تعريف سورة البقرة

كتابة:
تعريف سورة البقرة

التعريف بسورة البقرة

هي سورة مدنية، من السور الطوال، عدد آياتها (286) آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف، وأول سورة نزلت بالمدينة، تبدأ بحروف مقطعة "ألم"، فيها أطول آية في القرآن وهي آية الدين رقم (282)، فيها أعظم آية وهي آية الكرسي.[١]

سبب تسمية سورة البقرة

يقول الإمام الزركشي: "ينبغي النظر في وجه اختصاص كل سورة بما سميت به، ولا شك أن العرب تراعى في الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصه، أو صفة تكون معه أحكم، أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها".[٢]

"وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز؛ كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها".[٢]

محور مواضيع السورة

تتحدث سورة البقرة عن المتقين وصفاتهم، ثم عن الكافرين وأوضح علاماتهم، ثم عن المنافقين وحقيقتهم وعلاماتهم، وتوضيحات في شأنهم، وبعد أن تقسم مقدمة السورة الناس إلى أقسام ثلاثة هم: المتقون، والكافرون، والمنافقون، وتحدد السمات الرئيسية لكل من هؤلاء.[٣]

وسورة البقرة من أطول سورة القرآن على الإطلاق، وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع؛ شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم، والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.[٤]

سبب نزول السورة

ورد ذكر أسباب النزول في بعض آيات سورة البقرة؛ نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • (الم ذَلِكَ الْكِتَابُ)[٦]

عن مجاهد أنه قال: أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين، وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين.

  • (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)[٧]

قال الضحاك: نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، وقال الكلبي: يعني اليهود.

  • (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا)[٨]

قال الكلبي:عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه؛ وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال عبد الله بن أُبي: مرحباً بالصدّيق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب، الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله.

ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله: لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت؛ فأثنوا عليه خيراً؛ فرجع المسلمون إلى رسول الله بذلك فأنزل الله هذه الآية.

فضل سورة البقرة

ورد في السنة النبوية عدداً من الأحاديث التي تبين فضل هذه السورة الكريمة؛ نذكر منها:

  • (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).[٩]
  • (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[١٠]

المراجع

  1. [الجلال السيوطي]، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 46. بتصرّف.
  2. ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 220.
  3. [سعيد حوى]، الأساس في التفسير، صفحة 61. بتصرّف.
  4. [محمد عقيلة]، الزيادة والإحسان في علوم القرآن، صفحة 221. بتصرّف.
  5. [الواحدي]، أسباب النزول، صفحة 21-22. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:1-2
  7. سورة البقرة، آية:6
  8. سورة البقرة، آية:14
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×