محتويات
الهجرة النبوية لغة واصطلاحًا
جاء في معجم لسان العرب لابن منظور أنَّ الهجرة مأخوذةٌ من الهَجر وهو ضدُّ الوصل، ومفهوم الهجرة هو ترك أرضٍ والخروج منها إلى أرضٍ أخرى،[١] وورد في معجم اللُّغة العربيَّة المعاصرة أنَّ الهجرة في الُّلغة هي اسم مرَّةٍ من الهجر،[٢] وبهذا فيمكن التَّعبير عن الهجرة في اللُّغة بالتَّرك.
وتعريف الهجرة اصطلاحًا: هي الانتقال من شيءٍ إلى آخر، والهجرة في الإسلام هي الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمان أو الانتقال من أرض الكفر إلى أرض الإيمان؛ خوفًا على الدِّين، كما عرَّف الجرجاني الهجرة في كتابه التعريفات بأنَّها: "ترك الوطن الذي بين الكفار والانتقال إلى دار الإسلام".[٣]
أمَّا الهجرة النَّبويَّة في الاصطلاح فهي مختصَّة بانتقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه من المسلمين من مكَّة إلى المدينة قبل فتح مكَّة.[٤]
أسباب ونتائج الهجرة النبوية
فيما يأتي بيان لأسباب ونتائج الهجرة النبويَّة:
أسباب الهجرة النبوية
كان للهجرة النبويَّة الكثير من الأسباب والدوافع، ومنها ما يأتي:[٥]
- عدم قبول أهل مكَّة وسادات قبيلة قريش لدعوة الإسلام، ومحاربتهم للدين الإسلامي وللرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.
- استعداد المدينة وأهلها لقبول دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والدخول في الإسلام والدِّفاع عنه.
- إيذاء المشركين لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ونعتهم له بأوصافٍ هو منها براء كقولهم: هو ساحرٌ أو شاعرٌ، ومحاولتهم قتله.
- تعذيب كفَّار قريش للمسلمين وإيقاع صنوف العذاب بهم حتى إنَ بعضهم قد استُشهد وهو يُعذَّب كآل ياسر.
- ضرورة الهجرة لإقامة دولة الإسلام والتَوحيد.
- الهجرة هي طريق الأنبياء الكرام لنشر الدَّعوة وإعلاء شأن الدِّين.
نتائج الهجرة النبوية
نتجت عن الهجرة النبويَّة مجموعةٌ من النتائج، ومنها ما يأتي:[٦]
- تحقيق التَّكافل الاجتماعي من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
- بناء الدَّولة الإسلاميَّة من خلال إقرار طبيعة العلاقة بين جميع أطياف المجتمع من مسلمين ويهود.
- بناء الاقتصاد الإسلامي عن طريق تشجيع المسلمين على الاهتمام بالتِّجارة وعدم تركها حكرًا على اليهود من خلال إنشاء سوقٍ خاصٍ بهم.
- تكوين القوَّة العسكريَّة وشراء الأسلحة وتدريب المسلمين وتعلُّمهم فنون القتال.
- إنشاء البيوت التربويَّة المتمثِّلة بالمساجد، فالمسجد كان بمثابة البيت الذي ربَّى فيه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه.
- نشر الدين الإسلامي، ودخول عدد كبير من الناس في الإسلام.
مواقف تدلّ على ثبات النبي أثناء الهجرة إلى المدينة
كان طريق الهجرة من مكَّة إلى المدينة محفوفاً بالمخاطر، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه- مهاجران إلى المدينة وقريش ترسل الفرسان وتضع الجوائز لمن يأتي بخبرٍ عنهم، ولكنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان ثابتاً في جميع مراحل الهجرة النبويَّة، ومن المواقف التي تدلُّ على ثباته:[٧]
- قال أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-: (كُنْتُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الغارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بأَقْدامِ القَوْمِ، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لو أنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قالَ: اسْكُتْ يا أبا بَكْرٍ، اثْنانِ اللهُ ثالِثُهُما)،[٨] فرسول الله موقنٌ بحماية الله ورعايته لأنبيائه وأوليائه.
- لحق سراقة بن مالك برسول الله وصاحبه في طريق الهجرة وأصبح قريبًا منهما، فصار أبو بكرٍ يلتفت كثيرًا خوفًا من إدراك سراقة لهما وعلم قريش بمكانهما وإفشال الهجرة، ولكنَّ رسول الله لم يكن يُكثر الالتفات ليقينه بعدم قدرة سراقة ولا قريش على إدراكه وصاحبه.
المراجع
- ↑ ابن منظور، كتاب لسان العرب، صفحة 250. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر، كتاب معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 326. بتصرّف.
- ↑ الجرجاني، الشريف، كتاب التعريفات، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، كتاب الحديث الموضوعي، صفحة 32-33. بتصرّف.
- ↑ "أسباب ونتائج الهجرة النبوية"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/8/2021. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، كتاب أصول الدعوة وطرقها 3، صفحة 171-175. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، كتاب أصول الدعوة وطرقها 3، صفحة 160-161. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3922، حديث صحيح.