تعريف الغبار الكوني

كتابة:
تعريف الغبار الكوني

الكون

الكون هو مكان تواجد الكواكب والنجوم والمجرات والمكونات الأخرى، ولا يمكن حصره في مكان واحد أو وضع حدود البداية والنهاية له، والعديد من علماء الكون وروّاد الفضاء يعملون على دراسة هذا الفضاء الواسع وكشف أسراره وخباياه ووضع الفرضيات الكونية التي تُفسر حركة الكواكب وقدرتها على الثبات في الفضاء، ويتواجد كوكب الأرض الذي نعيش عليه من ضمن مجرة درب التبانة والتي تعد جزءًا بسيطًا من هذا الكون الشاسع، وما تحويه من مكونات مختلفة مثل الغبار الكوني وفي هذا المقال سيتم تعريف الغبار الكوني.[١]

تعريف الغبار الكوني

يمكن تعريف الغبار الكوني على أنه جسيمات صغيرة الحجم متناهية في الصغر، ولها كتل متنوعة تتراوح ما بين 10-2 إلى 10-18 غرام، ولها سرعات مختلفة تتحرك فيها في الفضاء الواسع بين النجوم والكواكب والظلام، حيث تكون طبيعة الغبار الكوني مكونة من مسامات ولها كثافة منخفضة والبعض منها تكون مدمجة وكثافتها تصل إلى حوالي 2000 كيلو غرام/ م3، وقد قام العلماء بمساعدة رواد الفضاء بجمع بعض من هذه الجسيمات من طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي ودراستها لمعرفة طبيعتها بشكل أوسع، وتم توضيح أنها تتكون من طبقات شعرية من السيليكا أو الأوليفين أو البيروكسين، والغبار الكوني الذي يكون قريبًا من الأرض يتكون من المذنبات والكويكبات في الغالب.[٢] ويمكن تسمية الغبار الكوني بغبار الفضاء، كما يمكن تمييز الغبار الكوني عن طريق أماكن تواجده في الكون بين النجوم أو بين المجرات أو بين الكواكب حيث يكون شكله كالسحابة أو على شكل حلقات حول الكواكب، ويشمل الغبار الموجود في النظام الشمسي غبار المذنبات وغبار الكويكبات وغبار حزام كويبر وغبار النجوم، ويصل الغبار الكوني إلى سطح الأرض كل عام، ويحتوي الغبار الكوني على أجزاء من المركبات العضوية المعقدة وغير المتبلورة التي تتكون بفعل النجوم، وأصغر أجزاء الغبار الكوني يُسمى ستاردست ويتكون من معادن حرارية من مخلفات النجوم.[٣]

اكتشاف الغبار الكوني

تقوم وكالة الفضاء العالمية ناسا بجمع عينات الغبار الكوني باستخدام الألواح المجمعة للغبار الموجودة تحت أجنحة الطائرات التي تطير في طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي، ويمكن أيضًا جمع الغبار كرواسب من على سطح الكتل الجليدية الكبيرة في قارة القطب المتجمد الشمالي وفي أعماق البحار، وهناك مصدر آخر للغبار الكوني هو النيازك التي تحتوي على حبيبات ستاردست الفردية بنوعها، التي تتكثف من المادة النجمية وتبرد وتترك النجم، أما عن طريقة جمع الغبار الكوني في الفضاء بين الكواكب فإنه يتم بناء أجهزة الكشف عن الغبار الكوني على متن المركبة الفضائية والتقاط جزيئات الغبار بسهولة بسبب سرعتها المتوسطة، ثم دراسة الخصائص الفيزيائية لهذة الجزيئات مثل الكتلة والسرعة، ودراسة خصائص أخرى مثل الوميض والإشارات الصوتية وتأثير التأين وإيجاد تعريف الغبار الكوني، وبعد الانتهاء من تحليل عينات الغبار الكوني يتم إرجاعها إلى الفضاء بواسطة المركبات الفضائية، ويمكن اكتشاف الغبار الكوني بعدة طرق كما يأتي:[٣]

  • الأشعة تحت الحمراء: حيث تخترق الأشعة تحت الحمراء الغبار الكوني مما يسمح بالبحث عن مناطق تشكل النجوم ومراكز المجرات، وفي 25 أغسطس عام 2003م قام عالم الفلك سبيتزر بالحصول على صور لأطياف الغبار الكوني باستخدام هذه التقنية، التي توصلت إلى أن الغبار الكوني يتكون بالقرب من ثقب أسود هائل.
  • الاستقطاب: تم اكتشاف أن حبيبات الغبار الكوني ليست كروية وتقترب من الحقول المغناطيسية بين النجوم، حيث يكون الإحمرار البين نجمي غير مكثف كفايةً للاكتشاف، فيتم استخدام الاستقطاب البصري عالي الدقة لمعرفة مكونات بنية الغبار الكوني.
  • النيوكليدات المشعة: في عام 2019 تم الكشف عن الغبار الكوني في القارة القطبية الجنوبية عن طريق قياس النيوكليدات المشعة مثل Fe-60 وMn-53 بواسطة مطياف الكتلة الحساس.

خصائص الغبار الكوني

بعد تعريف الغبار الكوني لا بد من معرفة الخصائص التي تميز الغبار الكوني عن غيره من مكونات الفضاء الأخرى، حيث يكون الغبار الكوني على شكل حبيبات مختلفة الحجم غير منتظمة الشكل، ولها مسامية مختلفة تتراوح من الرقيق إلى المضغوط، كما تعتمد الخصائص المميزة للغبار الكوني على مكان العثور على الغبار، فعلى سبيل المثال تكون حبيبات الغبار الكوني في السحب الكثيفة مغطاة بالجليد وحجم جزيئاتها أكبر من حجم جزيئات الغبار الكوني الموجودة بين النجوم، بينما تكون جزيئات الغبار الكوني بين الكواكب أكبر بصفة عامة، ومن الخصائص الأخرى للغبار الكوني المحيط بالنجوم وجود جزيئات لثاني أكسيد الكربون وكريبيد السيليكون والسيليكات غير المتبلورة والهيدروكربونات العطرية الحلقية والجليد المائي والبولي فورما ألدهايد، حيث يختلف غبار المذنب بشكل عام عن غبار الكويكب، ويكون غبار الكويكب شبيهًا بالنيازك الكربونية، ويكون غبار المذنبات شبيهًا بالحبيبات بين النجوم مثل السيليكات والهيدروكربونات العطرية الحلقية والجليد المائي.[٣]

السديم

من خلال تعريف الغبار الكوني يتم الاستدلال على مصطلح السديم الذي يمكن تعريفه على أنه سحابة من الغاز أو الغبار في الفضاء، وهناك أنواع مختلفة من السديم ولها مسميات مثل سديم أوريون وسديم الطوق وسديم كارينا الموجودة في مجرة درب التبانة، كما وجد علماء الفلك أنواع من السديم في المجرات الأخرى، وتتشكل السدم نتيجة موت النجوم أو تُساهم في تكوين النجوم، ويهتم المراقبين للسماء كما يهتم علماء الفلك بالسديم حيث إنه مثير للاهتمام وجميل المنظر ويمكن رصده باستخدام التلسكوبات مثل تلسكوب هابل الفضائي، ومن العناصر الأكثر شيوعًا في تكوين السديم هو عنصر الهيدروجين وهو المكون الرئيسي للنجوم، حيث يمكن مشاهدة سحابة السديم وبداخلها النجوم ويكون غبارها مضيئًا بسبب انعكاس الضوء المنبعث من النجوم الساطعة التي توجد بداخلها، كما يمتص الغبار الكوني الإشعاع الصادر من النجوم فتصدر عنه حرارة، ومن الأنواع المختلفة للسديم ما يأتي:[٤]

  • سديم التريفي في القوس.
  • سديم رأس الحصان.
  • سديم السلطعون.
  • سديم كوكبي في أكويلا.

المراجع

  1. "Cosmos", www.en.wikipedia.org, Retrieved 08-09-2019. Edited.
  2. "cosmic dust", www.encyclopedia.com, Retrieved 08-09-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Cosmic dust", www.wikiwand.com, Retrieved 08-09-2019. Edited.
  4. "All About Nebulas", www.thoughtco.com, Retrieved 08-09-2019. Edited.
3820 مشاهدة
للأعلى للسفل
×