تعريف الفتوحات الإسلامية
الجهاد في سبيل الله تعالى جزءٌ لا يتجزأ من عقيدة المسلم ومَهمّته العظيمة على الأرض إذ إنه مكلَّفٌ من الله تعالى بنشر الإسلام إلى الناس في أصقاع الأرض كافّة، وقد اتبع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومن جاء بعده أساليب نشر الإسلام كافّة ومن بينها الجهاد، والذي اتخذ اسم الفتوحات أو الفتح الإسلامي بعد وفاته ويُقصد به خروج الجيش الإسلامي إلى الممالك والدول والأقاليم غير المسلمة لدعوتها للإسلام بحيث تنضوي تحت راية الإسلام إما مسلمةً أو دافعةً للجزية أو راضخةً بعد قتالٍ انتصر المسلمون في غالبيّة معارك الفتح، وهذا المقال يُسلط الضوء على الفتوحات الإسلامية.
أسباب الفتوحات الإسلامية
الفتوحات الإسلامية منذ عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وحتى آخر أيام الخلافة العثمانية والتي امتدت من مشارق الأرض إلى مغاربها برعايةٍ مباشرةٍ من الخلفاء المسلمين في كافة الدول التي حكمت العالم الإسلامي محققةً بذلك بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعالمية رسالته التي جاء بها من عند الله تعالى، وتنوعت أسباب الفتوحات الإسلامية على النحو التالي: [١][٢]
- الالتزام الديني إذ يُوجب الإسلام على أتباعه نشر الإسلام بين غير المسلمين في أرجاء الأرض كافة انطلاقًا من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[٣]، وهناك العديدُ من الآيات القرآنية الدالة على عالمية رسالة الإسلام ووجوب تبليغه للناس مع ترك حرية اعتناقه لهم.
- التخلُّص من الأعداء المتربصين بالدولة الإسلامية والطامحين إلى القضاء عليها حفاظًا على ممالكهم في الشرق متمثلةً في الدولة الفارسية وفي الغرب متمثلةً في الدولة الرومانية.
- تخليص الناس من الظلم الواقع عليهم من قبل أباطرتهم وملوكهم الذين عمدوا إلى استعباد الناس واستغلال مصادر الثروة وتحقيق المكاسب الشخصيّة.
- نشر عبادة الله تعالى وتخليص الناس من العبودية للكهان ورجال الدين الذين عمدوا إلى تضليل وتجهيل الناس في بلدانهم بهدف السيطرة عليهم وبالتالي نشر العلم والمعرفة الذين كانا ممنوعين باسم الدِّين وهو ما عُرف بعصر الظلمات في أوروبا.
شبهات حول الفتوحات الإسلامية
الكثير من المؤرّخين والمستشرقين في كافة العصور لا يروق لهم مصطلح الفتوحات الإسلامية إذ يرون أنّ كلمة الفتح أو الفتوحات التي استُخدمت من قبل المؤرخين المسلمين على مرّ العصور ما هي إلا كلمةٌ رديفةٌ للاحتلال والاستعمار وإجبار الناس على الدخول في الإسلام تحت سطوة القوة وأنّها امتدادٌ طبيعيٌّ لما كان سائدًا في حياة العرب قبل الإسلام من الغزوات القبلية بدوافع عدة غالبيتها للنهب والسلب والتملُّك، لذا لا بُد من الرد على هذه الشبهات وما شابهها من الأقوال من عدة محاور: [٤][٥]
- الدعوة إلى الإسلام جاءت مختصرةً في قوله تعالى: {إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [٦] وهذا ما واظَبَ عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- طوال فترة مكوثه في مكة قبل الهجرة إذ حاورهم وجادلهم بالتي هي أحسن على الرّغم من التنكيل به وبأصحابه، أيضًا في كافة المعارك الإسلامية كان عرض الإسلام على الناس أوّل الأمور وأكثرها أهميةً فإن رضوا تُركوا دون قتالٍ وإلا فدفع الجزية والخيار الأخير هو القتال.
- كفل الإسلام للناس في البلاد التي فُتحت حرية الدين والمُعتقد مع الإلتزام بكافة الواجبات تجاههم وبالمقابل عليهم الولاء والطاعة قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[٧]
- خوض المسلمين لعددٍ من المعارك لغاية الفتح ونشر الإسلام في ظل عدم التكافؤ العددي والتعاد، فلا يُقدّم على ذلك طامعٌ أو غيره إلا من أراد تنفيذ شريعة الله في الأرض دون أطماعٍ شخصيةٍ أو جماعيةٍ.
- إقبال الناس على اعتناق الإسلام جاء جراء ما شاهده هؤلاء القوم من جند المسلمين من حُسن المعاملة وكمال الأخلاق التي تجلت في أقسى المواقف وأشد اللحظات تنفيذًا لوصية الرسول الكريم ومن بعده من الخلفاء لجيوشهم حين تطأ أقدامهم أرض القوم ومنها: النهي عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال المسالمين والنهي عن التمثيل في الجثث وحرق الزرع وقطع الشجر والنهي عن الغذر وهتك الأعراض واستباحة ما حرم الله تعالى، وكذلك النهي عن إيذاء رجال الدين وتدمير دور العبادة مما حدى بالأقوام إلى اعتناق الإسلام عن قناعةٍ ما زالت راسخة في نفوس أبنائهم وأحفادهم إلى هذا اليوم كما في أندونيسيا والفلبين ودول أخرى في أوروبا والأمريكيتيْن.
المراجع
- ↑ لا إكراه في الدين ولماذا الفتوحات الإسلامية؟،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-01-2019، بتصرف
- ↑ الفتوحات الإسلامية ..معناها أهدافها،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-01-2019، بتصرف
- ↑ {المائدة: الآية 67}
- ↑ افتراءات حول انتشار الإسلام بحد السيف،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-01-2019، بتصرف
- ↑ الهجمات المغرضة على التاريخ الإسلامي،, "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-01-2019، بتصرف
- ↑ {النحل: الآية 125}
- ↑ {البقرة: الآية 256}