الرأسمالية الليبرالية
عند سقوط الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي ظهر ما يُسمى بالنظام العالمي الجديد، وهذا النظام كان يدعو إلى تبني مُعتقدات جديدة، هذه المُعتقدات بدورها تتبنى أيديولوجية النظام العالمي الاستعماري تحت ستار العولمة، فانتقل العالم من نظام الحرب الباردة إلى نظام العولمة المُتمركزة حول شبكات الانترنت، بحيث يتم تبادل جميع المعلومات والأفكار بكل سهولة ويُسر، وبسقوط الاشتراكية تبنى العديد من الأشخاص الاشتراكيين الديمقراطية باعتبارها أهم تطور وصل إليه الإنسان، وفي هذا المقال سيتم التطرق إلى تعريف العولمة وأنواعها، والفرق بين العولمة والعالمية.[١]
تعريف العولمة وأنواعها
في الآونة الأخيرة برز مُصطلح العولمة بشكلٍ كبير، لذلك كان لا بُدَّ من التطرق إلى تعريف العولمة وأنواعها، فالعولمة هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي Globalization، وفيما يُقال عن تعريف العولمة فقد عُرفت بحسب الجانب الذي يُنظر لها منه، فقد عرّف صندوق النقد الدولي العولمة على أنّها: "التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله"، وقد تمَّ تعريفها أيضًا على أنّها: "العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلدًا بعينه على بلدان العالم أجمع"،[١] أمّا عن أنواع العولمة فهي:[٢]
- العولمة الاقتصادية: وهي التي ترتكز بشكلٍ واضح على قاعدة البقاء للأقوى، بحيث إنَّ الشركات الصغيرة ليس لها أيّ قدرة على مواجهة الشركات القوية ذات الهيمنة على السوق العالمي.
- العولمة الثقافية: وهي التي تستدرج جميع الشعوب إلى تبني عادات وتقاليد دول أخرى غير دولهم، وذلك من خلال الإعلاميين والكتاب.
- العولمة الساسية: وهي التي تسعى إلى جعل مُعظم الدول ذات النفوذ الضعيف بتبني السياسات الخاصة بدول أخرى.
- العولمة العسكرية: وهذه العولمة تُحقق أهداف العولمة الساسية، من خلال وجود جهاز عسكري يُحقق لها القوة والترهيب لفرض سلطتها وسيطرتها.
- العولمة القيمية: فقد تلجأ العديد من الدول إلى إغصاب دول أخرى على أخذ قيمها وأخلاقها، حتّى تبدو الدول الضعيفة دون أيّ قيم أو ثقافات.
- العولمة التقنية: وهي التي ظهرت بعد الحرب الباردة التي كانت ترأسها الدول العظمى، ومن أكثر الدول التي تأثرت بها دول العالم الثالث، بحيث استغلت الأولى هذه الاخيرة في دعم التّقدم الصناعي والتقني لصالح الدول المُهيمنة.
الفرق بين العولمة والعالمية
بعد التعرف على تعريف العولمة وأنواعها لا بُدَّ من معرفة الفرق بين العالمية والعولمة، على اعتبار أنَّ هذين المُصطلحين مُتقاربين منذ اللحظة الأولى، لكن هُناك اختلاف جوهري بينهما، فالعالمية ترمي إلى الانفتاح على العالم، والتّعرف على ثقافات الأمم مع الحرص على التمسك بخصوصية عادات وتقاليد كُل دولة، وبالتالي فإن العالمية تُثري الفكر وتعترف بالتنوع الثقافي دون طمس أيّ هوية، والعالمية من خصائص الدين الإسلامي، هذا الأمر الذي يؤكد على أنّ الدين الإسلامي يصلح لكلّ زمان ومكان، أمَّا بالنسبة للعولمة فهي ترمي بشكلٍ غير مُباشر إلى التحرر من القيم والمبادئ الذّاتية للفرد، وتبني مُعتقدات دول أخرى تفرض سياستها وهمينتها بشكل خاطئ.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "مفهوم العولمة ونشأتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-02-2020. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز المنصور، العولمة..والخيارات العربية المستقبلية، سوريا: جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، صفحة 567-570، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم العولمة ونشأتها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2020.