محتويات
التعريف بسورة البقرة التي تحوي الآية الكريمة
سورة البقرة سورة مدنية استغرق نزولها معظم العهد المدني، وهي أطول سورة في القرآن الكريم، وعدد آياتها مئتان وست وثمانون آية، وروي أنها مئتان وسبع وثمانون آية، وقد سميت بذلك لأنها انفردت بذكر حادثة الأمر بذبح البقرة من قصة سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام-، ومن فضلها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سماها بسنام القرآن، وقراءتها في البيت تطرد الشياطين وتمنعهم من دخوله ثلاثة أيام.[١]
معاني مفردات الآية الكريمة
هذه بعض المفردات التي تحتاج إلى توضيح في الآية الكريمة:[٢]
- المن: أن يتفاخر ويتطاول بإحسانه على من أحسن إليه.
- رئاء الناس: يريد بإنفاقه ثناء الناس، ولا يريد رضى الله -سبحانه وتعالى-، وأصله من الرؤية وهو أن يرى الناس ما يفعله حتى يثنوا عليه ويعظموه.
- صفوان: الحجر الأملس الكبير.
- وابل: المطر الشديد.
- صلداً: الأملس من الحجارة وهو كل ما لا ينبت شيئا.
تفسير الآية الكريمة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)[٣]
الحث على الإنفاق
تأتي هذه الآية الكريمة في مجموعة من الآيات التي تحض على النفقة في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، حيث تتحدث الآيات المباركات عن مضاعفة أجور المنفقين إلى سبعمئة ضعف بأمر الله -عز وجل- وكرمه، وبينت الآيات أن من شوائب الصدقات المنّ والأذى من المعطي على من يتصدق عليه، وأن من يفعل ذلك لا يستحق المعطي الأجر العظيم على الإنفاق.[٤]
بيان حكم من يتمنن على الناس بصدقته
وبينت الآية الكريمة أن من يتبع صدقته بمن أو أذى كمن ينفق ماله رياء وسمعة، بهدف أن يحمده الناس، وليقال عنه: إنه كريم جواد، ونحوها من مقاصد الدنيا الفانية، لا يريد بنفقته رضوان الله -عز وجل-، ونصرة الأمة، والذي يفعل ذلك لا يؤمن بالله -سبحانه وتعالى- واليوم الآخر إيماناً صحيحاً.[٤]
وليزيد صورة ذهاب الأجر على الإنفاق للمرائي الذي يمن ويؤذي بمثال معبر، فشبه أجر الإنفاق كتراب على حجر أملس، نزل عليه مطر شديد، فأزال التراب وترك الحجر أملس لا شيء عليه، أي أنه لا ثمرة ولا بقاء لعمله.[٤]
خسران المنان في الدنيا والآخرة
وهكذا لا ينتفع المرائي المنان بشيء مما فعل لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فلأن المنان بغيض إلى الناس، والمرائي مذموم منبوذ لدى المجتمع، وأما في الآخرة فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتغي به وجهه، والرياء ومثله المن والأذى ينافي الإخلاص، وهو نوع من الشرك بالله -سبحانه وتعالى- يسمى الشرك الخفي.[٤]
الرياء والمن من صفات الكافرين
وتختم الآية الكريمة بأن الله -سبحانه وتعالى- لا يهدي القوم الكافرين لما فيه خيرهم ورشادهم ما داموا على الكفر، وفي هذه الخاتمة إشارة إلى أن كلاً من الرياء والمن من صفات الكافرين لا من صفات المؤمنين.[٤]
المراجع
- ↑ محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 27، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 152، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:264
- ^ أ ب ت ث ج الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 44-46، جزء 3. بتصرّف.