تعريف تمييز النسبة

كتابة:
تعريف تمييز النسبة


تعريف تمييز النسبة

التمييز هو اسمٌ نكرة يأتي ليُبين نوع أو جنس ما قبله، أو يوضح النسبة فيه، وحكمه النصب[١]، وجاء في ألفية ابن مالك: [٢]

اسمٌ بمعنى (مِنْ) مُبينٌ نَكِرة * يُنصب تمييزاً بما قد فَسَّره، وهو نوع من أصل نوعين للتميز هما تمييز الذات وتمييز النسبة.[٣]


مواضع تمييز النسبة

يأتي تمييز النسبة لإيضاح الإبهام المُتضَمَّن في جملةٍ إذا كانت تدل على معنى مجمل، لذلك يُسمى بتمييز الجملة، أو تمييز النسبة، وفي كثير من الأحيان يُسمى بالتمييز الملحوظ، ومثال على ذلك قولنا: ازداد زيدٌ علماً؛ فجملة (ازداد زيدٌ) تعطينا معنى مبهم غير واضح، وعندما جاء التمييز (علماً) رفع الإبهام والغموض عن معنى الجملة، والعامل في تمييز النسبة هو معنى الجملة[٤]، ويكثر تمييز النسبة بعد ما يلي:[٥]

  • بعد صيغة (أفعل) التفضيل، مثل: أكثر، أشّد، أعظم، مثل قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)[٦]، حُبّاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • بعد كلمات (حَسُن، ساء، كَبُر، ازداد)، مثل قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)[٧]، مُرتفقًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • الوصف بعد الفعل (كفى)، مثل قوله تعالى: (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)[٨]، حسيبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.


أصل تمييز النسبة

يمكن الإشارة إلى تمييز النسبة بحسب أصله إلى ما يأتي:[٩]

  • التمييز المحول عن الفاعل: مثل قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)[١٠] - شيباً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة - ويعني أن الأصل في المعنى (اشتعل شيب الرأس).
  • التمييز المحول عن المفعول به: مثل قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)[١١] - عيوناً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة - ويعني أن الأصل في المعنى (وفجرنا عيون الأرض).
  • التمييز المحول عن المبتدأ: مثل قوله تعالى: (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)[١٢] - مالاً ونفراً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة - الأصل في المعنى (مالي أكثر من مالك ونفري أعز من نفرك).
  • وردت أساليب عن العرب أصلها ليس بفاعلٍ أو مفعولٍ أو مبتدأ: مثل قولنا: لله درُّ خالد بن الوليد فارساً - فارساً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة - والمقصود من الجملة التعجب من فروسية خالد بن الوليد.


أمثلة على تمييز النسبة

فيما يأتي أمثلة على تمييز النسبة:

  • قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).[١٣]
  • قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ).[١٤]
  • قوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا).[١٥]
  • قوله تعالى: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ).[١٦]
  • قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً).[١٧]
  • قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ).[١٨]
  • قوله تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ).[١٩]
  • قوله تعالى: (خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً).[٢٠]

المراجع

  1. محمود ياقوت ، النحو التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم، صفحة 792. بتصرّف.
  2. عبد اللطيف الخطيب ، متن ألفية ابن مالك، صفحة 24.
  3. خالد عبد العزيز ، النحو التطبيقي، صفحة 469. بتصرّف.
  4. عبده الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 257 - 260. بتصرّف.
  5. خالد عبد العزيز ، النحو التطبيقي، صفحة 275 - 276. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:165
  7. سورة الكهف، آية:29
  8. سورة النساء، آية:6
  9. محمود ياقوت ، النحو التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم، صفحة 793 - 794. بتصرّف.
  10. سورة مريم، آية:4
  11. سورة القمر ، آية:12
  12. سورة الكهف، آية:34
  13. سورة القمر، آية:12
  14. سورة آل عمران ، آية:90
  15. سورة النساء، آية:69
  16. سورة الصف، آية:3
  17. سورة الإسراء ، آية:65
  18. سورة المائدة، آية:82
  19. سورة التوبة، آية:81
  20. سورة الفرقان، آية:76
6245 مشاهدة
للأعلى للسفل
×