تعريف الفنون السبعة

كتابة:
تعريف الفنون السبعة

الفنون

الفنون هي العبقريّة التي تُضفي جمالًا على الحياة، وهي في الوقت نفسِه تتطوّر مع تطوّر الإنسانية، وهي موجودة منذ القدم بأشكالٍ كثيرة ومختلفة، وقد استخدمها الإنسان لترجمة أحاسيسه وتعابيره الداخلية، ويرى بعض الناس أنّ الفنون من الأشياء الكمالية وليست متطلبًا أساسيًا، إلا أنّ العلماء ينظرون إلى الفنون بأنها متطلب أساسي، وتساعد في تحسين حياة الإنسان، وهي مجموعة المهارات الإبداعية التي يُمارسها الإنسان بما يمتلكه من موهبة، والأمثلة عليها كثيرة، ومنها: الفنون التطبيقية والفنون المرئية والفنون التشكيلية، وغيرها، والفنون بشكلٍ عام تُعبر عن إبداع وموهبة دفينة تصبح ظاهرة بعد ممارستها، وهي أيضًا بمثابة حِرفة أو محاكاة، وتملك تأثيرًا قويًا على الإنسان، وفي هذا المقال سيتم تعريف الفنون السبعة.[١]

تعريف الفنون السبعة

وضع الفلاسفة الكثير من التعريفات للفنون، ومن بينها تعريف الفنون السبعة، وهو تعريف جامع للفنون الأساسية التي تندرج تحتها الفنون الفرعية، وظهرت تصينفات مختلفة لها على مدى التاريخ، وعلى الرغم من تداول مصطلح الفنون السبعة بكثرة، إلا أن الكثير يجهلون تعريف الفنون السبعة، ويأتي تعريفها من تصنيف الفلاسفة لها، حيث قسموا الفنون إلى سبعة أصناف مختلفة، منها فنون تصويرية وأخرى فنون تجريدية، أمّا تعريف الفنون السبعة فهو مضطلح يُطلق على سبعة فنون مختلفة وهي: فن النحت أو العمارة وفن الرسم أو فن الزخرفة وفن الموسيقى أو الموسيقى الوصفية أو التعبيرية، وفن الرقص أو الإيماء أو الرقص وفن الأدب والشعر أو البيان والعروض والصرف، أمّا الفن السابع فهو فنّ الإضاءة أو السينما، الذي أُضيف إلى هذه الفنون فيما بعد.[٢]
وضع "إيتيان سوريو" تحليلًا للفنون السبعة من خلال تصوّره لها، وصنفها بحسب الخواص الحسيّة التي يمكن تشكيلها فنيًا أو استخدامها وهي: "الخط واللون والنتوء والإضاءة والحركة والنطق والنغمة الخالصة"، حيث أنّ هذه الخواص تنشئ فنين اثنين هما: الفنون غير التصويرية من الدرجة الأولى، والفنون التصويرية من الدرجة الثانية، لتشكل معًا الفنون السبعة.[٢]، ويُطلق على السينما بشكلٍ خاص اسم الفن السابع، وذلك بحسب تصنيف "أيتين سوريو" للفنون، والذي قسمها إلى سبعة، وكانت السينما هي الفن السابع، باعتبار أنها تمتلك خاصية من الخواص الحسية السبعة وهي الإضاءة، وأوّل من أسمى السينما بالفن السابع هو الناقد الفرنسي الإيطالي الأصل "ريتشيوتو كانودو"، واعتبر أنّ الموسيقى والعمارة هما أعظم الفنون، واعتبر أن النحت والرسم والرقص والشعر هي المكملة لها.[٣]

تراكب الفنون السبعة

بعد تعريف الفنون السبعة، يجدر توضيح تراكب هذه الفنون معًا، إذ إنّ الفنون السبعة متراكبة ومتعاونة معًا بصورة متناسقة وجميلة، تُضفي على بعضها البعض جمالًا إضافيًا وإبداعًا مختلفًا، ومن الطبيعي دمج هذه الفنون جميعها في عملٍ فني واحد في أكثر الأحيان، وهذا يظهر في تعريف الفنون السبعة بوصفها متصلة ومرتابطة ومتراكبة، إذ يمكن إنتاج فنون مركبة من نوعين أو ثلاثة أنواع من الفنون الواردة في تعريف الفنون السبعة لتخرج عملًا فنيًا مركبًا، ومن الأمثلة على هذا: إنتاج أغنية تتألف من ثلاثة فنون من الفنون السبعة وهي: الأدب أو الشعر والموسيقى، والمسرح الذي يشترك فيه الأدب أو الشعر والتمثيل الصامت أو الرقص مع التلوين، وفي بعض الأحيان فن الديكور والأزياء وفن النحت والعمارة، كما يمكن تراكب الديكور مع الموسيقى التصويرية، لإنتاج عمل فني متراكب ومتكامل.[٢]

الجمع بين الفنون السبعة

يمكن فصل تاريخ الفنون السبعة بالاعتماد على مرحلتين، إذ إنّ الفنون السبعة كانت ستة فنون فقط قبل ظهور الفن السابع وهو السينما، وفي الوقت الحاضر أصبح الجميع بين الفنون السبعة أمرًا شائعًا، بعد محاولات عديدة من قبل الفنانين، فالفنون تكمل بعضها بعضًا، ويمكن خلق عمل فني شامل بتوحدها معًا، وقد تجسد هذا جليًا في الدراما الإغريقية التي جمعت بين الرقص الإيمائي والشعر والغناء والموسيقي، بالإضافة إلى وجود خلفية من المناظر المرسومة من قبل الفنانين التشكيليين، ومن النماذج التي التي جُمعت فيها الفنون السبعة أيضًا نموذج الأوبرا والباليه، وفي الوقت الحاضر فإنّ الفن السابع وهو السينما استطاعت أن تجمع بين جميع الفنون باتساقٍ شامل ومتكامل، علمًا أن السينما في بداياتها كانت فنًا صامتًا، ثم تطورت فيما بعد واستطاعت جميع الفنون المرئية والمسوعة جميعها باحترافية عالية.[٤]

نظرة الإسلام للفنون

بعد تعريف الفنون السبعة، لا بدّ من توضيح موقف الإسلام من الفنون السبعة بمختلف أنواعها، إذ لا يمكن تعميم هذا الموقف على الفنون السبعة جميعها إلا إذا عُرف المراد من كل واحدٍ منها، لهذا فإنها تُؤخذ بشكلٍ فردي، ويُحكم عليها بحسب تأثيرها على المشاعر الإنسانية إيجابًا او سلبًا، وبحسب التزامها بالحدود الإسلامية المعروفة والتي لا يجوز المساس فيها، فبعض هذه الفنون قولية مثل: الشعر والنثر، وقد تكون فنونًا صوتية مثل: الغناء والموسيقى، وقد تكون فنونًا تشكيلية مثل: الحفر والرسم، ومن وجهة نظر الإسلام لا يمكن التسوية بين هذه الفنون جميعها، إذ يجب الرجوع إلى مضمونها أولًا قبل الحكم عليها، فإن كان في أيٍ من الفنون الواردة في تعريف الفنون السبعة أي مخالفة لعقائد الإسلام وأخلاقه فهي محرّمة ومنها: الرقص والغناء الفاحش والتماثيل التي فيها شيء من ىالوثنية والتعظيم للأشخاص.[٥]
الإسلام دين يُسر وليس دين عسر، والتحريم والتحليل فيه يقوم على أساسٍ واحد وثابت، فهدف الإسلام من تحريم بعض الفنون الواردة في تعريف الفنون السبعة هو تجنب فساد المجتمع، وإبعاده عن الشهوات والفتن التي تُصيرها بعض الفنون، وفي الوقت نفسه فإنّ بعض الفنون محبذة ويجب الحفاظ على وجودها وتطويرها لزيادة الاستفادة منها، خصوصًا أنها تقدّم خدمات للمجتمع والإنسانية، وتُعطي وجهًا جماليًا للحياة، ولا تسبب أي انتقاص من الأخلاق، ولا تخرج على قيود المجتمع المسلم، وليس فيها أي تجاوزات أو إساءة لمنظومة الدين والأخلاق.[٥]

المراجع

  1. "فن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "الفنون السبعة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.
  3. "سينما "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  4. "الفنون السبعة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "نظرة الإسلام إلى الفنون كما يراها المعاصرون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×