محتويات
تعريف بسورة الإنسان
هي السورة السادسة والسبعون في ترتيب القرآن، وعدد آياتها إحدى وثلاثون آية، وقد تعدّدت أسماؤها: يقال لها سورة الدهر، والأمشاج، والأبرار، وهل أتى على الإنسان، فعن أبي هريرة قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر بـ (ألم تنزيل) السجدة، وهل أتى على الإنسان)،[١] إلّا أنّ الثابت من اسمها أنّها سورة الإنسان.[٢]
هل هي سورة مكية أم مدنية
تعدّدت آراء العلماء في ذلك على عدة أقوال، وهي:[٣]
- الأول: ذهب عطاء، وابن يسار، ومقاتل، والكلبيّ وابن عباس، إلى أنّها سورة مكية.
- الثاني: ذهب الجمهور؛ ومنهم مجاهد وقتادة، إلى أنها سورة مدنية كلها.
- الثالث: ذهب الحسن وعكرمة، إلى أنّها مدنية إلّا آية واحدة، وهي: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً).[٤]
- الرابع: ذهب الماوردي إلى أن أوّلها مدني، إلى قوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً)،[٥] ومن هذه الآية إلى آخر السورة هي مكية.
مناسبتها لما قبلها
تتعلّق سورة الإنسان بما قبلها بعدّة وجوه منها:[٦]
- عرضت سورة القيامة الكثير من الأدلة الدالة على قدرة الله -تعالى-، وعلى إمكان البعث ووقوع يوم القيامة، وكل ذلك إنما يدور حول الإنسان وأعماله؛ فهو الذي يحاسَب ويلقى الجزاء، فجاءت سورة خاصة باسم "الإنسان"؛ لتكون مرآة ينظر فيها إلى نفسه ويحاسبها، ويعلم مسيرة حياته ويخاف يوم الحساب.
- ذكر الله تعالى في آخر السورة السابقة، مبدأ خلق الإنسان من نطفة، ثم جعل منه الصنفين: الرجل والمرأة، ثم ذكر في مطلع سورة الإنسان أنه خلق آدم وهو أبو البشر، وجعله سميعاً بصيراً، ثم هداه الله -تعالى- السبيل، وما ترتب عليه من انقسام البشر إلى نوعين: شاكر وكافر.
- أجمل في سورة القيامة وصف حال الجنة والنار، ثم فصّل أوصافهما في هذه السورة؛ وأطنب في وصف الجنة.
- ذكر -سبحانه- في سورة القيامة الأهوال التي سيلقاها الكفار يوم القيامة، وذكر في هذه السورة ما يلقاه الأبرار من النعيم.
من مقاصد سورة الإنسان
من أهم مقاصد سورة الإنسان، ما يأتي:[٧]
- تذكير الإنسان بنعم الله -تعالى- عليه
الله -تعالى- خلقه من نطفة، وأنعم عليه السمع والبصر وهداه السبيل، فمن أطاع الله -تعالى- أعدّ الله له النعيم الدائم العظيم، ومن كفر به وأصرّ على كفره فله سوء العاقبة.
- إثبات أن هذا القرآن من عند الله -تعالى-
وقد أمر الله -تعالى- الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمته بالصبر، والإكثار من ذكر الله -تعالى- بكرة وأصيلاً، فيُدخل الله من يشاء في رحمته، ويُعدّ للظالمين عذاباً أليماً.
ما اشتملت عليه السورة
اشتملت سورة الإنسان على عدّة أمور يمكن إيجازها في بعض النقاط وهي:[٨]
- اهتمت بالحديث عن أحوال الآخرة، ولا سيّما نعيم الأبرار في دار الخلد والنعيم.
- افتتحت السورة بالكلام عن مبدأ خلق الإنسان، وتزويده بحواس السمع والبصر، وهدايته السبيل، ثم انقسامه إلى فئتين: شاكر وكفور، والإخبار عن جزاء الشاكرين والجاحدين، ووصف الجنة والنار.
- ثم أشادت بأعمال الشاكرين من الوفاء بالنذر، وإطعام الطعام لوجه الله، والخوف من عذاب الله -تعالى-، وأردفت ذلك بوصف ما لهم عند ربهم من الجنان، والثواب والفضل والإكرام.
- ثم أبانت مصدر تنزيل القرآن، وأمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالصبر الجميل، وذِكر الله -تعالى-، وقيام الليل.
- ونوّهت بشيء تضمنته السورة السابقة؛ وهي سورة القيامة وهو: حب الدنيا العاجلة وترك الآخرة، وتهديدهم بتبديل أمثالهم إن داموا على الكفر والعناد.
- اختتمت السورة الكريمة بإعلان أنّ القرآن الكريم تذكرة وعظة لجميع البشر، وندبهم إلى الإيمان والعمل بما جاء فيه.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:40، حديث صحيح.
- ↑ عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 349. بتصرّف.
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية:24
- ↑ سورة الإنسان، آية:23
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 279. بتصرّف.
- ↑ محمد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 212. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 280. بتصرّف.