محتويات
تعريف بسورة الكوثر
- سورة الكوثر سورة مكية،[١] عدد آياتها ثلاث آيات، وهي أقصر سورة في القرآن الكريم من حيث عدد الكلمات وعدد الحروف، أما بالنسبة لعدد الآيات فآيات كل من سورة العصر وسورة النصر ثلاث آيات مثل سورة الكوثر إلا أن الكلمات في هاتين السورتين أكثر،[٢] حيث أن عدد كلمات سورة الكوثر عشر كلمات في اثنين وأربعين حرفاً.[٣]
- يخاطب الله عز وجل في هذه السورة الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً له بأنه أعطاه الخير الكثير في الدنيا والآخرة، وأمره بشكر الله تعالى على ما أعطاه بالإقبال على العبادة، فهذا هو الكمال الحق لا ما ينظر إليه المشركون من المال والسلطان والثروة، كما أن انقطاع الأولاد الذكور لا علاقة له في كمال الإنسان، إذ كان المشركون يعيّرون النبي صلى الله عليه وسلم بأن أتباعه من الفقراء وأن أولاده الذكور يموتون صغاراً ولا يكبرون، حيث كان هؤلاء المشركين في بيئة تئد البنات وتحتكم إلى القوة والسيف، فنزلت هذه السورة تدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتبين لنا المعيار الحقيقي في كمال الإنسان.[٤][٥]
تفسير آية (إن شانئك هو الأبتر)
- هذه الآية هي الآية الثالثة في سورة الكوثر، وهي ردٌّ على ما كان يقوله سفهاء قريش والمشركين عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن له ولد، حيث كانوا يقولون له: أبتر فإذا مات استرحنا منه وانتهى أمره بموته، فردّ الله تعالى مقالتهم تلك بقوله عز وجل: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٦] ليبين لنا أن المبتور هو المقطوع عن رحمة الله تعالى وإن كان له ولد،[٧] فمعنى قوله تعالى: (شَانِئَكَ) أي: مبغضك، ومعنى قوله تعالى: (الْأَبْتَرُ) أي: المنقطع عقبه ونسله، أو المنقطع عن كل خير.[٨]
- والعلماء في تفسيرهم للآية الكريمة اختلفوا في من نزلت على أقوال: الأول: أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي، والثاني: أنها: نزلت في عقبة بن أبي مُعيط، والثالث: أنها نزلت في جماعة من قريش، لكن وبغض النظر عن أن هذه الروايات تتفاوت بين الصحيح والضعيف،[٩] فالآية الكريمة تخبرنا أن كل مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم هو الأذلّ الأقلّ المنقطع عقبه، فهي ليست مقصورة على شخص بعينه، فالعبرة بعموم لفظ الآية وتكون هذه الروايات على أنها من باب التمثيل، فيبقى لفظ الآية على عمومه، فيشمل كل من أبغض الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.[١٠][١١]
البلاغة في آية (إن شانئك هو الأبتر)
أفاد ضمير الفصل (هو) في قوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) القصر، أي: قصر صفة (الْأَبْتَرُ) على الموصوف وهو مبغض النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون المعنى: أن مبغضك هو الأبتر عن كل خير لا أنت، فاقتضت هذه الصيغة نفي صفة الأبتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وإثباتها لشانئه ومبغضه صلى الله عليه وسلم.[١٢][١٣]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب التفسير الوسيط _ مجمع البحوث، صفحة 2030. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 572. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 374. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 572. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 239. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية:3
- ↑ ابن عطية، تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، صفحة 530. بتصرّف.
- ↑ الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، صفحة 370. بتصرّف.
- ↑ سليم الهلالي، الاستيعاب في بيان الأسباب، صفحة 565-569. بتصرّف.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 658. بتصرّف.
- ↑ مساعد الطيار، تفسير جزء عم للشيخ مساعد الطيار، صفحة 249. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 576. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 387. بتصرّف.