تغذية الرضيع

كتابة:
تغذية الرضيع

إدخال الطعام للطفل

تعد الرضاعة الطبيعية من أهم ما تقدمه الأم لطفلها؛ لما لها من فوائد لكليهما، وتنصح منظمة الصحة العالمية بإرضاع الأطفال رضاعةً كاملةً دون إدخال أي أطعمة حتى عمر 4-6 شهور، ويمكن إدخال الأطعمة الصلبة بدءًا من عمر ستة شهور، مع الاستمرار بتناول الحليب؛ لما له من فوائد حيويّة للطفل.[١]

عند إعداد الطعام للأطفال يجب مراعاة النظافة العامة لأدوات التحضير ولأيدي الأم والطفل؛ لأن احتمالية انتقال الجراثيم عن طريق الطعام تكون كبيرةً. ومن المهم معرفة تسلسل تحضير الطعام للرضيع وقوامه؛ لأنه سيتعلّم المضغ في المرحلة الأولى من إدخاله له، إذ يجب أن تكون الأطعمة في البداية سهلة البلع ولينةً.[١]

وإدخال الطعام إلى الطفل يحتاج إلى الصبر حتى يعتاد على الأطعمة والنكهات، ويجب إطعامه عندما يكون جائعًا، كما يجب عدم إجباره على تناول الطعام؛ إذ إن معدة الأطفال صغيرة لا تستوعب سوى كميات قليلة في كل وجبة.[١]


تغذية الرضيع

تتم تغذية الرضع بتسلسل وترتيب وفقًا للعمر، وكمية الطعام، ونوعه، وقوامه، مع الاعتماد في كل المراحل حتى عمر السنة على وجود حليب الأم أو الحليب الصناعي ضمن النظام الغذائي، وتختلف كل مرحلة من المراحل بالأغذية التي تستطيع الأم تقديمها لطفلها، والتسلسل الصحيح لإدخال الطعام يكون كالآتي:[٢]

  • من الولادة حتى عمر أربعة شهور: منذ ولادة الطفل حتى أربعة شهور من عمره لا توجد حاجة إلى إدخال أي أطعمة صلبة، ويكون الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي المقدم له.
  • من عمر أربعة شهور حتى ستة شهور: تعد هذه الفترة من أولى المراحل التي من الممكن فيها إدخال الطعام للأطفال، لكن حسب بعض الشروط التي تدل على أن الطفل مستعد ذلك، وهي:
    • يستطيع الطفل الجلوس على مقعد مرتفع، وأن يكون رأسه منتصبًا ومرفوعًا.
    • أن يصبح وزن الطفل ضعف وزنه عند الولادة، ويزن على الأقل 13 باوندًا؛ أي ما يقارب 6 كيلوغرام.
    • يستطيع إغلاق فمه على الملعقة عند إطعامه بها.
    • يستطيع نقل الطعام من مقدمة الفم إلى آخره بتحريك لسانه وبلعه.

ومن الأطعمة التي من الممكن تقديمها للأطفال في هذا العمر بالإضافة إلى حليب الأم أو الحليب الصناعي الخضروات المهروسة، مثل: البطاطا الحلوة، والكوسا، والفواكه المهروسة، مثل: التفاح، والموز، واللحوم المهروسة، مثل الدجاج. ويجب أن يكون قوام الأطعمة شبه سائل، والبدء بحوالي ملعقة طعام صغيرة من الطعام المهروس ومزجها بـ 4-5 ملاعق من الحليب، سواءً كان من الأم أم الحليب الصناعي، ويكون إطعام الطفل ملعقةً مرةً إلى مرتين يوميًّا.

  • من عمر ستة شهور إلى ثمانية شهور: عندما يبلغ الطفل هذا العمر يكون أكثر استعدادًا لتناول الطعام الصلب، ويكون من الخضار والفواكه المهروسة، واللحوم المسلوقة جيّدًا والمهروسة، وفي هذه الفترة من الممكن إضافة البقوليات المهروسة إلى قائمة طعام الأطفال، بالإضافة إلى الحبوب الغنية بالحديد، مثل: الشوفان، والشعير. وتكون الكمية أكثر من قبل؛ إذ إن الكمية المناسبة تكون من ملعقتين إلى ثلاث ملاعق من الخضروات أو الفواكه، و3-9 ملاعق من الحبوب، 3-4 وجبات في اليوم، مع الاعتماد على حليب الأم أو الحليب الصناعي بينها بصورة أساسية.
  • من عمر ثمانية أشهر إلى عشرة أشهر: بدءًا من عمر ثمانية شهور يكون الطفل أكثر استعدادًا لالتقاط الطعام بيده ونقله من يد إلى أخرى، كما يستطيع أن يحرك فمه ويمضغ بطريقة أسهل من قبل. ويعد الحليب سواءً كان من الأم أم الصناعي أساسيًّا في غذاء الطفل، ويكون طعامه من الخضار والفواكه واللحوم والحبوب المسلوقة أساسيًّا مع زيادة القوام أكثر من المراحل السابقة، ومن الممكن إضافة كميات قليلة من الجبن المبستر، وجبن القريش، واللّبن غير المحلى، كما يمكن إعطاء الطفل الأطعمة مقطعةً ليتناولها وحده، مثل: قطع من البيض المسلوق، أو البطاطا المطهية جيّدًا، وبعض أشكال المعكرونة، وبسكويت التسنين. ويجب على الأم أن تنوع في الأطعمة يوميًّا من البروتين، والكربوهيدارت، والدهون، وزيادة كمية الطعام المقدمة للطفل.
  • من عمر عشرة شهور إلى السنة: يستطيع الطفل في هذه المرحلة بلع الطعام بسرعة وسهولة أكبر من قبل؛ بسبب زيادة عدد أسنانه أكثر من قبل، كما لا يُخرج الطعام من فمه، ويحاول أن يأكل بنفسه بالملعقة، وحتى هذه المرحلة يجب ألا يُمنع الطفل من الحليب، ويجب أن يكون أساسيًّا في نظامه الغذائي، ويكون حليب الأم أو الصناعي المخصص لعمره، وطعامه في هذه المرحلة يكون ثقيل القوام ويحتوي على القطع أكثر من قبل.


نصائح لتغذية الرضيع

من التوصيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار خلال تغذية الطفل الرضيع ما يأتي:[٣][٤]

  • يجب استخدام الملعقة دائمًا عند تناول الطفل الحبوب أو الأطعمة الصلبة الأخرى، وعدم إضافتها إلى الزجاجة؛ إذ يحتاج الطفل إلى تعلم تناول الأطعمة الخاصة به من الملعقة، والتقدم بالتغذية الذاتية.
  • مزج الحبوب والحبوب المطبوخة المهروسة مع حليب الأم أو الماء لجعلها لينة وسهلة البلع.
  • تُهرس الخضروات والفواكه والأطعمة الأخرى حتى تُصبح طريّةً.
  • عادةً ما تحتاج الفواكه والخضروات الصلبة مثل التفاح والجزر إلى طبخها للتتمكن من هرسها بسهولة.
  • طبخ الطعام حتى يصبح طريًا بما يكفي ليُهرَس بسهولة بالشوكة.
  • إزالة جميع الدهون والجلد والعظام من الدواجن واللحوم والأسماك قبل الطبخ.
  • إزالة البذور والقشور الصلبة من الفاكهة ثم تقطيعها إلى قطع صغيرة.
  • تقطيع الطعام اللين إلى قطع صغيرة أو شرائح رقيقة.
  • تقطيع الأطعمة الكروية الصغيرة مثل العنب والكرز والتوت والطماطم إلى قطع صغيرة.
  • طبخ الحبوب الكاملة من القمح، والشعير، والأرز، والحبوب الأخرى، وطحنها ناعمًا.
  • لمنع خطر إصابة الطفل بالمرض أو الاختناق يُمنع استخدام الأطعمة الآتية للطفل خلال السنة الأولى من عمره:
    • العسل أو الأطعمة المصنوعة منه؛ لأنّه يُعرض الطفل لخطر الإصابة بمرض خطير يُسمى التسمم الغذائي.
    • لا ينصح بأنواع أخرى من الحليب، مثل: حليب البقر، أو حليب الأرز، أو حليب الصويا، أو حليب اللوز، أو حليب الماعز، خلال أول 12 شهرًا من العمر، وهذه الأنواع من الحليب ليست مصنوعةً للأطفال، ولا تلبي الاحتياجات الغذائية لهم.
  • الحرص دائمًا على تنظيف ملعقة الطفل وصحنه والزجاجة أو الكوب الخاص به واليدين قبل الأكل وبعده؛ للحفاظ على صحة الطفل وابتعاده عن الجراثيم.
  • اتباع إشارات الجوع لدى الطفل، مثل فتح الفم أو مسك الملعقة، وإشارات الشبع، مثل تحريك الرأس بعيدًا أو إغلاق الفم، والسماح للطفل أن يُقرر ما إن كان سيأكل ومدى استعداده للأكل.
  • عند وجود أسئلة أو مخاوف بما يتعلق بالتغذية أو مهارات التغذية للطفل يجب التحدث مع طبيبه.
  • تأجيل إدخال الأطعمة شديدة الحساسية، مثل: الفول السوداني، والبيض، والأسماك قد لا يكون مفيدًا؛ لأن الإدخال المبكر لبعضها قد يُقلل من خطر الحساسية تجاهها.[٥]


حساسية الطعام لدى الأطفال

عند إدخال الأطعمة إلى النظام الغذائي للأطفال يوجد خطر لحدوث الحساسية من بعض الأطعمة، لذلك يجب إدخال صنف واحد في كل مرة والانتظار مدة 3-5 أيام لمعرفة ردّة فعل جسم الطفل لنوع الطعام الجديد، ومن أهم الأطعمة التي قد تسبب الحساسية للأطفال حليب البقر، والبيض، والفول السوداني، واللوزيات مثل الجوز واللوز، والسمك، والمحار، والصويا، والقمح.[٦]

تظهر الحساسية من الطعام عادةً بعد دقائق إلى بضع ساعات من تناوله، وعند الإصابة بها قد تظهر أعراضٌ معينة، مثل: الحبوب، والبثور، والطفح الجلدي، ويحدث تورم في اللسان والفم والوجه، والتقيؤ، والإسهال، وصعوبة التنفس، وأحيانًا فقدان الوعي.[٦]


المكملات الغذائية للأطفال

لا يحتاج الأطفال الذين يتناولون وجبات صحيةً ومتكاملةً إلى مكملاتٍ غذائية عادةً، لكن من الممكن إعطاؤها للأطفال الذين يعانون من حالات صحية تؤثر على امتصاص الفيتامينات والمعادن، أو الأطفال الذين يرفضون تناول الطعام، وعند إعطاء المكملات الغذائية يجب مراعاة الجرعات المناسبة للطفل مع عمره واحتياجه.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت " Feeding your baby: 6–12 months", www.unicef.org, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  2. Lucy Robinson, KT Park (19-9-2017), "Age-by-age guide to feeding your baby"، www.babycenter.com, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  3. "When, What, and How to Introduce Solid Foods", cdc, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  4. "Breastfeeding: The Ideal Choice for Newborns", choc childrens, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  5. "Solid foods: How to get your baby started", mayoclinic, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Dan Brennan, MD (23-3-2019), " Feeding Baby: How to Avoid Food Allergies"، www.webmd.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  7. Elizabeth Streit (22-3-2019), "Vitamins for Kids: Do They Need Them (And Which Ones)?"، www.healthline.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×