تعريف الرياء

كتابة:
تعريف الرياء

تعريف الرياء

يعرف الرياء لغة: هو مصدر من الفعل راءى، وحقيقته أن يُري خلاف ما هو عليه، وأما تعريفه شرعًا: فهو أن يفعل الشخص الطاعة، ويترك المعصية، وذلك في حضور الناس من حوله، أو أن يستمر بإخبار الناس بما يقوم به من طاعات، مع محبته للمدح عليها، أو أن يحبّ أن يطلع الناس على طاعاته، وذلك تحقيقًا لمقصد دنيوي من مال أو شهرة أو نحو ذلك.[١]

وأما حكم الرياء فهو محرم، كما أنه من ضمن الكبائر،[٢] والإخلاص بالعمل واجب، كما أنّه من أسباب قبول الأعمال، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[٣]

طرق إظهار الرياء

يقوم الأشخاص بإظهار الرياء باستخدام طريقتين اثنتين، وهاتين الطريقتين تظهران كالآتي:[١]

  • الرياء بالبدن

وذلك بأن يبالغ الشخص في إظهار النحول والاصفرار؛ ليوهم الناس بشدة حزنه على أمر الدين، ويوهمهم بزهده في الدنيا بقلة أكله وقلة أخذه من متع الدنيا، وكذلك ليظهر شدة الخوف من الآخرة، وكذلك قد يتعمد أن يلبس أسوء الثياب ليظهر أن الدين أشغله عن نفسه، وأنه لا يبتغي شيئًا من الدنيا.

  • الرياء بالقول

وذلك بأن يكثر من الوعظ وذكر قصص الصالحين، ليدل بذلك على عنايته بأحوال الصالحين ومتابعته لأخبارهم، ويوهم الناس أنه متبحر في العلوم ومطلع عليها اطلاعًا واسعًا، كما أنه يكثر من التحدث أمام الناس بطاعاته، ويبالغ في إظهار التأسف على المعاصي دون أن يكون صادقًا في قلبه.

درجات الرياء

قسم العلماء الرياء إلى درجات، وذلك بحسب تسلط الرياء على قلب العبد، وبحسب قصد المرائي، وهذه الدرجات هي كالآتي:[٢]

  • أغلظ الدرجات وأشدها أن يكون قصد العبد من عبادته الدنيا فقط، كمن يصلي أمام الناس، وإذا انفرد فإنه لا يصلي أبدًا، حتى إن الرياء قد يدفعه للصلاة دون طهر، وهذا قطعًا عبادته باطله لأن أصلها باطل.
  • أن يكون قصده للثواب أقل من قصده لإظهار عمله، وهذه الدرجة قريبة من الدرجة السابقة.
  • أن يتساوى عنده قصد الرياء وقصد الطاعة، بحيث أن أحدهما لوحده لا يكون باعثًا على العمل والطاعة، ولكن عندما يجتمع القصدان معًا يكونان دافعًا للعمل، وهذا أفسد بقدر ما أصلح، وهو -والله أعلم- لا يسلم من العقاب.
  • أن يكون اطلاع الناس عليه مقويًا ومرجحًا له للقيام بالعبادة، إلا أنه لا يتركها إن كان لوحده، وهذا النوع لا يبطل به أصل العبادة، ولكنه ينقص من أجره أو يعاقب صاحبه على قدر قصد الرياء فيه.

كيفية التوبة من الرياء

إن كفارة الرياء التوبة إلى الله -تعالى-، توبة نصوحًا يعزم الشخص أن لا يعود بعدها إلى الرياء، وأن يلزم الإخلاص لله -تعالى-، وأنه يحاول الابتعاد عن مواطن المدح، ولا يقبل المدح بطاعاته، ويجاهد نفسه قدر الإمكان لإخفاء طاعاته، والإخلاص فيها لله -سبحانه وتعالى-.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله بن ضيف الله الرحيلي (2001)، طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين (الطبعة 1)، صفحة 69 - 70. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 4554، جزء 10. بتصرّف.
  3. سورة غافر، آية:65
  4. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 58، جزء 4. بتصرّف.
4842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×