تعريف الإشمام

كتابة:
تعريف الإشمام

تعريف الإشمام

ينبغي على مَن يقرأ القرآن أن يتعلّم أحكام التجويد، وذلك حتى يتلو القرآن العظيم تلاوة صحيحة كما قرأ رسولنا الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يأتي بيان مفهوم الإشمام:

  • يعرّف الإشمام اصطلاحا بأنّه ضم الشفتين بُعيد إسكان الحرف، ليكون النطق متهيئاً للضمة، مع مراعاة عدم إخراج الصوت أبدا، وذلك حينما يكون مضموما فقط، ومثاله: أن تقف بالإسكان عند حرف النون المضموم كقوله -جل وعلا-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،[١] فبعدما تقف بالإسكان، حينها تضم الشفتين بدون أيّ صوت، كأنّك تنطق الضمة.[٢]
  • إنّ مفهوم الإشمام عند النحويين هو ليس بصوت وإنّما هو جعل العضو متهيئا لإخراج صوت الضم الذي يدل عليه، وليس خارجا إلى اللفظ.[٣]
  • تكمن فائدة الإشمام بأنّها تُبيّن الحركة الأصلية حين وصل الحرف الموقوف عليه، وذلك ليظهر للناظر كيف هي تلك الحركة.[٤]

أنواع الإشمام وكيفيته

إنّ الإشمام يتنوع في أربعة أنواع، وفيما يأتي ذكر أنواعه:[٥]

  • النوع الأول: هو ضم الشفتين بُعيد تسكين الحرف عند الوقف.
  • النوع الثاني: ضم الشفتين وذلك عندما يكون مقارنًا لسكون الحرف المدغم كقوله -عز وجل-: (تَأمَنّا)،[٦] وطريقة لفظه هي أن تضم شفتيك عند تسكين النون الأولى مباشرة وبعد إدغامها إدغاما تاما في النون الثانية، ويشبه هذا النوع كالنوع السابق الذي يختص بالوقف، وسبب الشبه: لأن النون الأولى سكنت للإدغام كالمسكن للوقف وأصلها الضم، فكان سكونهما عارضا إلّا إنّ الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية، وفي حالة الوقف يكون بعد إسكان الحرف الأخير للكلمة، فلو تراخى القارئ فإسكانه مجرد عن الإشمام.
  • النوع الثالث: إشمام حرف بحرف، أيّ أن يكون صوت الحرفان مخلوطان مع بعضهما كخلط حرفي الزاي والصاد كقوله -تعالى-: (الصِّرَاطَ)،[٧] حيث يدمج الحرفان مع بعضهما فيصبحا حرفاً ليس بصاد ولا زاي، لكن يكون صوت الصاد غالبا على صوت الزاي وهذا في قراءة حمزة.
  • النوع الرابع: دمج حركة بحركة أخرى كالكسرة والضمة كقوله -تعالى-: (قِيلَ)،[٨] وكيفية الإشمام: تحريك الحرف الأول بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة لكن الضمة تكون الغالبة -وهو الأقل-، وبعد ذلك يليه جزء الكسرة -وهو الأكثر- وهذا على قراءة الكسائي، وهشام.

الفرق بين الروم والإشمام

يعد الروم والإشمام من أحكام الوقف على الكلمة القرآنية وذلك من أجل معرفة حركة الحرف الأخير من الكلمة بُعيد نطق السكون، وفيما يأتي ذكر الفروقات بين الروم والإشمام:[٩]

  • من ناحية الحركة: يكون الروم في المكسور والمجرور، والمضموم والمرفوع، بينما الإشمام لا يكون إلّا في المضموم والمرفوع.
  • من ناحية الوصل والوقف: الروم يكون حاله كالوصل؛ أيّ صفات الحرف كالتفخيم والترقيق وغيره كما في الوصل، أمّا الإشمام يعامل معاملة الوقف؛ أيّ يأخذ الحرف صفته من تفخيم وترقيق وغيره كما في الوقف.
  • من ناحية الهيئة: الروم يكون مسموعا، أيّ هيئته يُسمع ولا يُرى، يسمعه الأعمى ولا يراه، بينما الإشمام يكون مرئيا، أي تكون هيئته يُرى ولا يُسمع، يراه الأصم ولا يدركه الأعمى.

المراجع

  1. سورة الفاتحة، آية:5
  2. خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 140. بتصرّف.
  3. عبد البديع النيرباني، الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات، صفحة 203. بتصرّف.
  4. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد، صفحة 183. بتصرّف.
  5. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد، صفحة 184. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية:11
  7. سورة الفاتحة، آية:6
  8. سورة البقرة، آية:11
  9. فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 220. بتصرّف.
5222 مشاهدة
للأعلى للسفل
×