تعريف الصحابي

كتابة:
تعريف الصحابي

تعريف الصحابي

الصحابي لفظ يطلق على كل إنسان عاصر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعاش معه والتقى به وآمن برسالته وسانده على الحق، ودافع عنه عندما تعرض للأذى من قبل المشركين، ومات وهو مسلم ومؤمن بالله تعالى ورسوله الكريم.[١]

بغض النظر عن الفترة التي مكث فيها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهناك عدد من الصحابة الذين جلسوا معه لفترات طويلة، والبعض الآخر كانت مدة جلساتهم معه مدة قصيرة. 
وسواءً كان من قام منهم برواية ونقل الأحاديث النبوية أم لم ينقلوا أو يرووا هذه الأحاديث، أو من قام بمشاركته في الغزوات والمعارك ومن لم يشارك، أو الأشخاص الذي دخلوا الإسلام ومن ثم ارتدوا ودخلوا مرة أخرى وماتوا وهم على دين الإسلام.[٢]

فكل هؤلاء يعدون من الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم-، وهؤلاء الصحابة قاموا بتكميل المسيرة التي بدأ بها سيدنا محمد بعد وفاته، كالخلفاء الراشدين الذين قاموا بخوض الغزوات والحروب في جميع أنحاء الأرض، لكي يقوموا بنشر الدين الإسلامي.

فضل الصحابة

للصحابة رضوان الله عليهم فضل كبير وقد ورد ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على هذا الفضل، كقول الله تعالى في كتابه العزيز: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شطاه فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فاستوي عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً".[٣]

ويعد هذه الفضل الذي خُصّّ به الصحابة مختلفاً عن غيرهم من الأشخاص، وقد منع الرسول الكريم بأن يتعرض لهؤلاء الصحابة أي أحد سواء بالقول أو الفعل، ويتجلى فضلهم في أن الله تعالى مدحهم وبين لنا أنهم من الأشخاص الذين كانوا يتسمون بالشدة والقسوة على الأعداء والكفار، والرحمة والإحسان على المؤمنين.[٤]

ويعد الصحابة أكثر الناس حرصاً والتزاماً بالعبادات والطاعات التي فرضها الله تعالى على عباده، وهناك الكثير من الصحابة الذين بشروا بالجنة يوم القيامة، ومن هؤلاء الخلفاء المبشرين بالجنة هم الخلفاء الراشدون، الذين قاموا بحمل الدعوة الإسلامية، وتطبيقها على نهج الكتاب والسنة.

أبرز صفات الصحابة

تميز الصحابة الكلام رضوان الله عليهم بالعديد من الصفات والخصال الحميدة، مثل الصدق والأمانة والورع، بالإضافة إلى أخلاقهم العظيمة وتسامحهم بين بعضهم وبين غيرهم من غير المسلمين.

ومن أبرز الصفات التي حملها الصحابة الكرام؛ كانت صفة الإخلاص، فأخلصوا في إيمانهم بالله والتصديق برسوله، فلم ينافقوا أو يكذبوا أو يدلسوا، بل كانوا خير مثال وقدوة في نشر الدين الحنيف وتحمل مسؤولية نشره وإيصاله بعد وفاة النبي الكريم.

فكانوا حملة الرسالة والداعيين لها بكل ما ملكوا من قوة وصبر وتحمل، فهم الذين كان لهم الإسلام المنقذ والمخرج لهم من الظلام إلى النور ومن الضلال إلى حسن الإيمان، وكان لهم السبيل في نيل الجنان.[٥]

المراجع

  1. دخيل اللحديان، كتاب طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى، صفحة 138. بتصرّف.
  2. ابن حجر العسقلاني، كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي، صفحة 140-142. بتصرّف.
  3. سورة الفتح، آية:29
  4. ابن الحجر العسقلاني، كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، صفحة 61-74. بتصرّف.
  5. راغب السرجاني، كن صحابيًا، صفحة 2. بتصرّف.
4082 مشاهدة
للأعلى للسفل
×