تعريف الإحسان في الإسلام

كتابة:
تعريف الإحسان في الإسلام

مفهوم الإحسان في الإسلام

تعددت المفاهيم التي تعبر عن الإحسان لغةً واصطلاحًا، كما سيتم بيان أبرزها على النحو الآتي:[١]

  • الإحسان لغةً

هو ضد الإساءة، ويقال: حسّنت الشيء تحسينًا، أي: زيّنته وأحسنت إليه وبه، والمحاسن في الأعمال أي: ضد المساوئ فيها.

  • الإحسان اصطلاحًا

يختلف معنى الإحسان اصطلاحًا باختلاف السياق، ولكن يمكن القول عنه أنه ما ينبغي فعله من المعروف كما ورد عن الرّاغب، وقد قال المناوي: أنه إسلام ظاهر، يقيمه إيمان باطن، يكمله إحسان شهوديّ.

مرتبة الإحسان في الإسلام

جعل الله -سبحانه وتعالى- الدين قام على ثلاث مراتب وهي الإسلام، والإيمان، والإحسان، إذ إن الإحسان أعلى مرتبة من المرتبتين السابقتين، لأن التقرب إلى الله ونيل رضاه يكون بالإحسان إلى النفس والإحسان إلى الخلق، ومن ذلك يتضح لنا أن كل مؤمن مسلم، ولس كل مسلم مؤمن، وليس كل مؤمن محسن، وليس كل مسلم مؤمنًا محسنًا.[٢]

وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الإحسان عندما سأله جبريل -: ما الإحسان؟ قال -عليه السلام-: (الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)،[٣] وهذا هو كمال الدين كله.

أنواع الإحسان في الإسلام

ينقسم الإحسان إلى نوعين، سيتم ذكرهما على النحو الآتي:[٤]

  • الإحسان في عبادة الله

يتمثل الإحسان إلى بقيام السلم بكافة الواجبات والأحكام الشريعة المترتبة عليه، كما يجب عليه ترك المحرمات ظاهرها وباطنها، استنادًا لقوله -تعالى-: (وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)،[٥] وكذلك الصبر على المقدورات من غير سخط، ولا جزع.

  • الإحسان إلى عباد الله

الإحسان إلى العباد يكون واجبًا إذا تمثل بتأدية حقوق العباد كما شرعها الله -عز وجل- كبر الوالدين، وصلة الرحم، والإنصاف في جميع المعاملات، وإعطاء المسلم ما إليه من حقوق، وفي قوله -عز وجل-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)،[٦] أي أمر الله بالإحسان إلى كل هؤلاء شريطة ألا يكون في الإحسان إليهم تفريطًا بحق من حقوق الله على العبد.

ثمرات الإحسان في الإسلام

لكل عبادة شرعها الله غاية، ولأن الإحسان أعلى مراتب الدين، فله أعلى الثمرات في الدنيا والآخرة، كما سيتم بيان هذه الثمرات على النحو الآتي:[٧]

  • الخلود في جنات النعيم.
  • حب الله للمحسنين، وتفضله عليهم في الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
  • صرف المكاره والشدائد عنهم في الدنيا.
  • إشمالهم برحمة الله -تعالى-.
  • يهب الله لهم الذرية الصالحة، وتفضيلهم بالهداية والعلم والحكمة.
  • كل يعمل يعمله المحسن يكتب عند الله من الأعمال الصالحة.
  • رفع الحرج عن المحسنين.
  • تمكينهم في الأرض، وإعطاؤهم ملكة تأويل الأحاديث، ومنحهم الحكم في الأرض.
  • وسيلة لحصول البركة في العمر والمال والأهل.[٤]
  • وسيلة لإزالة ما في النفوس من كدر، وسوء فهم وسوء ظن ونحو ذلك.[٤]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 67، جزء 2. بتصرّف.
  2. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 26، جزء 8. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
  4. ^ أ ب ت مجموعة المؤلفين (1433)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية:120
  6. سورة النساء، آية:36
  7. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، السعودية :الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 368-375، جزء 58. بتصرّف.
4338 مشاهدة
للأعلى للسفل
×