تعريف حول حلقة موسكو اللغوية

كتابة:
تعريف حول حلقة موسكو اللغوية

نشأة حلقة موسكو اللغوية

تأسست حلقة موسكو اللغوية في مدينة "موسكو" في "روسيا" عام 1915م وأسسها مجموعة من الطلاب والباحثين في جامعة موسكو، وكان الهدف من هذه الحلقة هو إنجاز دراسات وأبحاث شعرية وأدبية وفنية، وقد جذبت حلقة موسكو اللغوية عددًا كبيرًا من المهتمين والمشتغلين في مجال الأدب من ثم كانت المرجع الرئيس والمسبب الأول لما عرف بعد ذلك بمنهج الشكلانية أو الشكلية الروسية.

مبادئ حلقة موسكو اللغوية

في الوقت الذي تأسست فيه حلقة موسكو اللغوية، كان يغلب على مناهج النقد الأدبي أن تحلل النصوص الأدبية بوصفها امتدادًا للعوامل الخارجية المؤثرة في الكاتب؛ فكان ينظر للنص على أنه وثيقة اجتماعية أو سياسية أو نفسية منعكسة عن كل ما يحيط بالكاتب؛ مما أدى إلى رفض رواد حلقة موسكو هيمنة هذه المناهج السياقية على النقد الأدبي وإغفالها لأهم عنصر في العملية الإبداعية وهو النص نفسه. [١]


وبعد ذلك جعل رواد حلقة موسكو الأعمال الأدبية محور اهتمامهم في معزل عن العناصر الخارجية وطالبوا أن ينظر للأعمال الأدبية بأنها بنية مغلقة على ذاتها ومكتفية بنفسها بجمالياتها وعناصرها وسماتها الفنية ثم أسسوا مفهوم الأدبية والذي يعنى بأن موضوع الأدب ليس هو الأدب وإنما الأدبية وبذلك طرح سؤالا مهما وهو ما الذي يجعل عملًا ما عملا أدبيا؟ [١]


يشار إلى أن الأدبية تعني أن يتحول سؤال النقد الأدبي من سؤال لماذا قال ما قال؟ إلى سؤال كيف قال ما قال؟ أي الاهتمام بما يتفرد به النص الأدبي عن باقي الأعمال الأدبية، أو ما يسمى بالوظيفة الجمالية أو الشعرية، مما يعني التركيز على الخصائص التي يتفرد بها كل جنس ولون أدبي على حدة؛ فكل جنس أدبي له وظيفته الخاصة الذي يتميز بها؛ إذ تمتاز القصة بوظيفة قصصية والقصيدة بوظيفة شعرية والمسرح بوظيفة التمسرح وهكذا مع باقي الأجناس الأدبية الأخرى.[١]


مؤسس حلقة موسكو اللغوية وأبرز أفكاره

رومان ياكبسون

يعد ياكوبسن أبرز منظري النظرية الشكلانية في الأدب والنقد وهو أحد أهم مؤسسي حلقة موسكو اللغوية، ثم حلقة براغ اللغوية بعد مغادرته بلده الأم ومن ثم مغادرة براغ والاستقرار في الولايات المتحدة الأميركية، وفي عام 1941 بعد الاجتياح النازي؛ طور ياكوبسن واحدًا من أبرز المفاهيم الشكلانية وهو مفهوم (القيمة المهيمنة) الذي عرفه ياكبسون على أنه العنصر المركزي للعمل الفني، وهو ما يحكم ويحدد العناصر المتبقية، وقد تتغير وتتطور الأشكال الأدبية نتيجة هذا التحول المهيمن.[٢]



وكان يعتقد بأن النظرية الأدبية لأي حقبة معينة قد تكون محكومة بالمهيمن، إذ إن القيمة المهيمنة تكسب الأثر نوعية؛ فالخصيصة النوعية للغة الشعرية هي تقطيعها العروضي أي شكلها كشعر، وقد كانت الفنون البصرية هي المهيمنة في عصر النهضة، في حين كانت الموسيقى هي المهيمنة في العصر الرومانسي، أما الفن اللفظي فقد كان مهيمنًا في فترة الجمالية الواقعية.[٢]







المراجع

  1. ^ أ ب ت الشركة العربية للناشرين المتحدين، نظرية المنهج الشكلي، صفحة 11.
  2. ^ أ ب جميل حمداوي، النظرية الشكلانية في الأدب والنقد والفن، صفحة 11. بتصرّف.
4338 مشاهدة
للأعلى للسفل
×