محتويات
الإخشيديون
الإخشيديّون هم بنو إخشيد، وهم من سلالة تركيّة مستعرِبة، حكَمَ الإخشيديون مصر وبلاد الشام من عام 935م إلى عام 969م، وكانت عاصمتهم الفسطاط، وتنحدر الأسرة الإخشيدية من أحد القادة العسكريين في الصغد الواقعة في طاجكستان اليوم، وتشير الروايات التاريخية إلى أنَّ أوَّل من عرف من هذه الأسرة هو جف بن يلتكين، وقد جاء جفّ إلى العراق بأمر من الخليفة المعتصم، وفي العراق انضم إلى جيش المعتصم في سامراء، وكان لجفِّ هذا أولاد كُثر، ويُعدُّ حفيد جفّ والذي كان اسمه محمد بن طغج بن جفّ مؤسس الدولة الإخشيدية، وفي هذا المقال تعريف حول الدولة الإخشيدية وحديث عنها منذ نشوئها حتَّى سقوطها.
تعريف حول الدولة الإخشيدية
في تعريف حول الدولة الإخشيدية، الدولة الإخشيدية أو دولة بني أخشيد، هي دولة إسلامية أسسها رجل اسمه مُحمَّد بن طُغج وكان إخشيدًا في مصر، ومُحمَّد بن طُغج هو مملوك تركي، عيِّنَ واليًا على مصر من قبل الخليفة العباسي أبو العبَّاس مُحمَّد الراضي بالله، فشر الأمن وضبط البلاد، وقضى على حركات المتمردين على الدولة العباسية، كما استطاع أن يكسر شوكة الفاطميين الذي كانوا يحاولون الاستقلال بمصر عن حكم العباسيين، وبسبب هذه الأعمال منح الخليفةُ العباسي واليَ مصر محمد بن طُغج تشريفًا فارسيًا وهو لقب الإخشيد، وبعد أن منحه هذا اللقب، قام الإخشيد بإعلان استقلال مصر عن الدولة العباسية، ووسَّع حدود دولته فضمَّ إليه الحجاز والشام وفلسطين وحمص والأردن، وقد كان حازمًا شديدًا فطنًا في شؤون الحرب.[١]
وبعد وفاة الإخشيد تولَّى كافور الإخشيدي حكم مصر، وهو أطول أمراء الإخشيديين حكمًا، فقد حكم 22 سنة من أصل 34 عامًا وهو عمر الدولة الإخشيدية كاملة، وكان كافور من أهم أمراء الإخشيدين فقد تصدَّى للفاطميين القادمين من أفريقيا في غير مرة، وبعد وفاته اختل توازن الإخشيديين، وتولَّى بعده صبي صغير في عمر الحادية عشر من عمره، وهو أبو الفوارس أحمد حفيد الإخشيد محمد بن طغج، وفي عهد هذا الصبي سقطت مصر بيد الفاطميين وانتهى عهد الدولة الإخشيدية إلى الأبد.[١]
أمراء الدولة الإخشيدية
بعد أخذ تعريف حول الدولة الإخشيدية، جدير بالذكر إنَّ الدولة الإخشيدية لم تَدُم طويلًا، حيث استمرَّت منذ عام 935م إلى عام 969م أي حوالي 34 عامًا فقط، وقد ظهرت الدولة الإخشيدية أوَّل ما ظهرت تحت حكم الإِخشيد محمد بن طغج والذي توفِّي عام 946م، فخلَفه في حكم الدولة الإخشيدية أبو القاسم أونوجور وكان صغير السن، فتولَّى كافور الإخشيدي الوصاية عليه، وحكم البلاد بقوة أثناء وصاية أبي القاسم أونوجور، وكان فترة قيادة كافور للدولة فترة عظيمة، حيث استطاع أن يضبط كلَّ المناطق التابعة للدولة الإخشيدية في مصر، وبقيت البلاد تحت حكم كافور حتَّى توفِّي أونوجور سنة 961م، وخلفه في الحكم أبو الحسن علي بن محمد الإِخشيد والذي كان يبلغ ثلاثة وعشرين سنة من الحكم، ولكنَّه بقي تحت وصاية كافور الذي أعطاه مخصصات كثيرة وتركه في القصر وحكم البلاد بنفسه.[٢]
وتشير الروايات إلى أنَّ علي بن محمد الإِخشيد حاول إزاحة كافور عن الحكم ولكنه فشل، فضيَّق كافور عليه، حتَّى مات علي بن محمد سنة 965م، وبعد وفاته خرج كافور بوثيقة أعلن فيها أنَّه أمير إمارة مصر الإخشيدية فدعا له الناس في المنابر باسم الخليفة، وبقي كافور حاكمًا حتَّى وفاته عام 968م، وبعد كافور عُقدت الولاية لأحمد بن علي بن محمد الإِخشيد وكان صبيًّا لا يستطيع حكم البلاد، فاستغل الحسن بن عبيد الله بن طغج الذي كان في الشام صغر سن الأمير الجديد، فسار إليه واستولى على أمواله، ولكنَّ الفاطميين كانوا أسرع منه، فدخلوا مصر وسقطت الدولة الإخشيدية عام 969م في مصر، ثمَّ سقطت في الشام عام 970م، والله أعلم.[٢]
علاقة الإخشيديين بالحمدانيين
كانت علاقة الدولة الإخشيدية بالدولة الحمدانية التي كانت في حلب غريبة بعض الشيء، فقد كانوا متعادين تارةً ومتهادنين تارة أخرى، أمَّا العداوة بينهما فبدأت عندما ثبَّت سيف الدولة الحمداني حكمه في حلب، وعلم بضعف النفوذ الإخشيدي في الشام، زوحف سيف الدولة نحو الجنوب واستولى على قنسرين وأنطاكية وحِمص، وبدأ بتجهيزِ جيش لدخول دمشق، فأرسل الإخشيديون جيشًا كبيرًا لصدِّ سيف الدولة، وكان اجيش بقيادة كافور الإخشيدي، ولكنَّ كافور انهزم أمام الحمدانيين الذين تابعوا زحفهم نحو دمشق.[١]
حينَئذٍ، انشغل الإخشيد في مصر بصد هجمات الدولة الفاطمية، فعرض هدنة على سيف الدولة الحمداني على أن يقتسم معه بلاد الشام، ولكنَّ سيف الدولة رفض عرض الإخشيد وهدده بالزحف نحو مصر، فلم يبق أمام الإخشيديين إلَّا القتال، فاصطدم الإخشيديون بالحمدانيين من جديد وانتصروا عليهم هذه المرة، ووصل الإخشيديون إلى حلب، وعندما علم الإخشيديون أنَّ الحرب مع الحمدانيين لن تنتهي بهذه السهولة، عقدوا صلحًا معهم واقتسموا بلاد الشام، كما وطدوا العلاقة بين بعضهم حيث تزوج سيف الدولة فاطمة ابنة أخي الإخشيد عُبيد الله بن طُغج، فاستقرَّت الأحوال بين الدولتين.[١]
سقوط الدولة الإخشيدية
في ختام ما جاء من تعريف حول الدولة الإخشيدية، لا بدَّ لكلِّ دولة في هذا العالم من الانهيار والفناء، فالبقاء لله وحده، وهذا كان مصير الدولة الإخشيدية أيضًا، فبعد أن تُوفِّي كافور الإخشيدي في شهر نيسان أبريل عام 968م، بدأت الاضطرابات والفوضى تعمَّ أرجاء مصر، وبدأَ اقتصاد الدولة بالانهيار، فانتشر الفقر والغلاء والقحط والجوع، كما أنَّ القرامطة هاجموا بلاد الشام في نفس العام واستولوا عليها، ووقد عجزت الدولة العباسية عن النهوض بمصر من حالتها اليائسة، فما كان من أهل مصر إلَّا أن أرسلوا إلى الفاطميين في المغرب يطلبون منهم دخول مصر، وساعدوهم على التخلص من الدولة الإخشيدية، فكان لهم ما أرادوا حيث دخل الفاطميون مصر وسقطت الدولة الإخشيدية عام 969م.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "الدولة الإخشيدية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "إخشيديون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "سقوط الدولة الإخشيدية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.