تعريف الأسلوبية في الأدب

كتابة:
تعريف الأسلوبية في الأدب



تعريف الأسلوبية في الأدب

ثمّة تعريفٌ يكاد يكون متّفقًا عليه بين المهتمين بأمر الدراسة الأسلوبيّة، ذلك هو النّظر إلى الأسلوب بوصفه "طريقة التعبير عن الفكر بواسطة اللغة"، وعلى الرغم من أنّ هذا التعريف يضرب بجذوره إلى كتاب "الخطابة" لأرسطو؛ حيث يرد الأسلوب عنده بمعنى التعبير ووسائل الصياغة، وإلى كتاب "دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني؛ حيث يعرفه صراحةً في قوله: "والأسلوب: الضرب من النّظم والطريقة فيه"، فإنّ (بيير جيرو) يصفه بأنّه - رغم بساطته الشديدة - مقبول عالميًّا، كتعريف للأسلوب.[١]


ويمكن القول إنّ الأسلوبيّة هي علم لغوي حديث يبحث في الوسائل اللغويّة التي تُكسِب الخطاب العادي أو الأدنى خصائصه التعبيريّة أو الشعريّة، فتميّزه عن غيره، إنّها تبحث في الظواهر الأسلوبيّة بالمنهجية الأسلوبيّة، وتعدُّ الأسلوبَ ظاهرة لغويّة تُدرَس في النصوص وسياقاتها.


وعرّفها (جاكبسون) بأنّها البحث عمّا يتميّز به الكلام الفني عن بقيّة مستويات الخطاب أولًا، وعن سائر أصناف الفنون الإنسانيّة ثانيًا، فيرى أنّها فنٌّ من فنون شجرة اللسانيّات.


ماذا تدرس الأسلوبيّة؟

تدرس الأسلوبيّة كلَّ ما يتّصل بمظاهر (الانحراف الجمالي، الانزياح، العدول) في النصّ الأدبي، وتهتمّ بكلّ ما يتصل باللغة من أصوات وكلمات وصيغ وتراكيب ونحو وصرف ودلالة؛ حيث تمثّل جملة (محمد كريم) كلامًا عاديًّا، بينما تمثّل جملة (محمد بحر) انزياحًا أو عدولًا عن المألوف في اللغة، وكذلك فإنّ الأسلوبيّة تخرج عن نظام اللغة من حيث الترتيب في التراكيب، وحذفها وذكرها وغيرها من الأساليب اللغويّة.


اتّجاهات الأسلوبيّة

يتحدّد المنهج الأسلوبي وفق خمسة اتّجاهات:

  • الأسلوبيّة الصوتيّة: وهي التي تهتمّ بدراسة الأصوات والإيقاع والعلاقة بين الصوت والمعنى.
  • الأسلوبيّة الوظيفيّة: وتهتمّ بدراسة العدول أو ما يسمى بالانحراف أو الانزياح.
  • الأسلوبيّة التعبيريّة: رائدها (بالي) الذي شقّ الطريق للتفريق بين أسلوبين أحدهما ينشد التأثير في القارئ، والآخر لا يعنيه إلّا إيصال الأفكار بدقّة.
  • الأسلوبيّة الإحصائيّة: تقوم على دراسة ذات طرفين:
    • التعبير بالحدث: ويُعنى بالكلمات أو الجمل التي تعبّر عن الحدث وبالتالي الكلمات.
    • التعبير عن صفة: ويتمّ احتساب عدد التراكيب والقيمة العددية الحاصلة تزيد أو تنقص، تبعًا لزيادة أو نقص عدد الكلمات الموجودة في هذه التراكيب.


العلاقة بين الأسلوب والأسلوبية

وهنا لا بدّ من التفريق بين الأسلوب والأسلوبيّة؛ فالحديث عن الأسلوب سابق، وهو طريق التعبير أو الإنشاء أو الكتابة، وطريقة اختيار الألفاظ وتأليفها والتعبير بها عن المعاني قصدًا للإيضاح والتأثير، وهو العنصر اللفظيّ في النصّ، يقابله العناصر المعنويّة: الأفكار والخيال والعاطفة. وتعريفه يختلف باختلاف المنطلقات؛ فهناك تعريف بالنظر إلى المخاطِب والمخاطَب والخطاب، وهذا التعدد أثّر في تعدد الأسلوبيّات أيضًا.[٢]


أما الأسلوبية فهي منهج من مناهج النقد الحديث، ويعدّ من مناهج الحداثة، وهو متفرّع من شجرة اللسانيات، يدرس الأسلوب في اللغة حين يمارسه الإنسان كلامًا ينطق به أو يكتبه؛ إذ تمتدّ الأسلوبية امتداد اللغة والأسلوب، يقول الدكتور عدنان علي رضا النحوي: (والأسلوبية هي علم كما يراها بعض الدارسين الغربيين أو هي نقد أو فلسفة أو نهج كما يراها آخرون تقترن دائماً بالأسلوب فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر فإذن الأسلوب والأسلوبية متلازمان).[٢]


المراجع

  1. د. عبد العزيز فتح الله عبد الباري (15/7/2009)، "الأسلوبية والنص النبوي الشريف"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب علي حاجي خاني، إضاءات نقدية فصلية محكمة، صفحة 84. بتصرّف.
3320 مشاهدة
للأعلى للسفل
×