محتويات
الحديث الشريف
لقد اهتم الصَّحابة بالقرآن الكَريم، وحفظوا كل ما جاء به آيةً آيةً، وسورةً سورة، وحرفاً حرفاً، وكذلك فعل كل من تبِع النبي -صلى الله عليه وسلّم- وكل من أتى بعده حتى وصل إلينا محفوظاً من التَّحريف والتبديل.
كما أنهم اهتموا بجميع أقوال النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأفعاله، وقلّدوه وحفظوا كل ما جاء به؛ فهو الصادِق والمبلِّغ عن الله -عز وجل-، كما أنه -صلى الله عليه وسلًم- مأمور من عند الله ومعصوم من الخطأ، قال -تعالى-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).[١]
وتجدر الإشارة إلى أنه النبي -صلى الله عليه وسلّم- عندما خطَب في حجة الوداع أمر بتبليغ كل ما قاله؛ فعرف المسلمون واجبهم تجاه كل ما صدر عنه -صلى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ).[٢][٣]
وفعلاً فعلوا ذلك حيث رووا الأحاديث عنه، إمّا متواترة باللفظ والمعنى، أو في المعنى فقط، وإما مشهورة، وإما بالأسانيد الصحيحة الثابتة، واتبعوه في صفاته وتصرّفاته حتى إن بعض الصحابة اتبعوا طريقة مشيته -صلى الله عليه وسلّم-.[٤]
تعريف الحديث الشريف
هو كل ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقرير، أو صِفة خُلْقيّة أو خَلْقيّة، وقد قلّد الصحابة جميع ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلًم-، كما أنهم اهتموا به، وحفظوه، وعملوا بكل ما جاء به. كما يعتبر اتباع سنّة الرسول -صلى الله عليه وسلّم- واجباً على المسلمين، وفيها يكسب المسلم المزيد من الأجر والثواب من عند الله -تعالى-.[٥]
ومثال القول، قوله -صلى الله عليه وسلم: (مَن كذَبَ عليَّ فلْيتبَوَّأْ مَقعَدَه منَ النَّارِ مُتعمِّدًا)،[٦] أما مثال الفعل فالأمثلة كثيرة كوصف وضوءه، صلاته، نسكه -صلى الله عليه وسلم-، وبالنسبة للتقرير فيكون بما أقر به النبي صحابته دون أن ينهاهم عنه كأكل لحم الضبّ. وأخيراً الصفات الخُلقية والخَلقية فقد جاء وصف النبي شكلاً وخُلقاً على لسان الصحابة -رضوان الله عليهم- بكثرة.[٥]
أهميّة الحديث الشريف
إن للحديث النبوي الشريف أهمية بالغة في التشريع الإسلامي، نذكر من ذلك ما يأتي:[٧]
- تفسير ما جاء في القرآن الكريم من أوامر وتشريعاتٍ
فمثلاً أمر الله -تعالى- بالالتزام بالصَّلاة وتأديتها على الوجه الصحيح، ولكن لم يفصِّل عدد ركعاتها، وشروطها، وأحكامها، ومواعيدها، وطريقة الوضوء، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسّر للمسلمين كل ذلك، وعلّمهم الطَّريقة الصَّحيحة.
- عبادة الله -تعالى- كما أمر وكما يحب
فالذي يقرأ الأحاديث النبويّة الشَّريفة يجد كيفية عبادة الله، وطرق كسب رضاه والأجر والثواب.
- كسْب الأجر والثواب.
أنواع الحديث الشريف
تم تصنيف الأحاديث التي رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى أنواع تبعاً للراوي وطرق روايته، حيث وصل عدد هذه الأنواع إلى خمسة وستين نوعاً، ومن أشهر هذه الأنواع:[٨]
- الحديث الصحيح
وهو الحديث الُمسنَد الذي نقل في جميع من رواه عن العدل الضابط من بدايته حتى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً، ويُعتبر البخاري ومسلم أول من جمع الأحاديث الصحيحة.
- الحديث الحسن
وهو من لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ويكون الحديث ليس شاذاً، وهذا هو تعريف الترمذي للحديث الحسن.
- الحديث الضعيف
هو كل حديث افتقر إلى صفاتِ الحديث الصحيح، والحديث الحسن.
المراجع
- ↑ سورة النجم، آية:3-4
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:293، صحيح.
- ↑ [حسن أبو الأشبال الزهيري]، فوائد من خطبة الوداع، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن عبد الله المديهش، فاطمة بنت النبي، صفحة 107. بتصرّف.
- ^ أ ب [محمد حسن عبد الغفار]، شرح البيقونية، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:108، صحيح.
- ↑ [ماهر الفحل]، بحوث في المصطلح، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ [محمد حسن عبد الغفار]، شرح البيقونية، صفحة 2-3. بتصرّف.