تعريف بالإمام البيضاوي

كتابة:
تعريف بالإمام البيضاوي


تعريف بالإمام البيضاوي

اسم الإمام ومولده

هو الإمام قاضي القضاة عبد الله بن عمر بن محمد بن علي، أبو الخير، ناصر الدين، البيضاوي، والمكنى بأبي الخير، وقد ولد الإمام البيضاوي - رحمه الله- في بلدة البيضاء- وهي بلدة تابعة لمدينة شيراز في بلاد الفرس، وقد لُقّب الإمام بألقاب متعددة، منها: البيضاوي نسبة لمدينة البيضاء، ويلقب أيضا الإمام بالشيرازي نسبة لمدينة شيراز.[١]


وأما بالنسبة لتاريخ مولده فلم يشر أحد من المؤرخين -الذين كتبوا عنه- إلى تاريخ ولادته، ولعل السبب يعود للحروب التي اجتاحت الناس بتلك الفترة، ومع ذلك اجتهد البعض في الدراسة والبحث في معرفة تاريخ ولادة البيضاوي، فكانت نتيجة هذه الدراسة والبحث أنه وُلد في أوائل القرن السابع الهجري أو قبله بيسير.[١]


نشأته ورحلاته

لقد نشأ الإمام البيضاوي -رحمه الله- في بداية حياته في بلدة البيضاء، ومن ثم انتقل إلى مدينة شيراز، وكانت في ذلك الوقت عاصمة بلاد الفرس، وكانت هذه المدينة ملجأ الأدباء والعلماء والشعراء الهاربين من المغول، وقد اشتغل الإمام منذ الصغر بطلب علوم الأدب والعربية، والفقه وأصوله، والتفسير والحديث، وغيرها من العلوم والفنون المتنوعة.[٢]


وأما رحلات الإمام البيضاوي -رحمه الله تعالى- فبعد انتقاله من بلدة البيضاء وهو صغير إلى مدينة شيراز لم يحتج إلى رحلات لطلب العلم؛ وذلك لأن مدينة شيراز كانت مليئة بكبار العلماء والأدباء والشعراء، وفيها الأمان والاستقرار بعيدة عن المغول، مما ساهم ذلك في تلقي البيضاوي العلم داخل مدينة شيراز دون الحاجة إلى الترحال.[٣]


وبناء على ذلك فلم يكن للإمام البيضاوي -رحمه الله تعالى- أكثر من رحلتين في حياته:[٣]

  • رحلته الأولى

كانت من بلدة البيضاء إلى مدينة شيراز والتي عاش فيها أكثر حياته، وتلقى طلب العلم فيها، وتولى فيها منصب قاضي القضاة.

  • رحلته الثانية

من مدينة شيراز إلى مدينة تبريز بعد أن ترك القضاء في مدينة شيراز.


وتجدر الإشارة هنا إلى أن علماء التاريخ لم ينقلوا شيئا عن الحياة الأسرية للإمام البيضاوي.


مكانة الإمام العلمية

حَظِي الإمام بمنزلة عالية ورفيعة بين العلماء، وطلاب العلم، سواء في أيام عصره وفي الوقت الحاضر، حيث كان الإمام البيضاوي من كبار العلماء في التفسير وأصول الفقه، وقد تفقه على مذهب الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-، و كان أبوه وجدّه أيضاً من علماء المذهب الشافعي.[٤]


وقد تتلمذ له كثيرون في المذهب الشافعي، واهتم العلماء في كتبه وخاصة كتاب "أنوار االتنزيل وأسرار التأويل"، وأيضا "كتاب الغاية القصوى في دراية الفتوى"، و"كتاب منهاج الوصول في معرفة الأصول"، وغيرها الكثير من الكتب التي لاقت قبولًا بين العلماء.[٤]


مؤلفاته

كان للإمام البيضاوي -عليه رحمة الله- مؤلفات كثيرة، وقد اهتم العلماء بها، وتلقت القبول عندهم، وكثير من هذه المؤلفات أصبحت كتبًا تدرس في الجامعات والمعاهد الإسلامية، بالإضافة أنها مصادر لا يستغني عنها طالب العلم في أبحاثه ودراساته، ومن أبرز هذه المؤلفات التي قد كتبها الإمام البيضاوي -رحمه الله تعالى-:[٥]

  • كتاب أنوار االتنزيل وأسرار التأويل، وهو كتاب في التفسير، وقد أطلق عليه البعض كتاب مختصرالكشاف.
  • كتاب الغاية القصوى في دراية الفتوى.
  • كتاب منهاج الوصول في معرفة الأصول.
  • كتاب نظام التواريخ، وقد كتبه باللغة الفارسية.
  • كتاب مطالع الأنوار، وهو في أصول الدين والتوحيد.
  • كتاب شرح المحصول في أصول الفقه للرازي.
  • كتاب مرصاد الأفهام إلى مبادئ الأحكام وهذا الكتاب شرح لمختصر المنتهى لابن الحاجب.
  • كتاب شرح المطالع وهو كتاب في المنطق.
  • كتاب الإيضاح وهو كتاب في أصول الدين.
  • كتاب شرح الكافية لابن حاجب وهو في النحو.
  • كتاب لب اللباب في علم الإعراب.
  • رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها، وهو مخطوط.
  • كتاب شرح التنبيه وهو في أربع مجلدات.
  • كتاب تهذيب الأخلاق، وهذا الكتاب في التصوف.
  • كتاب الغاية القصوى في دراية الفتوى، وهو مخطوط في الفقه الشافعي.
  • كتاب تحفة الأبرارأو شرح المصابيح، وهو كتاب فى الحديث، شرح فيه كتاب مصابيح السّنة للبغوي.


وفاة الإمام البيضاوي

وقد توفي الإمام البيضاوي -عليه رحمه الله تعالى- في مدينة تبريز سنة 685هـ أو 691هـ ، وقد ذكر الشهاب الخفاجي في حاشية التفسير أنه توفي سنة 719هـ، وذكر بعض العلماء أنّ هذا الكلام لا يعوّل عليه.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب تاج الدين السبكي، كتاب الإبهاج في شرح المنهاج، صفحة 25-26. بتصرّف.
  2. تاج الدين السبكي، كتاب المنهاج في شرح المنهاج، صفحة 30. بتصرّف.
  3. ^ أ ب تاج الدين السبكي، كتاب الإبهاج في شرح المنهاج، صفحة 31. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 750. بتصرّف.
  5. ناصر الدين البيضاوي، تفسير البيضاوي، صفحة 10. بتصرّف.
  6. شمس الدين ابن الغزي، كتاب ديوان الإسلام، صفحة 258. بتصرّف.
6752 مشاهدة
للأعلى للسفل
×