تعريف التسوية لغة واصطلاحًا

كتابة:
تعريف التسوية لغة واصطلاحًا

تعريف التسوية لغة واصطلاحًا

لا يُمكن الوقوف على معنى اللفظة وما تحويه سوى من خلال الوقوف مع معناها اللغوي والاصطلاحي بالاستعانة بالمعاجم، وذكر لمعنى لفظة التسوية لغة واصطلاحًا فيما يأتي:


تعريف التسوية لغة

إنّ لفظة التسوية هي مصدر ويُقال سويت هذا الشيء أي استوى، ولا يتساوى هذا مع هذا أي لا كون هذا الشيئان سواء، ومعنى المواساة والاستواء وواحد ويُقال فلان ساويت بفلان أي رفعت قدره حتى بلغ منزلة الآخر.[١]


ورد معنى التسوية في مقاييس اللغة على أنّه العدل بين شيئين والاستقامة في الحكم بينهما،[١] وأمّا في لسان العرب فيُقال تساوت الأمور واستوت أي ساوى الإنسان بينهما وتماثلا فلا فرق بينهما بشيء.[٢]


تعريف التسوية اصطلاحًا

إنّ تعريف التسوية في الاصطلاح قد ورد عند عدد من أئمة اللغة حيث لم يتفقوا جميعهم على واحد، وقد ذكر الراغب الأصفهاني أنّ التسوية من المساواة والمساواة تعني المعادلة بين شيئين بالذرع والوزن معًا، فيُقال هذا الثوب مساوٍ لهذا الثوب، وأمّا الفيروز أبادي فقد ذكر أنّ التسوية أو المساواة لهما نفس المعنى وهو العدالة ويُقال استوى هذا الرجلان أو تساويا وساوى فلان بين أمرين أي عدل بينهما.[٣]


معنى التسوية في معجم المعاني للغة العربية أي الاتفاق الوسط الذي يكون راضيًا لطرفين مختلفين، ويُقال نسعى إلى تسوية بين فلان وآخر أي الوصول إلى حل وسط من أجل إنهاء الخلاف بينهما، وكذلك فإنّ لفظة التسوية يختلف معناها حسب سياق العبارة واللفظة التي تقترن بها، فمثلًا تسوية السوق تختلف عن تسوية المعاملات، ونحو ذلك.[٤]


الآيات القرآنية التي ورد فيها لفظة التسوية أو المساواة

لقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم في غير موضع من المواضع، وما يأتي ذكر لبعض الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر تلك اللفظة وما المعنى المراد منها في السياق فيما يأتي:

  • قال تعالى في سورة النساء: {لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَ}.[٥]

ذكر الطبري في تفسيره أنّ لفظة التسوية في هذه الآية تعني التعادل أي لا يتعادل الذي يبذل روحه وماله في الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى والذي يكون قاعدًا في بيت من غير عذر أو ضرر.[٦]

  • قال تعالى في سورة الحجر: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.[٧]

ذكرت المصادر الشريعة لتفسير القرآن الكريم أنّ المقصود من هذه الآية هو خطاب من الله تبارك وتعالى للملائكة أن إذا صورته وعدلت خلقته فصار بشرًا ودبت الحياة فيه فعليكم أن تسجدوا له، وقد ذكر الطوسي أنّ التسوية هنا بمعنى سويت صورته الإنسانية.[٦]

  • قال تعالى في سورة الكهف: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}.[٨]

ومعنى ساوى بين الصدفين أي وازا رؤوسهما وقد ذكر الطباطباني أنّ ساوى هنا بمعنى سوى والمقصودين بالصدفين أي أحد جانبي الجبل كما ذكرت المصادر.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب سن العابدين علي، التسوية والمساواة بين القرآنونهج البلاغة، صفحة 3 - 4. بتصرّف.
  2. ابن منظور، كتاب لسان العرب، صفحة 410. بتصرّف.
  3. زين العابدين علي، التسوية والمساواة بين القرآن ونهج البلاغة، صفحة 5. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى تسوية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2022. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية:95
  6. ^ أ ب ت زين العابدين علي، التسوية والمساواة بين القرآن ونهج البلاغة، صفحة 10 - 16. بتصرّف.
  7. سورة الحجر، آية:29
  8. سورة الكهف، آية:96
6625 مشاهدة
للأعلى للسفل
×