تعريف سورة الحشر
سورة الحشر هي سورة مدنية، نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة-، نزلت في أوائل السنة الرابعة للهجرة، وقد نزلت بعد معركة أحد وقبل مجيء غزوة الأحزاب.[١]
سميت السورة الكريمة بهذا الاسم لذكر حشر يهود بني النضير من المدينة المنورة، وإخراجهم إلى بلاد الشام تحديدًا إلى أريحا ولها اسم بني النضير، وذلك أيضًا عائد لذكر قصة يهود بني النضير.[٢]
سبب نزول سورة الحشر
ورد في سبب نزول سورة الحشر بأنَّه حينما أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، قام بوضع وثيقة تنظم العلاقات بين أفراد المدينة المنورة المسلمين مع غير المسلمين من اليهود، إذ كانوا حينها يعيشون في المدينة المنورة، وقد تعاهدوا مع رسول الله على أن لا ينصروه وفي ذات الوقت على ألّا يعادوه ولا يقفوا مع من يعاديه.[٣]
ولما صارت غزوة أحد وما آلت إليه النتائج جرّاء مخالفة الرماة لأوامر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النزول عن الجبل، وانقلاب النتائج لصالح المشركين، كان ذلك سببًا لزعزعة ثقة بني النضير وخوفهم على أنفسهم، تحديداً وأنَّ صفة رسول الله في التوراة تقول بأنَّ النبي الخاتم لن يُهزم أبداً، َفتوجهوا نحو مكة مريدين كفار قريش للمعاهدة معهم ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٣]
وكان على رأسهم كعب بن الأشرف، وقد أوحى جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قد فعلوه، فأمر رسول الله بقتل كعب الأحبار، وكان قبل هذا قد أطلعه جبريل على محاولتهم لخيانته حينما حاولوا قتله برمي حجر عليه، وبعد أن قُتل كعب، أمر رسول الله بالتوجه نحو يهود بني النضير لمعاقبتهم.[٣]
المواضيع التي اشتملت عليها سورة الحشر
اشتملت السورة على عدد من الأفكار والمواضيع وبيانها ما يأتي:[٤]
- الحديث عن إجلاء بني النضير من المدينة المنورة، وأمر المسلمين بتقطيع نخليهم نكاية بهم وإذلالهم.
- بينت حكم الفيء في هذه الحرب، وأنَّ النصيب كله للمهاجرين الفقراء الذين تركوا أموالهم في مكة، وليس للأنصار من ذلك نصيب، وذلك لأنَّها لا تعد معركة استخدم فيها المسلمين الكر والفر وما إلى ذلك من أساليب الحرب، قال -تعالى-: (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ).[٥]
- الكشف عن نفاق المنافقين وفضحهم، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).[٦]
- إرشاد المؤمنين إلى التقوى بالإيمان والعمل الصالح، وأثر القرآن الكريم وفضله على قلوب المسلمين.
المراجع
- ↑ جعفر شرفالدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 185. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 63. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سعيد حوا، الأساس في التفسير، صفحة 5811. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 188. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية:7
- ↑ سورة الحشر، آية:11