تعريف الجهاد ومتى فرض

كتابة:
تعريف الجهاد ومتى فرض

فضل الجهاد في الإسلام

الجهاد هو واحدٌ من الأحكام الشَّرعيَّة التي اختصَّ الله بها عباده المسلمين؛ حتى لا يتجرأ أحدٌ على دين الله أو أحد أتباعه، وللجهاد مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام وفضلٌ كبيرُ وقد ورد ذلك في غيرما حديث من الأحاديث النبويَّة الصحيحة، والآيات القرآنية قال تعالى في سورة التوبة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[١] وفيما روي عن أبي ذر الغفاري "قُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أيُّ العملِ أفضلُ؟ قال: الإيمانُ باللهِ والجهادُ في سبيلِه.."[٢] وبعد أن تبيَّن فضل الجهاد في سبيل الله، لا بدَّ من الوقوف على تعريف الجهاد ومتى فُرض.[٣]

تعريف الجهاد ومتى فرض

الجهاد هو من الأحكام التي لا بدَّ من الوقوف على تعريفها بشكلٍ دقيق ومعرفة الوقت الذي فُرِض فيها؛ حتى يتبيَّن للمسلم أحكام دينه ويقف على حقيقتها وتوقيتها دون لبس، وفيما يأتي سيتم الحديث عن تعريف الجهاد ومتى فرض:

مفهوم الجهاد

وأمَّا كلمة الجهاد في اللغة العربية فهي أصل من الفعل جاهد المأخوذ من الجهد سواء كان ذلك بضم الجيم أو فتحها والجهد هو المشقة والتَّعب، والجهاد هو القتال وجاهد مجاهدةً أي قاتل قتالًا، وأمَّا معناه في الشَّريعة الإسلامية فهو قتال المسلمين للكفار بعد دعوتهم للإيمان بدين الله أو دفعهم للجزية وامتناعهم عن ذلك، أو يكون درءًا لخطر الكفار عن المسلمين وإبعادهم عن حرمات الله والدِّفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم وأنفسهم وابتغاء ذلك كلَّه في سبيل الله، وورد في ذلك أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال: وما الجهادُ، قال: أن تُقاتِلَ الكفَّارِ إذا لقيتَهم، قال فأيُّ الجهادِ أفضلُ، قال مَن عُقِر جوادُه وأُهرِيق دمُه."[٤] ولا يكون الجهاد فقط بحمل السَّيف وإنَّما هو على ثلاثة أنواعٍ وضروبٍ فأمَّا الجهاد الأول فهو مجاهدة الكفار وأما الجهاد الثاني فهو مجاهدة إبليس وأمَّا الجهاد الثالث فهو مجاهدة النَّفس الأمارة بالسوء، ويقول في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله؛ من الإيمان والعمل الصالح، ومن دفع ما يبغضه الله؛ من الكفر والفسوق والعصيان." والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٥]

متى فرض الجهاد

لقد مرَّ المسلمون في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرحلتين، فأمَّا المرحلة الأولى فكانت في مكة المكرمة عندما لم يكن مأذونًا لهم بالقتال بعد وكانت الدعوة إلى الله عن طريق السلم، وقد روي في ذلك "أنَّ عبدالرحمن بنَ عوفٍ ، وأصحابًا لَهُ أتَوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بمَكَّةَ فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّا كنَّا في عزٍّ ونحنُ مُشرِكونَ، فلمَّا آمنَّا صِرنا أذلَّةً، فقالَ: إنِّي أُمِرتُ بالعفوِ فلا تقاتِلوا.."[٦] أمَّا المرحلة الثانية فكانت بعد الهجرة عندما أنزل الله قوله تعالى في سورة الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[٧] فكانت هذه الآية الأولى التي نزلت في القتال، وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن مجاهد قال: "خرج ناس مؤمنون مهاجرين من مكة إلى المدينة فأتبعهم كفار قريش فأذن الله لهم في قتالهم فأنزل الله: {أذن للذين يقاتلون} فقاتلوهم." وبذلك يتبيَّن أنَّ فرض الجهاد كان في السنة الأولى من الهجرة، والله هو أعلى وأعلم.[٨]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 20-21-22.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 4310، أخرجه في صحيحه.
  3. "مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020.
  4. رواه الدمياطي، في المتجر الرابح، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 144، إسناد رجاله رجال الصحيح.
  5. "الجهاد تأصيل و أحكام - (2) تعريف الجهاد وحقيقته وما يتفرّع عنه "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3086، صحيح.
  7. سورة الحج، آية: 39.
  8. "باب الجهاد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
3694 مشاهدة
للأعلى للسفل
×