تفسير آية الحجاب في سورة النور

كتابة:
تفسير آية الحجاب في سورة النور

آية الحجاب في سورة النور

قال -تعالى- في سورة النور: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١]

تفسير آية الحجاب

جاءت الآية الكريمة في سياق أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمؤمنات بما أمر به المؤمنون من غضّ البصر،[٢] وتفسير الآية الكريمة فيما يأتي:

الخطاب في الآية

الخطاب في قول الله -تعالى- بالأمر (وقُل) موجّه لسيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يأمر من آمن به من النساء بغضّ البصر عما يحرم عليهنّ من النظر إليه، ويُستثنى من ذلك النظر إلى القواعد من النساء التي لا يُطمع فيهنّ لأجل كبرهنّ في السنّ، لقول الله -تعالى-: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ).[٣][٤]

الحثّ على السّتر والحجاب

نهى الله النساء المؤمنات عن النظر إلى ما حرّم، وفي المقابل حرّم عليهنّ أن ينظر أحد إلى فروجهنّ، وذلك بلبس ما يسترها، والحرص على أنّ لا يمسّها أو يتمكّن منها من لا يحلّ له ذلك، ولا يظهرن من أجسادهنّ شيئاً، فالجسد كلّه عورة في حقهّن عدا الوجه والكفين.[٥]

ثمّ من فوق الثياب لا يظهرن الزينة من الحليّ وغيره، وقوله (إلّا ما ظهر منها)؛ أي ما تعارف الناس على لبسه؛ مما ليس فيه فتنة.[٥] والمقصود بالخمار ما يُستر به الرأس، فيُسدل من فوقه حتى يغطّي الصدر، والجيب هو المكان المخصص لدخول الرأس منه فيما يُلبس حتى يغطي الصدر.[٢]

المستثنى من إخفاء الزينة أمامهم

يستثنى من الأمر بإخفاء الزينة كما ورد في الآية اثنا عشر صنفاً، وهم: الأزواج، والآباء، وآباء الأزواج، والأبناء، وأبناء الأزواج، والأخوان، وأبناء الأخوين، وأبناء الأخوات، ونساء المؤمنات، وملك اليمين من العبيد والإماء، ومن لا يكون في حاجة إلى النكاح لعجز فيه أو مرض أو خصي وكان في العادة يخالط الناس وفي إبعاده عن النساء حرج له ولهنّ، والطفل الذي ما زال لم يعرف عورات النساء.[٦]

النهي في آخر الآية والأمر بالتوبة

جاء النهي في نهاية الآية عن أن تضرب المرأة برجلها لتظهر زينتها في قدمها، والمقصود الخلخال الذي كانت تلبسه المرأة فيحدث صوتاً، فإذا مرّت بجانب الرجال انتبهوا إليها بسبب ما يصدر منها من الصوت، وينطبق عليه ما إذا رفعت المرأة شيئاً من ثوبها لتظهر زينة ما تحته.[٧] وقد تغفل النفس عن القيام بما أمر الله به في الآية؛ مما يستوجب التوبة إلى الله، رجاء الفلاح والفوز بجناته.[٨]

المراجع

  1. سورة النور ، آية:31
  2. ^ أ ب أحمد حطيبة ، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 3، جزء 82. بتصرّف.
  3. سورة النور ، آية:60
  4. خليل السهارنفوري (2006)، بذل المجهود في حل سنن أبي داود (الطبعة 1)، الهند :مركز الشيخ أبي الحسن الندوي للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة 139، جزء 12. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (2015)، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام (الطبعة 1)، الكويت :دار إيلاف الدولية ، صفحة 421، جزء 11. بتصرّف.
  6. محمد أبو زهرة ، زهرة التفاسير، مصر :دار الفكر العربي، صفحة 5183-5185، جزء 10. بتصرّف.
  7. مصطفى العدوي ، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 7، جزء 35. بتصرّف.
  8. محمد أبو زهرة ، زهرة التفاسير، مصر :دار الفكر العربي، صفحة 5185، جزء 10. بتصرّف.
6368 مشاهدة
للأعلى للسفل
×