علم الحديث
يعدُّ علم الحديث في الإسلام أحد العلوم الشرعية المعروفة والذي يختصُّ به المسلمون دون غيرهم من الشعوب، وهو علم يهتمُّ بدراسة ما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، سواء أقوال أم أفعال أم ما قرَّره -عليه الصلاة والسلام-، وذلك ليتمَّ حفظ وتدوين وضبط كل الأحاديث وحفظَها من الضياع وخوفًا من أن ينسبَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلام لم يقله، ولتمييز الأحاديث الصحيحية من غيرها كالضعيفة والموضوعة، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن الحديث المرفوع وذكر أمثلة عليه. [١]
تعريف الحديث المرفوع
يمكن تعريف الحديث المرفوع على أنَّه كلُّ ما أضيفَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء من أقوال أم أفعال أم تقرير أم صفات، وهو أحد أنواع الأحاديث التي قُسِّمت استنادًا إلى قائلها أو استنادًا إلى من أسندت إليه، فالأحاديث استنادًا لقائلها هي أربعة أنواع: الحديث القدسي، والحديث المرفوع، والحديث الموقوف، والحديث المقطوع. فالحديث المرفوع هو الحديث الذي ينسبُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواءً كان سنده صحيحًا أم لم يكن وسواءً كان كان سنده متَّصلًا أو منقطعًا، ولذلك يمكن أن يكون الحديث المرفوع صحيحًا أو ضعيفًا أو غير ذلك، ويرى بعضُ علماء الحديث أنَّ الحديث المرفوع يجبُ أن يكون سنده متصلًا فيجعلونه بذلك مقابلًا للحديث المرسل. وقد رآى بعض العلماء ومنهم الخطيب البغدادي -رحمه الله تعالى- أنَّ شرط هذا النوع من الأحاديث أن يكون مرفوعًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صحابيٍ حصرًا، وعلى ذلك يجبُ قبول الحديث المرفوع إذا توافرت فيه شروط الحديث الصحيح أو شروط الحديث الحسن، والله تعالى أعلم. [٢][٣]
أمثلة على أحاديث مرفوعة
بما أنَّ الحديث المرفوع هو كل ما أضيفَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنَّ الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث كبير؛ لأنَّ معظم ما ورد من الأحاديث منسوبٌ إليه -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر أكثر من مثال على الأحاديث المرفوعة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [٤]
- حديث مرفوع قولي: حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المشهور وهو حديث صحيح، حيث ورد في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنَّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه" [٥].
- حديث مرفوع فعلي: وهو الحديث الصحيح الذي ورد عن عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئِلت عن صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قالت: "ما كان يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحدى عشْرةَ ركعةً، يصلي أربعُ ركَعاتٍ، فلا تَسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي ثلاثًا، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ تنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟، قال: تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي" [٦].
المراجع
- ↑ علمُ الحديث, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرف
- ↑ معنى الحديث المرفوع والموقوف وحكم العمل بهما, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرف
- ↑ أقسام الحديث من حيث قائله, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرف
- ↑ أنواع المرفوع في علم مصطلح الحديث, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1، خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3569، خلاصة حكم المحدث: صحيح