محتويات
الحبّ
يُعرّف الحب على أنه مجموعة من المشاعر المعقدة التي تنتج عنها العديد من التصرّفات والأفكار المنسوجة بعواطفٍ قويّة تحكم المرء وتُسيطر على كيانه وإحساسه، فتجعله يرغب بحمايّة الشخص أو الشيء الذي يُحبّه، ويشعر بمودّةٍ وألفة وعطفٍ كبير اتجاهه، فيحترمه ويُحافظ عليه ويُراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي تهديدٍ أو خطر قد يُلحق الضرر به بأيّ شكلٍ، وهو لا يقتصر على حبّ البشر لبعضهم فقط، فقد يُحب المرء حيواناً أليفاً ويُقدّم له العناية والرعاية والعطف ويسعى لحمايته والحفاظ عليه، أو أن يرتبط بحب شعور داخليّ خاص كالحريّة والاستقلاليّة والكيان والشخصيّة، أو حب الذات على سبيل المثال.[١]
ما هو الحب
مفهوم الحبّ في اللغة
يُعرّف الحب باللغة على أنه إحساس عظيم وقويّ يشعره المرء اتجاه شخصٍ ما، الأمر الذي يجعله ينجذب له عاطفيّاً بشدّةٍ ويتأثر به، فيرغب في مُشاركته جميع لحظات حياته والبقاء معه للأبد، وهو شعور جميل يرى فيه المرء شريكه في غايةً الأهميّة بالنسبة له ويجعله أحد أولوياته، وتُرادفه العديد من المُصطلحات العميقة، كالعشق، والاعتزاز بالحبيب، والرغبة القويّة بالعناية به ورعايته باستمرار، وهو شعور ينمو ويزداد بمرور الوقت، فيروق فيه الحبيب لحبيبه ويُصبح مصدراً للإلهام والشغف وسبباً من أسباب السعادة والراحة.[٢]
مفهوم الحبّ في علم النفس
رغم عدم امتلاك علماء النفس قدرات الشعراء البلاغيّة العاليّة ودقّة الوصف، إلا أنهم اجتهدو أيضاً في التعبير عن شعور الحب وتعريفه من خلال الأبحاث العلميّة والتجارب الحيايتّة والعمليّة على الأشخاص الواقعين تحت تأثيره، حيث حدد بعضهم عواملاً ينتج عنها هذا الشعور ولخصوها في مبدأ واحد وهو التواصل والمُشاركة والدعم الذي ينتج عنه علاقةً مُترابطة وقوية جداً بين الأطراف، وتترتب عليها مشاعر عاطفيّة وفيسيولوجيّة عظيمة تتمحور حول الرعاية، والحماية، والاهتمام، والعطف، وغيرها من المشاعر التي قد تتشابه مع ما ذكر من قبل حول هذه العاطفة العميقة.[٣]
تعريف الحبّ لدى الفلاسفة
يختلف تعريف الفلاسفة للحب عن باقي مفاهيم الشعراء والعلماء، حيث تنوّعت مفاهيمه الفلسفية، واعتبره بعضهم مجرد كلمة لا تُعبّر عن شيء ملموس ومعقول أو مُرتبط بحقيقة واضحة، في حين يرى بعضهم الآخر بأنه تأثير قويّ ووسيلة عظيمة للسيطرة على الكيان ورؤية العالم بصورةٍ مختلفة بمجرد الوقوع تحت تأثيره، وآخرون فضّلوا عدم تفسيره وتركه في عالمٍ بعيد عن الفضول والتطبيق والبحث، ولكن رغم اختلاف تفسيرهم وتعاريفهم لا يُمكن إنكار حقيقة أنّ هذا الشعور أساسيّ وهام، وله دور كبير وتأثير ملموس على الأشخاص بمختلف ثقافاتهم وأجناسهم، فاستمروا في وضع النظريات والتفسيرات الفلسفية لمحاولة الوصول إلى تعريفٍ واضح ومفهوم ثابت له ونظراً لاختلاف آرائهم فقد تعددت النظريات وتعارضت وتنوّعت مع تقدم الحياة ونُضج البشر واختلاف حاجاتهم وطريقة تفكيرهم.[٤]
التفسير العلمي للشعور بالحب ومراحله البيولوجيّة
راود العلماء العديد من الاستفسارات حول السبب الذي يدفع المرء للشعور بالحب، فاعتبره بعضهم أمراً مُعقّداً يحتاج الكثير من البحث والدراسة، حيث إن طبيعة هذا الإحساس ومقداره وتأثيره يختلف من شخصٍ لآخر، فقد يبدأ الحب بنظرةٍ ولقاء بسيط يُراود المرء فيه شعور بانجذاب للطرف الآخر، لكنه ينمو ويتطوّر مع الوقت ليُصبح غايةً مُلحّة للتقرّب منه أكثر، فقسّمه بعض الباحثين لمراحل وفقاً لعمقه وتأثير الهرمونات البشريّة على صاحبه، حيث إنه قد يكون حاجةً مُشتركة لإشباع الرغبة الفطريّة لهم، وسبباً لتطوّر الأجناس وتكاثرها على مرّ الزمان، وفي حالات أخرى يكون الحب ظاهرة مُميّزة تجعل الأشخاص ينجذبون لبعضهم تحت تأثير هرمونات مُختلفة كالدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي بدوره يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر، ويزيد من حماسه وإثارته ونشاطه، وإحساسه بالحيويّة التي قد تُفقده القدرة على النوم بسبب كثرة التفكير بالشريك، فتظهر عليه علامات التوتّر، وانخفاض الشهيّة، والأرق، والانزعاج أحياناً، وقد يتطور الأمر لدى البعض ليُصبح إحساساً بالعشق والجنون الذي يُرافق حالات الانجذّاب والتعلّق الشديد بهذا الشخص وكثرة التفكير به، في حين قد يصل هذا الحب لمرحلة الارتباط التي تُعد من المراحل الساكنة التي تنتج عن العلاقات المُستقرّة طويلة الأمد التي يتشارك فيها الطرفين المشاعر ويتجاوزون المراحل السابقة ويصلون إلى الشعور بالاكتمال والسعادة بوجود الطرف الآخر في حياتهم فيُحافظون على بقائه فيها، ويجتهدون لدعم العلاقة وجعلها مُستقرّة وصحيّة وناجحة.[٥][٦]
علامات الوقوع في الحب
يقع المرء في حيرة من أمره، عندما يُلاحظ تغيّراً في مشاعره اتجاه شخص آخر، وقد يتردد في البوح أو الاعتراف بها لغاية التحقق منها، وفهم سببها وطبيعتها، لكن الحب شعور واضح وعاطفة قويّة يصعب التكتّم عليها وإخفائها كما ذكر من قبل، وبالتالي لا بد أن تظهر علاماته الواضحة على صاحبه، ومنها ما يأتي:[٧]
علامات داخليّة
تتمثل العلامات الداخليّة للحب بالإحاسيس والمشاعر المُضطربة، والعميقة، والصادقة التي يُكنّها المرء لحبيبه، وأبرزها ما يأتي:[٧]
- الميل لتضخيم الصفات الإيجابيّة للشريك، ورؤيته كشخصٍ كامل ومميّز، والتغاضي عن بعض سلبياته وأخطاء بدافع المودّة الكبيرة اتجاهه، وبالتالي ينظر الحبيب له كأنه مُختلف وبارز عن جميع من حوله، ويُبالغ بشعوره دون التفكير بأي شيءٍ آخر رغم أنه قد يكون شخصاً عاديّاً.
- الشعور بالبهجة والسعادة الغامرة من أجل الحبيب، وذلك في حال نجاحه أو إنجازه هدف من أهدافه، وعدم الشعور بالنقص أو الغيرة أو الدونيّة تجاهه، بل على العكس تماماً فيقوم بدعمه والاعتزاز به وتهنئته والشعور بالسعادة الصادقة والحقيقيّة له.
- التأثر بآراء الحبيب بشدّة وبأفكاره والاهتمام بها، حيث إن المرء قد يكون معتاداً على اتخاذ قراراته الشخصيّة بشكلٍ خاص وفردي، لكن وجود حبيب في حياته يشعر اتجاهه بالمودّة والألفة قد يجعله يرغب بمشاركته التخطيط ويهتم لأفكاره وآرائه ويتأثر بها، والتي قد تتعارض مع رغباته أحياناً لكن حبه سيدفعه للتنازل من أجل سعادة ورضا حبيبه.
علامات لغة الجسد الخارجيّة
هُنالك بعض الإشارات الجسديّة العفويّة واللطيفة التي يُحاول فيها المرء التعبير عن مشاعره الصادقة اتجاه الحبيب، من خلال لغة الجسد، ومنها ما يأتي:[٨]
- الابتسامة الصادقة والعفويّة: حيث إن الابتسامة تُعبّر عن السعادة والمزاج الجيّد، وغالباً ما يبتسم المرء في وجه الشخص الذي يُسعده، وبالتالي فإن ابتسامته الجذّابة المتواصلة في وجه من يُحب دليل على رغبته بالبقاء معه والتواصل أكثر، وعلى شعوره بالبهجة والراحة.
- التواصل البصري: تُعتبر الاستجابة البصريّة الإيجابيّة التي تتمثل بالتركيز على عيني الطرف الآخر، والنظر إليهما مطوّلاً بشكلٍ مُباشر دليلاً على الاهتمام به، في حين أن إزاحة النظر عنه وعدم القدرة على التواصل البصري تدل على عدم الاهتمام، أو الخداع أحياناً، وبالتالي فإن نظرات العين الثابتة والتركيز يكون على الأشياء التي يُحبّها الشخص وينجذب لها.
المراجع
- ↑ "Home >GoodTherapy Blog >PsychPedia >Love Love", www.goodtherapy.org, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "love", www.collinsdictionary.com, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Lisa J. Cohen Ph.D. (7-2-2011), "The Psychology of Love"، www.psychologytoday.com, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "Philosophy of Love", www.iep.utm.edu, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "Love, Actually: The science behind lust, attraction, and companionship", sitn.hms.harvard.edu,14-2-2017، Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ DR SAMUEL LOW (18-1-2018), "The Science Behind Why We Fall in Love"، www.mountelizabeth.com.sg, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Tasha Rube, LMSW (27-3-2020), "How to Tell if You Are in Love"، www.wikihow.com, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "How to Read Body Language – Revealing the Secrets Behind Common Nonverbal Cues", www.fremont.edu, Retrieved 17-5-2020. Edited.