف الدّماغ خلال مدة زمنية قصيرة.[١]


ما هي أعراض الإصابة بالخرف الوعائي؟

تؤدّي الأعراض المصاحبة للخرف الوعائي إلى جعل ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعيّة صعبًا جدًا، وقد لا يتمكن الشخص المصاب في نهاية الأمر من الاعتناء بنفسه، ويمكن توضيح هذه الأعراض على النحو الآتي:[٢]

  • بطء التفكير.
  • صعوبة الفهم والتخطيط.
  • صعوبة المشي والحفاظ على تناسق الجسم وتوازته.
  • الشعور بالارتباك.
  • مشكلات في الذّاكرة واللغة.
  • تغيّرات في المزاج والشخصية والسلوك.


ما أسباب الإصابة بالخرف الوعائي؟

أُشير أعلاه إلى أنّ الخرف الوعائي يحدث نتيجة انسداد الأوعية الدّموية التي تغذّي الدّماغ أو تضيُّقها، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدّماغية، علمًا أنّ ليس كل المصابين بالسكتة الدماغية يصابون بالخرف الوعائي، ومن الممكن أن تتراكم السكتات الدّماغية الصامتة مسببةً خللًا كبيرًا في الدماغ، ويمكن للكثير من العوامل أن تؤثر في الأوعية الدّموية التي تغذّي الدّماغ؛ أي أنّها تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف الوعائي، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدّم، وتدخين السجائر، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدّم، ومع ذلك يمكن للكشف المبكر عن الخرف الوعائي أن يحدّ من تأثيره وشدّته وحدوث المضاعفات.[٣]


كيف يُشخَّص الخرف الوعائي؟

يمكن للأطباء كشف الإصابة بالخرف الوعائي، لكن لا يوجد تحليل محدد لكشف الإصابة به، ففي بداية الأمر يُناقش الطبيب الأعراض الظاهرة مع الكشف عن التاريخ الطبي للشخص، بالإضافة إلى إجراء مجموعة من الاختبارات، التي تتضمن الآتي:[٤]

  • التحاليل المخبرية: عندما لا يحتوي سجل الشخص على اختبارات حديثة توضح قياسات بعض الأمور في الجسم فإنّ الطبيب يُجري اختبارًا لقياس مستويات الكولستيرول في الدّم وضغط الدّم والسّكر، كما يطلب إجراء اختبارات إضافية لاستبعاد أسباب محتملة للإصابة باضطرابات الذّاكرة والتشويش، كفحص مستويات هرمونات الغدة الدرقية ونقص الفيتامينات.
  • الفحص العصبي: الذي يتضمن فحصًا لردود الأفعال اللاإرادية وقوة العضلات وشدّها، ومقارنة القوة في جانبي أحد الجسم مع الجانب الآخر، وقدرة الشخص على النهوض من الكرسي والمشي في الغرفة، ومستوى التناسق والتوازن، بالإضافة إلى درجة الإحساس باللمس أو الإبصار.
  • التصوير بالأشعة: تظهر السكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدّموية أو الأورام أو الإصابات التي تسبب تغيّرات في التفكير والمنطق من خلال تصوير المخ، وذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الذي تُستخدم فيه موجات الراديو ومجالات مغناطيسية قوية لإنتاج صور مفصّلة للدماغ، وذلك بعد أن يستلقي الشخص على منضدة ضيقة تنزلق داخل ماكينة التصوير بالرنين المغناطيسي التي تتشابه مع شكل الأنبوب لتنتج بعد ذلك صور المخ، وعلى الرغم من أنّ اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي غير مؤلم لكن بعض الأشخاص يشعرون بالرهاب والخوف عند احتجازهم داخل الجهاز، كما يتسبب الصوت الذي يصدر منه بالإزعاج لهم. ومن الجدير بالذّكر أنّ التصوير بالرنين المغناطيسي يقدّم صورًا أكثر وضوحًا من التصوير المقطعي المحوسب الذي يستلقي فيه المصاب أيضًا على طاولة صغيرة لتنزلق داخل حجيرة وتمرر أشعة سينية داخل الجسم كاملًا من زوايا متعددة لتكوين صورة مقطعية مفصلة للدماغ، ويُظهر التصوير المقطعي المحوسب معلومات عن بنية الدّماغ، وإذا ما كانت أي منطقة مصابة بالانكماش، ويكشف عن المناطق التي أصابتها السكتات أو حدثت فيها مشكلات في الأوعية الدّموية، وقد يحقن الطبيب الفرد حقنًا وريديةً بمادة تباين لتظهر أنسجة دماغية محددة، ويجري أيضًا تصويرًا بالموجات فوق الصوتية عالية التردد؛ وذلك للكشف عن انسداد الشرايين السباتية التي تمتد عبر جانبي الرقبة لإمداد الدّماغ بالدّم أو تضيّقها، كما يوضح هذا الاختبار حركة الدّم خلال الشرايين.
  • الاختبار العصبي النفسي: يحتاج الطبيب إلى أن يقيّم بعض قدرات الشخص، لذا يُجري الاختبار النفسي العصبي، وفيه يطلب من الشخص الكتابة والتحدث، وفهم اللغة والتعامل مع الأرقام، والتعلم، وتذكر المعلومات، والاستجابة بفعالية للمواقف النظرية، ويُظهِر هذا الاختبار نتائج مميّزةً للمصابين بالخرف الوعائي، فقد يحتاج المصابون إلى وقت أطول لتحليل المشكلة وإيجاد حل لها.


هل يوجد علاج للخرف الوعائي؟

يهدف علاج الخرف الوعائي إلى إدارة الوضع الصحي للمصاب والتقليل من العوامل التي تزيد من تطوّر شدّة الحالة، إذ يمكن لإدارة صحة القلب والأوعية الدّموية على سبيل المثال أن تبطئ في بعض الأحيان من تقدّم الحالة ومعدّل تفاقمها، وبالاعتماد على الحالة الصحية للمصاب قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية، التي تتضمن الآتي:[٤]

  • أدوية لتخفيض ضغط الدّم.
  • أدوية لتقليل مستويات الكوليسترول.
  • أدوية منع الدّم من التّخثر والحفاظ على تدفقه في الشرايين بصورة طبيعيّة.
  • إذا كان الشخص مصابًا بالسكري يصف الطبيب أدوية السكري للحفاظ على مستوياته ضمن الحدود الطبيعية.

كما يحتاج المصاب بالخرف الوعائي إلى إحداث تغييرات في نمط الحياة، تتضمّن ما يأتي:

  • المشاركة في النشاطات البدنية بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي طبيعي.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة بعض الهوايات والألعاب لتنشيط الدّماغ، كالرسم والاستماع إلى موسيقى.

ولا يقتصر علاج المصابين بالخرف الوعائي على الطبيب فحسب، إنّما يشمل أفراد العائلة المحيطين بالمصاب؛ إذ لا بُدّ من تشجيع المصاب وطمأنته بأنّه ما يزال قادرًا على إكمال الحياة والاستمتاع بها، بالإضافة إلى توفير بيئة هادئة للتقليل من قلقه وتهيّجه، وممارسة بعض الأنشطة معه.


ما هي مضاعفات الخرف الوعائي؟

إذا لم تُعالَج الحالات التي تسبب الخرف الوعائي فإنّ المصاب سيشعر بالتحسن لفترة من الوقت وزوال أعراض السكتة الدماغية، ومع ذلك فإنّ الخرف الوعائي يتسبب بالعديد من المضاعفات، التي تتضمن ما يأتي:[٣]

  • الإصابة بالسكتة الدماغية مرةً أخرى.
  • أمراض القلب.
  • العدوى.
  • الوفاة.


المراجع

  1. Kimberly Holland (2016-10-10), "What Is Vascular Dementia?"، healthline, Retrieved 2020-5-3. Edited.
  2. NHS Staff (2020-3-5), "Vascular dementia"، NHS , Retrieved 2020-5-3. Edited.
  3. ^ أ ب Suzanne R. Steinbaum (2019-7-3), "Vascular Dementia"، webmd, Retrieved 2020-5-4. Edited.
  4. ^ أ ب mayo clinic staff (2019-6-20), "Vascular dementia"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-3. Edited.
2794 مشاهدة
للأعلى للسفل
×