محتويات
تعريف بسورة الأعراف
معلومات عامة عن سورة الأعراف
تعدُّ سورة الأعراف من السُّور المجمع عليها أنَّها مكيّة،[١] ويبلغ عدد آياتها مئتين وست، وكلماتها ثلاثة آلاف وثلاثمئة وخمس وعشرين، وحروفها أربعة عشر ألفاً وعشرة،[٢] أمّا ترتيبها بين السور في القرآن الكريم فهي السابعة، وترتيبها بين السور التي بُدئت بحروف الهجاء من حيث النزول فهي الرابعة، وترتيبها بين طِوال السور من حيث النزول فهي الأولى.[٣]
تسمية سورة الاعراف
سُمّيت سورة الأعراف بهذا الاسم لاحتوائها على لفظ الأعراف الذي لم يذكر فيما سواها من سور القرآن الكريم،[٤] وذلك في قول الله -تعالى-: (وَبَينَهُما حِجابٌ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ)،[٥] ولحديثها أيضاً عن حال أهل الأعراف في الآخرة بذكر لفظ الأعراف، وهو ما لم يتمُّ الحديث عنه بهذا اللفظ فيما سواها من السور.[٦]
نزول سورة الأعراف
نزلت سورة الأعراف في السنة العاشرة من البعثة في الفترة الزمنية الواقعة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج،[٧] وسبب نزولها ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- بأنّ امرأة كانت تطوف عريانة وتطلب مَن يعيرها ما تستر به عورتها،[٨] حيث قال -رضي الله عنه-: (كَانَتِ المَرْأَةُ تَطُوفُ بالبَيْتِ وَهي عُرْيَانَةٌ، فَتَقُولُ: مَن يُعِيرُنِي تِطْوَافًا؟ تَجْعَلُهُ علَى فَرْجِهَا، وَتَقُولُ: الْيَومَ يَبْدُو بَعْضُهُ، أَوْ كُلُّهُ،... فَما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}).[٩][١٠]
التناسب في سورة الاعراف
تجدر الإشارة إلى التناسب في سورة الأعراف من حيث عدّة أمور، وهي كما يأتي:[٢]
- تناسب سورة الأعراف مع السورة السابقة لها: تسبق سورة الأعراف سورة الأنعام التي تتحدث عن عِدَّة قضايا بشكل موجز كبعثة الرسول، وبيان الخلق والقرون السابقة، وقد جاءت سورة الأعراف بعدها لتوضِّح وتشرح ما كان عامَّاً وموجزاً فيها.
- تناسب سورة الأعراف مع طوال السور: تُعدّ سورة البقرة أكثر السور ذكراً لأصول الإسلام والعقيدة بما في ذلك من توحيدٍ، وبعثٍ، والحديث عن أهل الكتاب والمشركين، وقد جاءت طوال السور مُتمِّمة لِما فيها، فالسّور الثلاث الأولى وهي آل عمران، والنساء، والمائدة؛ فصلَّت في الحديث عن أهل الكتاب، ثمّ فصلَّت سورة الأنعام في الحديث عن المشركين، وجاءت بعد ذلك سورة الأعراف مُتمِّمة لذلك، فذكرت سُنن الله مع الأنبياء والمرسلين، وأقوامهم من أهل الكتاب والمشركين جميعاً.[١١]
- التناسب داخل سورة الأعراف: تحدَّثت آيات السورة عن العديد من القصص بشكل منسجم، وأحداث متسلسلة، لا سيما في الحديث عن قصص الرسل ودعوتهم من زمن آدم -عليه السلام- إلى زمن رسول الله، وما واجهه الرسل من صعوبات في طريق الدعوة، وأخيراً بيان حال ومصير كُلٍّ من الكافرين والمؤمنين في الدنيا والآخرة.[١٢]
- التناسب في اسم سورة الأعراف: يُقصد بالأعراف المكان المرتفع الذي يجلس فيه من تساوت حسناته وسيئاته، وكذلك سورة الأعراف التي تزيد في الإيمان وترفعه، وذلك بتذكر الحقيقة الأولى التي لا يعلوها شيء، وهي الايمان بالله -تعالى-.[١٣]
مواضيع سورة الأعراف
هناك عِدَّة مواضيع تناولتها سورة الأعراف منها ما يأتي:[١٤]
- تثبيت رسول الله ومؤازرته والتسلية عنه؛ لما واجهه من تكذيب الكافرين له.
- الحديث عن توحيد الله -تعالى- والبعث وعرض الادلّة التي تُثبت ذلك.[١٥]
- الحديث عن خلق الانسان، وذكر قِصة آدم -عليه السلام- ونزوله إلى الأرض.[١٦]
- الحديث عن الميثاق الذي أخذه الله على عباده في قوله -تعالى-: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ).[١٧]
المراجع
- ↑ الفيروز آبادي (1416)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 203، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار طوق النجاة، صفحة 205، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 85-87، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، سلسلة محاسن التأويل، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:46
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية، صفحة 5، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 95، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح زاد المستقنع الحجاوي، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3028 ، صحيح.
- ↑ خالد المزيني (1427)، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة (الطبعة 1)، الدمام:دار ابن الجوزي، صفحة 541، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ فهد الرومي (1407)، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (الطبعة 1)، السعودية:إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ، صفحة 719، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ عادل أبو العلاء (1425)، مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور، المدينة المنورة:الجامعة الاسلامية، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي، مصر:أخبار اليوم، صفحة 4556، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ الفيروز آبادي (1416)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 204، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد دروزة (1383)، التفسير الحديث، القاهرة:دار إحياء الكتب العربية ، صفحة 361، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:172