محتويات
المعرفة الإنسانية
تشكّلت المعرفة الإنسانية المتخصصة والمتراكمة عبر تاريخ الإنسانية، من خلال عمليّات التّلخيص والتّبويب والتّفنيد وتَحويل المعلومات إلى أجزاء ذات خصائص محدّدة، مما يؤدي إلى تنظيم دراستها والحصول على قدر أكبر من المعرفة المتخصصة، وإنّ عدم الاعتماد على التصنيف يُشبِه إلى حدٍّ كبير التعامل مع كمية هائلة من المعلومات والأشخاص والأفكار دون وجود إطار يفصلها عن بعضها البعض، وهذا ما جعل التصنيف يكون من أهم الاعتبارات في عملية تلقي المعلومات وتحليلها، وربط المفاهيم المعرفية ذات العلاقة ببعضها، ولهذا كان لا بُدَّ من تعريف التصنيف ضمن الإطار المعرفي أو الاجتماعي، وفي هذا المقال سيتم تناول تعريف التصنيف.[١]
تعريف التصنيف
يمكن تعريف التصنيف على أنّه ذلك النشاط الذي يهدف إلى وضع الأشياء بمختلف أنواعها ضمن فئات محددة استنادًا إلى وجود بعض الصفات المشتركة أو المعايير المتشابهة فيما بينها، كما يدخل في تعريف التصنيف تلك الفائدة التي جنتها العديد من العلوم الاجتماعية والعلمية جرّاء تصنيف المحتويات العلمية أو الأفراد والجماعات بغرض إجراء دراسات مُركَّزة تهدف إلى فعل الشيء الصحيح والتركيز على النوع الذي يندرج ضمن التصنيف المناسب، وهناك العديد من أنواع التصنيفات التي يمكن تبويبها بأسلوب لفظي أو غير لفظي، كما يمكن للتصانيف أن تدل على الكائنات أو على الأفكار أو على الأفراد، وقد تأتي على شكل أنواع أو فهارس أو فئات.[٢]
كما يعدّ مفهوم التصنيف من أهم المفاهيم التي ارتكزت عليها نظرية الهوية الاجتماعية، وتهتمّ هذه النظرية بدراسة التفاعلات والعلاقات المتبادلة بين مختلف الهويات الشخصية أو الاجتماعية، وتأثير البيئة والظروف المحيطة التي تحتوي عليها البيئة الشخصية أو الاجتماعية على تكوين التصورات عن الحياة، وأنماط التفكير المختلفة، حيث كان من غير المُجدي أن تدرس نظرية الهوية الاجتماعية السلوك الإنساني للأفراد أو الجماعات دون وجود تصنيف يساعد على فهمه بشكل أفضل، ودون تصنيف الأفراد ضمن مجموعات تُسهم في بيان أنماط التفكير وطرق التواصل الإنساني الفعال.[٣]
نظريات التصنيف
هناك العديد من النظريات التي نظرت إلى التصنيف وما يمكن أن تَحويه التصنيفات بمختلفة أنواعها، ومدى التّأثيرات النّاجمة عن وضع الأشخاص أو الأفكار أو الكائنات ضمن تصنيفات محدّدة دون غيرها، وهذه النظريات كما يأتي.[٢]
نظرية التصنيف الكلاسيكي
جاءت هذه النظرية من نظريات التصنيف في إطار الفلسفة الغربية عند أفلاطون، وتشير نظرية التصنيف الكلاسيكي إلى تبويب الأشياء بناءً على تشابه الخصائص، كما ظهر تعريف التصنيف وفقًا للمنهج الكلاسيكي لدى أرسطو الذي حلَّل الفروقات بين الأجسام، وصنَّف الكائنات الحية من حيث تركيبها التشريحي وقدراتها الخاصة، كما يدخل في تعريف التصنيف وفقًا للنهج الكلاسيكي وجود مجموعة من المميزات المشتركة بين أفراد الصنف الواحد كشرط للوجود ضمنها.[٢]
نظرية التجميع المفاهيمي
تهتم نظرية التجميع المفاهميني بإنشاء مجموعة من الفئات وفقًا لتوصيف مفاهميها، ثم تصنيف الكيانات أو الأفراد بما يحتوي عليه كل صنف من توصيف مفاهيمي مختلف، وقد ظهرت هذه النظرية في عام 1980م بصفتها وسيلة نموذجية لبعض أنواع التعليم، والتي يتم من خلالها تجميع البيانات وتبويبها ضمن الإطار المفاهيمي لكل فئة.[٢]
نظرية النموذج الأولي
تنظر نظرية النموذج الأولي إلى تعريف التصنيف على أنه عملية تجميع الأشياء بناءً على وجود نموذج أولي أو فكرة مبدئية تجمع بينها، ووفقًا لهذه النظرية فإن التصنيف هو أساس التنمية البشرية، وقد وُضعت هذه النظرية في التصنيف من قبل إليانور روش وجورج لاكوف في عام 1970م.[٢]
المراجع
- ↑ "Does categorization form the basis of knowledge?", www.quora.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Categorization ", www.wikiwand.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Social identity theory", www.britannica.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.