تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر)

كتابة:
تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر)

تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر)

قال -تعالى- في سورة آل عمران: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وأشهد بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)،[١]وفيما يأتي نقل وبيان لتفسير هذه الآية الكريمة من بعض كتب التفسير.

تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر) عند الطبري

قال الطبري إنّ معنى هذه الآية أنه لمّا وجد النبي عيسى -عليه السلام- من بني إسرائيل -وهم القوم الذين أُرسل لدعوتهم- الجحود والتكذيب لنبوته وكلامه، والصد عن دعوته، قال من أعواني مع الله -تعالى- على هؤلاء المكذّبين المعاندين، وقد ذكر اختلاف العلماء في سبب الاستنصار بالحواريين، فنقل عن السُدي قصةً طويلةً تُبيّن أنّ عيسى وأمّه خرجا في البلاد يطلبان نصرًا وتأييدًا.[٢]

ومرا بالكثير من الأماكن حتّى وصلا إلى الحواريين، وهم يصطادون السمك فاستنصرهم عيسى، فأجابوه وقالوا له إنّهم صدّقوه وآمنوا وطلبوا منه أن يشهد على إسلامهم، وذكر أيضاً أنّ سبب استنصاره بالحواريين هو إرادة بني إسرائيل قتله، وفي سبب تسميتهم بالحواريين عدّة أقوال ومنها أنّهم سمّوا بذلك لبياض ثيابهم وقيل لأنّهم كانوا يعملون في تبييض الثياب.[٢]

تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر) عند ابن الجوزي

قال ابن الجوزي في تفسير هذه الآية أنّه لما علم عيسى من قومه الكفر قال للحواريين من أعواني مع الله، أو من أعواني حتّى أُبيّن دين الله، وقيل إنّه استنصرهم؛ لأنّ بني إسرائيل أخرجوه من دياره ونفوه، وقيل إنّهم أرادوا قتله، وقيل إنّه استنصرهم لإظهار الحق وإقامة الحجّة.[٣]

وذكر عدّة أقوال في معنى اسم الحواريين، فقيل إنّهم الخواص والأصفياء، وقيل إنّهم ذوي الثياب البيضاء، وقيل إنّهم القصّارون الذين يُحوّرون الثياب، وقيل هم الصيّادون وقيل المجاهدون، وقيل إنّ معنى الحواريين هو الملوك.[٣]

تفسير آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر) عند المراغي

قال المراغي في تفسير هذه الآية إنّ عيسى -عليه السلام- لمّا شعر من قومه الإصرار على الكفر والإيذاء، قال للحواريين من الذين يعاونونني، ويضيفون أنفسهم إلى الله -تعالى- في نصري، ويظهرون استعدادًا لمتابعتي ويتركون ما هم فيه من التقاليد البالية، فقال الحواريون والمقصود بهم خاصته وأصحابه نحن أنصار الله المستعدين لبذل ما في وسعنا لتأييد دعوتك والالتزام بدينك، وأشهد على إسلامنا وانقيادنا وإخلاصنا.[٤]

فوائد آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر)

اشتملت آية (فلما أحس عيسى منهم الكفر) على فوائد عظيمة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:[٤]

  • إنّ الآيات الكونية ومعجزات الرسل مهما كثرت لن تلقى استجابة ما لم يكن لدى المدعو استعداد لقبول الدعوة، وفي هذا تسلية لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • إنّ النصر لا يستلزم القتال، فالنصر يكون بالدعوة والعمل لإعلاء كلمة التوحيد ونشر دين الله.
  • إنّ الإيمان بالله يقتضي معاونة أولياءه ونصرة دينه ومحاربة أعدائه.
  • إنّ الحواريين قد كطلبوا شهاد النبي عيسى -عليه السلام- على إسلامهم لأنّ الرسل الكرام يشهدون على أقوامهم يوم القيامة.
  • إنّ الإسلام هو دين الله الذي ابتعث به جميع أنبياءه الكرام.[٢]

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:52
  2. ^ أ ب ت الطبري، أبو جعفر، كتاب تفسير الطبري، صفحة 442-452. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن الجوزي، كتاب زاد المسير في علم التفسير، صفحة 285-286. بتصرّف.
  4. ^ أ ب المراغي، أحمد بن مصطفى، كتاب تفسير المراغي، صفحة 167-168. بتصرّف.
5857 مشاهدة
للأعلى للسفل
×