معنى البدعة
البِدعة مأخوذة من البَدعِ: وهو إيجاد الشّيء دون أن يكون له سابقُ عهدٍ أو مثال، ومنه قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.[١] أي: موجدها على غير مثالٍ سابق، فالبِدعةُ إذًا: هي كلُّ جديدٍ لم يكن له ما يشبهه أو يماثله، سواء أكان في الدّين أم في العادات، وهي الحدثُ في الدّين بعد الاكتمال، أو ما استحدث بعد النّبيّ من الأعمال والأهواء، وليس له أصلٌ يدلّ عليه لا عامّ ولا خاصّ، كإيرادِ فعلٍ أو قولٍ لم يستنَّ فيه بصاحب الشّريعة وأصولها المتقنة، وهي البِدعة المراد تحريمها في النّص،[٢]وأمّا تعريف البدعة في الإسلام فسيأتي الحديث عنها في الفقرة الآتية.
تعريف البدعة في الإسلام
تعريف البدعة في الإسلام: هي إحداث أمر ما، ليس من الدّين في الدّين، وبهذا يكون الابتداع على نوعين، هما: ابتداع في العادات والأمور الدّنيويّة، ولم يوجد نصّ شرعيّ بخصوصه، كالانتقال من ركوب الدّواب إلى ركوب السّيّارات والطّيّارات، واستخدام أجهزة التّواصل المتطوّرة، وغير ذلك من الأمور الدّنيويّة، فهذا مباح، لأنّ الأصل في الأشياء الإباحة، وابتداع في الدّين زيادةً أو نقصانًا، فهو محرّم، لأنّ الأصل فيه التّوقيف، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: " مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ ".[٣]والِبدعة في الدّين على نوعين:[٤]
- بِدعة قوليّة، اعتقاديّة: كمقالات المعتزلة والجهميّة والرّافضة وسائر الفِرق الضّالّة واعتقاداتهم.
- بدعة في العبادات: كالتّعبد لله تعالى بعبادة لم يشرّعها، كتخصيص يوم النّصف من شعبان بصيام نهاره وقيام ليلته، أو يحدث أعيادًا غير عيدي الفطر والأضحى، أو زيادة في عبادة مشروعة أو إنقاص منها، كزيادة ركعة على صلاة مفروضة، أو إنقاص ركعة منها، وبعد الحديث عن تعريف البدعة في الإسلام، فلا بدّ من التّعرّف على حكم البدعة في الدين وبجميع أنواعها.
حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها
كلّ بدعة في الدّين فهي محرّمة وضلالة؛ لقوله –صلّى الله عليه وسلّم-: " وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ ".[٥]، وقوله –صلّى الله عليه وسلّم-: " منْ أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ"[٦]، فدلّ الحديثان على أنّ كلّ محدثٍ في الدّين فهو بدعة، وكلّ بدعة ضلالة مردودة، ومعنى ذلك في العبادات والاعتقادات محرّمة، ولكن التّحريم يتفاوت بحسب نوعيّة البدعة، فمنها ما هو كفر صراح، كالطّواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها وتقديم الذّبائح والنّذور لها، ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم، وكمقالات غلاة الجهميّة والمعتزلة، ومنها ما هو من وسائل الشّرك، كالبناء على القبور والصّلاة والدّعاء عندها، ومنها ما هو فسق اعتقاديّ، كبدعة الخوارج والقدريّة والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلّة الشّرعيّة، ومنها ما هو معصية، كبدعة التّبتّل، والصّيام قائمًا في الشّمس. ولا بدّ من التّنبيه هنا بأنّه لا يوجد في الدّين بدعة حسنة، لقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ ".[٥] الحديث. وأمّا قول عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: " نعمتِ البدعةُ هذه ".[٧] فالبِدعة هنا اللّغويّة لا الشّرعيّة . والله تعالى أعلم[٨]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 117.
- ↑ "ما هو تعريف البدعة وما حكم الزيادة في التّراويح"، www.islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 06-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2697، صحيح.
- ↑ "ما هي البدعة؟ وما هي أقسامها"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 06-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه ابن تيمية، في اقتضاء الصراط المستقيم، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 2/83، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2697، صحيح.
- ↑ رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن -، الصفحة أو الرقم: 3/12، ثابت.
- ↑ "البدعة"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-06-2019. بتصرّف.