تعريف الوقف الكافي
القارئ المتقن للتلاوة يُحسن الوقف والابتداء أثناء قراءة آيات القرآن الكريم، وسنتعرف على الوقف الكافي الذي يُعد نوعاً من أنواع الوقف الجائز الاختياري فيما يأتي:[١]
- تعريف الوقف الكافي: هو قطع الصوت عند كلام تم معناه ومقصوده، ولكنه تعلق بما بعده بالمعنى لا باللفظ واللغة.
- أسماء الوقف الكافي: يطلق العلماء على الوقف الكافي أسماء عدّة ومنها؛ الوقف الصالح، الوقف المفهوم، الوقف الجائز.
حكمه
الوقف الكافي يجوز ويحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده، مثل الوقف على الوقف التام، ولكن الوقف في الوقف التام يكون أكثر حسناً وأعلى درجة من الوقف الكافي، وسمي الوقف كافياً؛ للاكتفاء والاستغناء عما بعده؛ فالوقوف عنده يوصل معنى تام للقارئ؛ لأنه لا يتعلق بما بعده في اللفظ، وهو من أكثر أنواع الوقوف وروداً في القرآن الكريم.[٢]
علامته
يتعلق بالوقف الكافي علامتان في رسم القرآن الكريم، سنذكرهما فيما يأتي:[٣]
- (ج)؛ وهي علامة تدل على الوقف الاختياري الجائز الكافي مستوي الطرفين؛ فيجوز فيه الوصل أو الوقف، أي يستوي للقارئ ويصح له الوصل في القراءة أو الوقف.
- (صلى)؛ وهي علامة تدل على الوقف الاختياري الجائز الكافي؛ أي يجوز للقارئ وصله أو الوقف عليه والوصل أولى، فحرف (الصاد) يدل على الوصل، و (لى) تدل على أن الوصل أولى وأكمل، فيُفهم منه أن الوقف جائز لكن الوصل أولى.
أمثلة على الوقف الكافي
القارئ للقراء الكريم يلاحظ علامتي الوقف الكافي بكثرة، وسنذكر بعض الأمثلة على الوقف الكافي فيما يأتي:
- الوقف على كلمة (مِنَّا)، وكلمة (الْعَلِيمُ)، في قول الله -تعالى-: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[٤] فالوقف على هاتين الكلمتين يوصل للقارئ معنى كافي وواضح.[٥]
- الوقوف على كلمة (أَذِلَّةً)، في قول الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ)،[٦] فالوقف هنا أفاد معنى تام وكافي، ولم يتعلق بما بعده من ناحية اللفظ والإعراب وإنما تعلق بما بعده بالمعنى فأصبح الوقف كافياً.[٧]
- الوقف على ما يأتي في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ)،[٨] يعد وقفاً كافياً؛ لأن المعنى وصل للقارئ والسامع تاماً كافياً ولم يتعلق بما بعده بالإعراب وإنما بالسياق؛ فالسياق لا زال متناسقاً لنفس المعنى.[٧]
- الوقف على كلمة (مُّصْبِحِينَ)، وكلمة (وَبِالَّيْلِ)، في قول الله -تعالى-: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)،[٩] يعد وقفاً كافياٌ.[١٠]
- الوقف في قول الله -تعالى-: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون).[١١]
- الوقف في قول الله -تعالى-: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا).[١٢]
- الوقف في قول الله -تعالى-: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ).[١٣]
- الوقف في قول الله -تعالى-: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا).[١٤]
المراجع
- ↑ إبراهيم الدوسري، مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات، صفحة 136- 137. بتصرّف.
- ↑ فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 205. بتصرّف.
- ↑ خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:127
- ↑ إبراهيم الدوسري، مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات، صفحة 136. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:34
- ^ أ ب فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 205. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:4
- ↑ سورة الصافات، آية:137
- ↑ صفوت سالم، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد، صفحة 86. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:3
- ↑ سورة البقرة، آية:9
- ↑ سورة البقرة ، آية:68
- ↑ سورة الكهف ، آية:56