محتويات
تعليم الإحسان إلى الجار للأطفال
حثّ الإسلام على الإحسان إلى الجار، وعدّ ذلك من مكارم الأخلاق التي يجدر بالمسلم التحلي بها وتعليمها لمن يعول ويؤدب عليها أطفاله، ومما يجدر ذكره أن مفهوم الجار بالإسلام عام وشامل فإنه يدل على الجار القريب والبعيد، المسلم والكافر، العابد والفاسق، من له صحبة ومن ليس بصاحب.[١]
وقد دلّت النصوص الكثيرة على ذلك منها ما ورد في القرآن الكريم، ومنها ما ورد في السنة المشرفة ومنها أيضاً ما جاء من فعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيحسن تصرفه وإحسانه إلى من جاوره، ونمثّل على تلك النصوص والأمثلة فيما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ).[٢]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره).[٣]
- قال -عليه الصلاة والسلام-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره).[٤]
وإن هذه النصوص دالّة على أهمية الإحسان إلى الجار، وربطها بحسن إيمان المسلم بالله واليوم الآخر إشارة إلى المعاد والرجوع في اليوم الآخر؛ حيث يُجزى المحسن على إحسانه، ويحاسب المسيء على إساءته، وجدير بالذكر أن ننبه إلى أن الإيمان المقصود بالأحاديث النبوية يراد به كمال الإيمان لا حقيقته الثابتة في النفس والمتأصلة.[٥]
فضل الإحسان إلى الجار
للإحسان إلى الجار فضائل ومنافع كثيرة؛ دينية وإنسانية، واجتماعية وتربوية، ومنها ما يأتي:[٦]
- الإحسان إلى الجار يُعد امتثالاً لأمر الله -تعالى- من المسلم.
- الإحسان إلى الجار اقتداء بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- الإحسان إلى الجار يعد من التحلِي بالأخلاق الحسنة.
- الإحسان إلى الجار يحقق مبدأ التعاون والتواصل، والتوادد والشعور بالسعادة.
قصص الإحسان إلى الجار
ومما ورد من القصص المشرفة ما جاء من إحسان النبي عليه السلام لجارٍ يهودي له، فقد عاد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ابن جاره اليهودي ودعاه إلى الإسلام فآمن وشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله.[٧]
حينها قام النبي صلّى الله عليه وسلّم- وَهوَ يقولُ: (الحمدُ للَّهِ الَّذي أنقذَهُ بي منَ النَّارِ)،[٨][٧] وكذلك ما ورد عن ابن عمر حينما ذبح شاة، فجعل يقول لغلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟ ويوصيه بذلك.[٩]
تعليم الطفل أوجه الإحسان إلى الجار
للإحسان إلى الجار نماذج وصور كثيرة منها ما يأتي:[١]
- معرفة الجار والسؤال عنه والاطمئنان عليه وتفقد أحواله.
- حفظ حقوقه العامة.
- الإهداء له.
- مواساته عند الحاجة، وتفقد أحواله.
- مساعدته ونفعه.
- الإحسان إليه وإكرامه.
- الجار أولى الناس بشراء البيت أو الأرض من جاره.
- صنع الطعام للجيران عن وفاة ميت لهم.
- تجنب الوقوع في الخطأ معه.
- عيادته عند المرض.
- تهنئته ومواساته، والإهداء إليه في مناسباته.
- عدم الاستطالة عليه بالبنيان.
- احترامه والسلام عليه.
- طلاقة الوجه عند لقائه.
- وعظه بالموعظة الحسنة والدعاء له، وعظته وترغيبه بالإسلام إن لم يكن مسلماً.
- وعظ الفاسق برفق به، والستر عليه.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب خالد الخراز، كتاب موسوعة الأخلاق، صفحة 372-376. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:36
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6018 ، صحيح .
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:47، صحيح .
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح الأربعون نووية، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب التفسير المنير، صفحة 67. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو عاصم البركاتي، كتاب الولاء والبراء في الإسلام، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3095 ، صححه الألباني.
- ↑ الصنعاني ، كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير، صفحة 633. بتصرّف.
- ↑ محمد طاهر الجوابي، كتاب المجتمع والأسرة في الإسلام، صفحة 75. بتصرّف.
