تعريف المنطق الصوري لغة واصطلاحًا

كتابة:
تعريف المنطق الصوري لغة واصطلاحًا


تعريف المنطق الصوري

تشير كلمة منطق في اللغة إلى النطق، وهو نوعان، نطق خارجي، تخاطب الذات فيه ذاتًا أخرى، وهنا يقصد به الكلام، أما النوع الثاني، فهو النطق الداخلي، وفيه تخاطب الذات نفسها، وهذا هو التفكير بعينه، وبذلك تكون الذات مدركةً عقليًا ما تنطق به للآخر، وهذا من دلائل وعي الإنسان بنفسه أثناء الكلام، وعد العلماء والمناطقة هذه السمة من السمات التي ينفرد بها الإنسان عن غير من الكائنات الحية.[١]


أما اشتقاق كلمة منطق في اللغات الأوروبية فيرجع أصله إلى الكلمة اليونانية "Logos" فيعني الكلام، وما وراءه من عمليات عقلية تدل على التفكير، والبراهين والحجج، ومن هنا اشتقت كلمة "Logic" من كلمة اللوغوس، لتدل على التفكير العقلي.[٢]


وهذا يسمى بالتفكير المنطقي، ويتخلله استدلال على الأحكام، وتقديم البراهين عليها، على أن تكون القضايا المنطقية مترابطة، وفق قواعد وشروط معينة تؤدي إلى نتائج لازمة عنها، ولأن المنطق علم كل العلوم أصبحت كلمة "Logos" ومرادفاتها موجودة في أسماء العلوم الأخرى.[٢]


وعرفت كلمة المنطق في اللغة العربية نقلًا عن اللغة السريانية، إلا أن العرب فضلوا اللفظة اليونانية، وميز العرب بين النطق الظاهري والنطق الباطني، أما النطق الظاهري فهو التكلم، والمنطق الباطني فهو إدراك المعقولات، وذلك بحسب تعريف العالم عبد القاهر الجرجاني. [١]


ماهية المنطق الصوري

إن المنطق الصوري هو المنطق الذي صاغه الفيلسوف اليوناني أرسطو، ويمكن تعريفه على أنه العلم الذي يبحث في القوانين العامة التي ينطوي عليها الفكر الإنساني بصرف النظر، عن مادة الفكر أو موضوعه، وبذلك يصون تفكير الإنسان من الزلل.[١]


لذلك لا يختص المنطق بعلوم معينة، بل عده العلماء المظلة التي ينطوي عليها كل العلوم والمعارف البشرية، ويتكون المنطق الصوري من مجموعة من القواعد والقوانين والشروط، التي يجب أن تنطبق على هذه العلوم والمعارف حتى تكون صادقة، وغير فاسدة.[١]


المنطق الأرسطي

يعد أرسطو واضع المنطق الصوري، ومؤسسه، وتم استخدام لفظ التحليلات كبديل عنه، ليدل على ما عرف لاحقًا بالمنطق الصوري، واستخدم ألفاظًا كالقياس والعلم البرهاني، للدلالة على المنطق، فالبرهان هو القياس المؤلف، واليقيني الذي لا يمكن الشك فيه، ويخرج بالصوت.[١]


أما العلم البرهاني، فهو العلم الحاصل في النفس من ذلك القياس الذي يهدف إلى البرهان، يقول أرسطو: "إن أول ما ينبغي أن نذكر هو الشيء الذي عنه فحصنا ها هنا، والغرض الذي إلى قصدنا، فأما الشيء الذي عنه نفحص فهو البرهان، وغرضنا العلم البرهاني"[١]


ويستخدم المنطق الصوري الرموز للتعبير عن القضايا، هذه الرموز خضعت لتطورات، وما يميز المنطق الصوري أنه منطق سابق على التجربة، مما يعني أن القضايا تكون صادقة أو كاذبة وفقًا لضرورة عقلية، وفي هذه الميزة يتميز عن باقي العلوم الطبيعية الخاضعة للمنهج التجريبي، إلا أن الرياضيات البحتة تعد أقرب العلوم له، لأنه يعتمد على استنباط النتائج من المقدمات الأولى.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح شترات خالد، تاريخ المنطق من الصورية إلى الرمزية عند روبير بلاشي، صفحة 14-17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب لدكتور سامي النشار، المنطق الصوري منذ أرسطو حتى عصورنا الحاضرة، صفحة 3-4-5. بتصرّف.
  3. "formal logic", britannica, Retrieved 16/1/2022. Edited.
5859 مشاهدة
للأعلى للسفل
×