تفسير آية الكرسي للأطفال

كتابة:
تفسير آية الكرسي للأطفال

تفسير آية الكرسي

سنقسم الآية الكريمة إلى مجموعة من المقاطع، ونوضح المعاني التي يحتويها كل مقطع بعون الله -تعالى-، وذلك فيما يأتي:

  • (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)[١]

يُبين مطلع الآية الكريمة أنّ الله -سبحانه وتعالى- هو الوحيد المتفرد بأحقية العبادة من جميع المخلوقات، فلا معبود بحق في الوجود إلّا هو -عز وجل-.[٢]

  • (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)[١]

وهو -سبحانه وتعالى- صاحب الحياة الكاملة، وهو باق دائم لا يموت، وهو قائم على تدبير شؤون مخلوقاته يرعاها ويحفظها.[٣]

  • (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)[١]

ومن كمال قيامه -سبحانه وتعالى- في رعاية خلقه في الليل وفي النهار أنه لا يحتاج إلى نوم ولا يغلبه النعاس، وفي هذا المعنى يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا يَنامُ، ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجابُهُ النُّورُ، وفي رِوايَةِ أبِي بَكْرٍ: النَّارُ، لو كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحاتُ وجْهِهِ ما انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُهُ مِن خَلْقِهِ).[٤][٢]

  • (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)[١]

وفي هذا المقطع يبين لنا -سبحانه وتعالى- أنّ جميع ما في السموات وما في الأرض من ملكه، هم جميعاً عبيد خاضعون لمشيئته وتحت أمره وسلطانه.[٢]

  • (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)[١]

ومن كمال سلطانه وقدرته على جميع خلقه أنه لا يستطيع أحد من مخلوقاته أن يشفع لأحد إلا بإذنه -عز وجل-.[٢]

  • (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)[١]

يُبين الله -سبحانه وتعالى- أنّه محيط بعلمه جميع الخلائق، يتساوى في ذلك ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وهو كذلك عالم بأمور الدنيا والآخرة.[٢]

  • (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)[١]

وهذا العلم الرباني الواسع لا يطَّلِع أحد على شيء منه إلّا إذا أعلمه الله -عز وجل- به، ومن تلك الأشياء: الشفاعة المتوقفة على إذنه -سبحانه وتعالى-، وإذنه لا يعلم بها إلّا بوحيٍ منه -عز وجل-.[٢]

  • (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)[١]

والله -سبحانه وتعالى- واسع الملك والقدرة، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، يحيط علمه بجميع ما في السموات وما في الأرض، ويعلم الصغير والكبير، لا يشغله سمع عن سمع، ولا شأن عن شأن، ولا يشق عليه أمر، والكرسي هو خلق عظيم من مخلوقات الله -عز وجل- نؤمن به ولا يمكننا إدراك عظمته.[٢]

  • (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا)[١]

وكل هذا العلم والقدرة والقيام بالسموات والأرض والمخلوقات فيها لا تثقله -سبحانه وتعالى-، بل ذلك سهّل عليه، يسير لديه لا يكلفه شيء.[٢]

  • (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)[١]

وهو المتعالي -سبحانه وتعالى- عن الأنداد والأشباه، والقاهر الغالب للأشياء كلها، وهو -سبحانه وتعالى- أعظم من كل شيء، ولا يمكن أن تحيط به العقول والمدارك، ولا يعرف حقيقته إلّا هو -سبحانه وتعالى- صاحب صفات الكمال والجمال.[٢]

التعريف بآية الكرسي

هي الآية رقم مئتين وخمس وخمسين من سورة البقرة، وهي أفضل آية في كتاب الله -عز وجل-؛ لأنّها اشتملت على بيان صفة الله -سبحانه وتعالى- لخلقه ومتعلقة به،[٥] وقد احتوت الآية الكريمة سبع عشرة إشارة إليه -سبحانه وتعالى- ما بين اسم أو صفة أو ضمير عائد إليه -سبحانه وتعالى-.[٢]

فضل الآية المباركة

ورد في فضل آية الكرسي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضلها، نختار منها ما يأتي:[٦]

  • ما رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل قراءتها بعد الصلوات المكتوبة، قال: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ).[٧]
  • آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم: (فقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن أعظم آية في كتاب الله -سبحانه وتعالى-، فرد عليه: "الله ورسوله أعلم"، ثم كرر النبي -صلى الله عليه وسلم- السؤال أكثر من مرة، وكان جوابه نفس الجواب).[٨]

(ثم قال أُبيُّ: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، فضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- على صدر أُبي، وقال له: (ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ، والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ لِهذِه الآيةِ لسانًا وشفتينِ تقدِّسُ الملِكَ عندَ ساقِ العَرشِ).[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر سورة البقرة، آية:255
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.
  3. الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 147، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:179، صحيح.
  5. علي الصلابي (2021)، "صفات الكمال لله تعالى في آية الكرسي "، اسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  6. ابن كثير (1419)، تفسير ابن كثير (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 512-517، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:97، صحيح.
  8. ^ أ ب رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:810، صحيح.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×