تعريف المجتمع في علم الاجتماع

كتابة:
تعريف المجتمع في علم الاجتماع

علم الإنسان

إنّ علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا هو "علم يهتم بكل أصناف وأعراق البشر في جميع الأوقات، وبكل الأبعاد الإنسانية"، ويقسم علم الأنثروبولوجيا بشكل عام إلى أربعة أقسام، وهي: علم الإنسان الحيوي، والذي يميل إلى تحليل تنوعات جسم الكائن البشري ماضيًا وحاضرًا، وعلم الإنسان الطبيعي أو الحيوي، والذي يدرس علم الوراثة، وعلم الإنسان الثقافي أو الاجتماعي، والذي يدرس الأمور الاجتماعية كالدين والاعتقاد وثقافات الشعوب، وعلم الإنسان اللغوي، والذي يدرس تطور طرق التواصل البشري، وكيفية تطور اللغات، وإن تعريف المجتمع في علم الاجتماع ليس حكرًا على هذا العلم، بل لعلم الأنثروبولوجيا اهتمام به، وسيذكر لاحقًا تعريف المجتمع في علم الاجتماع.[١]

علم الاجتماع

يعرّف علم الاجتماع بأنه "علم يعنى بدراسة خصائص الجماعات البشرية والتفاعلات المختلفة والعلاقات بين أفراد هذه الجماعات"، ومفهوم الاجتماع مفهوم شامل لدراسة الأحوال الاجتماعية، ولا يتخصص بمجتمع، وإنما يدرس حالة الفرد أو المجموعة، أو المؤسسة، أو المجتمع، وقد طور علم الاجتماع بشكل كبير في القرن التاسع عشر، ولكن وجوده وتأسيسه كان على يد العالم الكبير والمؤرخ والفيلسوف ابن خلدون، والذي سيتم ذكره لاحقًا، وأما عن تطور علم الاجتماع، فقد عرف علم الاجتماع باسمه الحالي أول مرة في عام 1838م.[٢]

والتي قد صاغها أوكست كومت آخذًا معناها من اليونانية والتي تعني صديقًا أو رفيقًا، وقد كان هدف مطور علم الاجتماع أوكست كومت، أن يجمع بعض العلوم كعلوم السياسة والتاريخ والاقتصاد وعلم النفس، وهو على قناعة بأن من يتقن دراسة تلك العلوم المختلفة مجتمعةً، فإنه سيتقن معالجة أية مشكلة بإتقانه لعلم الاجتماع الذي يشمل كل تلك العلوم، ولذلك يفهم أن توسع علم الاجتماع في القرن التاسع عشر، في حين أن تأسيسه كان يرتبط بصاحب فلسفة التاريخ والعمران البشري، والعلل العقلية والعلمية، ويندرج علم الاجتماع تحت حاضنة العلوم الإنسانية، وسيتم تاليًا ذكر تعريف المجتمع في علم الاجتماع.[٣]

مؤسس علم الاجتماع

هو العالم الكبير عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن خلدون، أبو زيد، وعرف بابن خلدون نسبةً لجده التاسع، وهو ذو أصول يمنية من حضرموت، ونشأ في أسرة غنية معرفية في الأندلس، فقد عُرف عن أسرته دورها الكبير في العلوم السياسية والدينية، ونقل عن المؤرخ ابن حيان قوله: "بيت ابن خلدون إلى الآن في إشبيلية نهاية في النباهة، ولم تزل أعلامه بين رياسة سلطانية ورياسة علمية"، وأما عن أبيه فقال ابن خلدون عنه "نزع عن طريقة السيف والخدمة إلى طريقة العلم والرباط، فقرأ وتفقه، وكان مقدمًا في صناعة العربية وله بصر بالشعر وفنونه"، وتعلم ابن خلدون على يد أبيه علم القراءات، وحفظ عليه القرآن، وتوسع ابن خلدون في التعلم، وعرف عنه الترحل في أرض الله، فقد تنقل بين تونس وبلاد الأندلس، حتى تعين قاضيًا في الفقه المالكي.[٤]

ومما يذكر من قصصه في ترحاله أنه عندما استقر به الأمر في الأندلس، وكان قاضيًا فيها، أرسله السلطان محمد بن يوسف للقاء ملك قشتالة، فسرّ منه الملك، وأجزل له العطايا والهدايا، وتحسن حاله حينها إلى أن خرج من الأندلس، بعد أن ساءت علاقته بالوزير لسان الدين بن الخطيب بسبب الوشاة الذين فرقوا بينهم، ولكن المؤسف في سيرته، أنه برع في وقت لم يعرف العالم الإسلامي فيه شيئًا من التمكين والهدوء، فقد شهد انهيارات ممالك ودولًا إسلامية عدة، ولكن بزغ نجمه فيما بعد وتنبه الأوروبيون لمكانة ابن خلدون، الذي يعد أول من أسس علم الاجتماع، وسيذكر لاحقًا مفهوم المجتمع في علم الاجتماع.[٥]

تعريف المجتمع في علم الاجتماع

يختلف تعريف المجتمع باختلاف العلم الذي يعرف فيه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه: تجمع بشري في نظام شبه مغلق، ومجموعة من الناس تعيش وفق أسس وقوانين متفق عليه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه: تجمع كتل سكانية في موقع معين، يتفق أفرادها على عادات وثقافات معينة،[٦]، وليس المجتمع بمفهومه السطحي فحسب، وإنما الأسرة مجتمع، إذ إن الطفل حين يتأهل ويخرج من مجتمعه المصغر وهي أسرته، يسعى ليكون فردًا فاعلًا في المجتمع، وبذلك تتشكل نواة المجتمعات، وإن المدرسة مجتمع، وإن القبيلة مجتمع، إذ تنطبق علها خصائص المجتمعات، إذ يتجمع أفرادها في موطن واحد، ويتبعون نفس التقاليد، ويتسم أغلبهم تحت نفس السمات، وتسودهم ثقافة واحدة، وإن ما يهيئ المجتمع الواحد ليكون على صورة رجل واحد، هو تكيف جميع أفراده مع الظروف نفسها، وخاصة الجغرافية، وأهم ما يميز المجتمع هو تعاون أفراده وتمسكهم ببعضهم، ويلبي كل فرد منهم حاجاته ومتطلباته، وهكذا يكون قد تم تعريف المجتمع في علم الاجتماع.[٧]

مجتمع المعلومات

بعد ذكر تعريف المجتمع في علم الاجتماع، يجب التطرق إلى تبسيط مفهوم مجتمع المعلومات، إذ تم التوسع في هذا المفهوم وتطويره مع تطور الحياة المعلوماتية، والتكنولوجيا، وتأثير ذلك التطور التكنولوجي والصناعي الباهر على ثقافات المجتمعات وتواصلها، مع أنه لم يظهر حديثًا جدًا، فقد ظهر مفهوم مجتمع المعلومات في عام 1930م، وبشكل أوسع، تتم في هذا العلم دراسة آثار الحاسوب بكل أشكاله، على المنظومة التعليمية الحديثة، وعلى حياة العمل والبيت، وأهم ما ذكر من البنود في تطوير برمجيات متعددة لخدمة عدد من النواحي الإنسانية والوطنية، ما يأتي:

  • ترويج استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في التطوير.
  • البنية التحتية للمعلومات والاتصالات.
  • إمكانية الوصول إلى المعلومات والمعرفة.
  • بناء مساحات حرة.
  • التوعية وبناء الإحساس بالثقة والأمان عند استخدام تقنية المعلومات والاتصالات.
  • تطوير بيئة صديقة لتقنية المعلومات والاتصالات.
  • تطوير برمجيات تخدم الحكومة الإلكترونية، إدارة الأعمال، التعليم، الصحة، التوظيف، البيئة، الزراعة والعلوم.
  • التنوع الثقافي واللغوي في المحتوى المعلوماتي المحلي.
  • الإعلام.

المراجع

  1. "علم الإنسان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  2. "ميادين علم الاجتماع (ج: 1) "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  3. "علم الاجتماع"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  4. "ابن خلدون والعصر الذي عاش فيه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  5. "من قضاة الإسلام: ابن خلدون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  6. "مجتمع"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
  7. "مجتمع"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
8012 مشاهدة
للأعلى للسفل
×