تعريف سورة النحل

كتابة:
تعريف سورة النحل

تعريف بسورة النحل

مسمّيات سورة النحل

تُسمّى سورة النحل بعددٍ من الأسماء، وفيما يأتي ذكرٌ لعدد منها:[١]

  • سورة النّحل: وردت السورة بهذا الاسم في المصاحف، وكذلك في كُتب التفسير وكتب السُّنن، وسبب تسميتها بسورة النحل؛ هو لأنّ لفظ النحل لم يُذكر إلا فيها، وذلك في قول الله -تعالى-: (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)،[٢][٣]
  • سورة النِّعَمِ: وذلك لأنّ الله -تعالى- ذكر فيها عدداً من نعمه التي أنعم بها وتفضل على عباده.[٤]


نزول سورة النحل وعدد آياتها

تُعدُّ سورة النحل السورة السادسة عشر في ترتيب المُصحف الشريف، وأمّا ترتيبُها من حيث النُّزول فهي السورة التاسعة والستون، حيثُ أنّها نزلت بعد سورة الكهف،[٤] وقيل: أنّها نزلت في مكة المكرمة وذلك بعد نزول سورة الأنعام، وممّا يؤكّد نُزولها بعد سورة الأنعام هو ما ورد في موضعين اثنين فيها، ومن هذه المواضع؛ قول الله -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ)،[٥] وقد أجمع العُلماء على أنّ المُحرّمات المقصوصة عليهم وردت في سورة الأنعام في قول الله -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا)[٦][٧] وجاء في تفسير أبي السُعود قوله أنّها مكيّة إلى آية: (وإن عاقبتم) إلى آخر السورة، وهي آخرُ ثلاثِ آيات من السّورة،[٨]فقد نزلت في المدينة بعد انتهاء النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسّلام- من غزوة أُحد، وهو قول ابن عباس -رضي الله عنه-، وابن الزُّبير -رضي الله عنهُما-، وجاء عن قتادة وجابر بن زيد -رضي الله عنهما- أنّ أوّلها مكيّة، إلى الآية الواحدة والأربعين، وما تبقّى منها فهو مدنيّ.[١]


واتّفق العُلماء على أنّ عدد آيات سورة النحل هو: مئة وثمانٍ وعُشرون آية،[٩] وأمّا عدد كلماتِها فهو: ألفين وثمان مئة وأربعون كلمة، وأمّا عدد حُروفها؛ فتبلُغ سبعةُ آلاف وسبعُ مئة وسبعةُ أحرف.[١٠]


مناسبة سورة النحل لما قبلها وبعدها من السور

تُعدُّ سورة النحل من السّور المكيّة؛ أي أنها نزلت قبل الهجرة، وقبلها نزلت خمسةَ عشر سورة من القرآن الكريم[٤]وهي من السور التي نزلت قبل سورة الكهف والإسراء، وكان قبلها في ترتيب المُصحف سورة الحِجر؛ والمُناسبةُ بينهُما أنّ سورة الحِجِر اختُتِمت بلزوم الاستمرار والثبات على عبادة الله -تعالى- حتى الموت، وافتُتِحت سورة النحل بأنّ ما وعده الله -تعالى- يأتي في وقته وحينه،[٣] وأمّا السورة التي بعدها في ترتيب المُصحف فهي سورة الإسراء، وتأتي المُناسبةُ بينَهما من عدة وُجوه، وفيما ياتي بيانها:[١١]

  • ذكر الله -تعالى- في سورة النحل قواعد الاستفادة من المخلوقات الأرضيّة، وفي سورة الإسراء ذكر قواعد الحياة الاجتماعيّة، كبرّ الوالدين، وتحريم الزّنا، وأكل مال اليتيم، وغير ذلك من الأمور.
  • ذكر الله -تعالى- فيها أنّ القُرآن الكريم هو من عنده، وفي سورة الإسراء بيّن الهدف من نُزوله.
  • ذكر الله -تعالى- في السّورتين النّعم الكثيرة التي أنعم بها على الإنسان.
  • اختتمها الله -تعالى- بأمر نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على المُشركين وأذاهم، وفي بداية سورة الإسراء ذكر تشريفه ومكانته وعلو منزلته.
  • ذكر الله -تعالى- في نهايتها: (إِنَّما جُعِلَ السَّبتُ عَلَى الَّذينَ اختَلَفوا فيهِ)،[١٢]وذكر في سورة الإسراء التّوراة وما شرّعه لبني إسرائيل في بداياتها، كما جاء ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنه-.


موضوعات سورة النحل

تناولت سورة النحل العديد من الموضوعات، وبيانُها بِشكلٍ مُجملٍ كما يأتي:[١٣]

  • إنذار المُشركين بالعذاب، وإبطال شركهم، والرّد على شُبهاتِهِم، واختُتِمت بذكر نعم الله -تعالى- على المُشركين، وجُحودهم لها، واستحقاقهم العذاب بسبب هذا الجُحود.[٣]
  • الإكثار من ذكر الأدلة على وحدانيّة الله -تعالى- وتفرُّدهِ بالأُلوهيّة، وإثبات نُبوّة النبيّ مُحمد -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وأنّ أُصولها جاءت على أُصول ملّة سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-.
  • إثبات البعث والجزاء، وإثبات بُطلان عقائد الشّرك، وتذكيرهم بخلق السماوات والأرض وما فيهما.
  • التّحذير من الارتداد عن الإسلام، والتّذكير بأُصول الشريعة؛ كالعدل والإحسان، والوفاء بالعهد، وغير ذلك من الأُصول.
  • الحديث عن يوم القيامة، وأنّه حقٌ لا ريب فيه، بالإضافة إلى الحديث عن نعم الله -تعالى- على الإنسان؛ كخلق السماوات والأرض، والاهتداء بِالنُّجوم، والأنعام، وغير ذلك من النَّعم.[١٤]


وأمّا الموضوعات التي تناولتها السورة بِشكلٍ مُفصّل، فهي كما يأتي:

  • الآيات من (1-23)؛ تتحدث عن وحدانيّة الله -تعالى-، وإثبات ذلك من خلال الأدلّة، وكذلك الحديث عن إبطال الشّرك.[١٥]
  • الآيات من (24-34)؛ تتحدّث عن رد القُرآن الكريم على الشُّبهات التي يطرحها الكافرين عليه، وأنّهم سيحملون أوزارهم وأوزار الذين يُضلّونهم، وعاقبةُ مكرهم، ثُمّ ذكر المؤمنين، ومدح الله -تعالى- لهم، وأنّ جزاؤهم جناتُ عدنٍ تجري من تحتها الأنهار.[١٦]
  • الآيات من (38-42)؛ تتحدّث عن حقيقة البعث والنشور، وأن قول الكافرين بإنكارهما هو مجرّد كذب وافتراء.[١٧]
  • الآيات من (43-50)؛ تتحدّث عن إثبات حقيقة النُّبوة، وإبطال الشُّبهات حول إنكارها؛ بِحُجّة أنّ الأنبياء -صلوات الله عليهم- هم من البشر.[١٧]
  • الآيات من (51-100)؛ تتحدّث أيضاً عن إبطال الشّرك بأنواعه.[١٧]
  • الآيات من (101-111)؛ تتحدّث أيضاً عن الرّد على الكافرين وردّ شُبُهاتِهِم حول القُرآن الكريم.[١٨]
  • الآيات من (112-128)؛ تتحدّث عن سبب استحقاق الكافرين للعذاب، وأنّ ذلك كان بسبب كُفرهم بنعم الله -تعالى- عليهم، وذكر إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وإقامته للكعبة، وأمر النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- بأن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.[١٩]


المراجع

  1. ^ أ ب محمد الطاهر بن محمد بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، تونس: الدار التونسية للنشر ، صفحة 93، جزء 14. بتصرّف.
  2. سورة النحل، آية: 68.
  3. ^ أ ب ت جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 15، جزء 5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت محمد سيد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 91، جزء 8. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية: 118.
  6. سورة الأنعام، آية: 146.
  7. محمد الأمين الشنقيطي (1426 هـ )، العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ (الطبعة الثانية)، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، صفحة 364، جزء 2. بتصرّف.
  8. أبو السعود العمادي بن مصطفى، تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 94، جزء 5. بتصرّف.
  9. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 94، جزء 14. بتصرّف.
  10. أحمد بن محمد الثعلبي (2002)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 5، جزء 6. بتصرّف.
  11. وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418 هـ )، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر ، صفحة 5-6، جزء 15. بتصرّف.
  12. سورة النحل، آية: 124.
  13. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، تونس: الدار التونسية للنشر ، صفحة 94-95، جزء 14. بتصرّف.
  14. محمد سيد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 92، جزء 8. بتصرّف.
  15. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 16، جزء 5. بتصرّف.
  16. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 16-17، جزء 5. بتصرّف.
  17. ^ أ ب ت جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف.
  18. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 21، جزء 5. بتصرّف.
  19. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 22-23، جزء 5. بتصرّف.
4461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×