محتويات
الأدب
الأدب بصفة عامّة هو نوع من أنواع التعبير عن الإنسان، حيث يعبّر الإنسان عن ذاته ومشاعره وأفكاره وأحاسيسه بنوع من أنواع الكتابة الأدبية، وقد ربط وليم هازلت بين الأدب وبين أفكار الأمّة عندما جعل الأدب انعكاسًا صادقًا لأفكار الأمة ومشاعرها، ووثيقة يستند إليها لمعرفة تطلّعات الأمّة أو ما مرّت به، وفي هذا المقال تعريف موجَز للمدرسة الأمريكية في الأدب المقارن. [١]
تعريف الأدب المقارن
يعرّف الأدب المقارن على أنه نوع من أنواع الأدب الذي يهدف إلى المقارنة بين أدب أو أدبين أو أكثر، شرط انتماء كلّ أدب من الآداب محط المقارنة إلى أمة أو لغة مختلفة عن الأخرى، وتصلح المقارنة بين عنصر من عناصر الأدب بنظيره من الآداب الأخرى، وذلك لأسباب مختلفة أهمها ما يأتي: [٢]
- الاطلاع على زوايا التشابه أو الاختلاف بين الآداب ومعرفة أسباب نشأتها.
- معرفة تأثير أدب ما على غيره من الآداب الأخرى وتأثّرها به في الوقت نفسه.
- المقارنات الفنيّة للأنواع الأدبية والوقوف على أهمّ المضامين المتشابهة والمختلفة.
نشأة المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن
نشأت المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن بعد انتشار المنهج الفرنسي في الأدب المقارن الذي يعتمد على الأساس التاريخي في النظر إلى الأعمال الأدبية،ومن أبرز رواد المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن، رينيه ويلك وهنري ريماك، حيث قدّم رينيه ويليك في محاضرة له بعنوان أزمة الأدب المقارن سنة 1958 أهم الأسباب التي أدّت إلى ظهور المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن، ويعدّ هنري ريماك مؤسس الأصول التي نشأت عليها المدرسة الأمريكية، ويمكن تلخيص الإنجازات العملية للمدرسة الأمريكية عبر تسلسل زمني يمتد بين القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين، حيث بدأت الإنجازات عندما قدّم تشارلز جيلي مادته حول نقد الأدب المقارن عام 1889قبل أن ينتقل إلى جامعة كاليفورنيا سنة 1902 ويخصصّ قسمًا للأدب المقارن، وبعدها توالت الاهتمامات بحقل الأدب المقارن في الجامعات الأمريكية وأُسس أول قسم للأدب المقارن في جامعة هارفارد سنة 1904، وظلّت دراسة الأدب المقارن مختلطة بالأدب العام والعلوم الإنسانية حتى بدأت تستقل عن غيرها وتأخذ طابعها الخاص سنة 1949، وفي عام 1952 صدر المجلد الأول من الكتاب السّنوي للأدب العام المقارن، وصولًا إلى إنشاء الرابطة الدّولية للأدب المقارن سنة 1955 ولها مؤتمر خاص باسمها يعقد مرة كل ثلاثة أعوام. [٣]
مبادئ المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن
أكّد روّاد المدرسة الأمريكية أهمية دراسة الأدب المقارن مستقلًا عن فكرة العنصرية والتّعصب لحدود وقوميّة معيّنة، إضافة إلى أن فكرة ظهور الأدب المقارن بدأت عندما شعر روّاد هذه المدرسة بالوصاية الأوروبية عليهم، وقد أكدوا لاحقًا دراسة العلاقات بين الآدآب القوميّة متحررين من أية قيود تحصر الأدب في مجال واحد، وبعدها بدأت المدرسة تنحى منحى الاستقلال عن المنهج التاريخي الفرنسي في الأدب المقارن، وفي سنة 1971 قدّم هنري ريماك مقالة اختصر فيها تعريف المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن عبر ذكر أهم خصائصها، واستهلها بالتنبيه إلى تجاوز الرؤية الأمريكية المنهج التّاريخي وتوسيع الرؤية في دراسة الأدب المقارن، ومن أهم الأفكار التي طرحها في مقالته:
- دراسة الأدب تتعدّى حدود بلد معيّن ويمكن دراسة آدآب من بلاد مختلفة.
- التأكيد على أهمية دراسة العلاقات ين الأدب والفنون الإنسانية المختلفة مثل النحت والموسيقى وكذلك العلوم الاجتماعية المختلفة.
- دراسة مناطق التأثر والتأثير عند المقارنة بين الآدآب المختلفة، ومعرفة العلاقات بين الأدب والمعارف الإنسانية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنّه رغم التّعثر الذي شهده الأدب المقارن في بداياته في أوروبا حتى أوآخر القرن العشرين، ورغم تراجعه في بريطانيا، إلا أن المُقارِنين الأمريكيّين تمكنّوا من إحراز حضور متميّز وفاعل في مجال الأدب المقارن.
المراجع
- ↑ "الآداب واللغات"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم الأدب المقارن (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "أدب مقارن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019، بتصرّف.