تفسير الثلج في الحلم

كتابة:
تفسير الثلج في الحلم

تفسير رؤية الثلج في الحلم

تفسير عبد الغني النابلسي

تفسير رؤية الثلج بحالات متعددة:[١]

  • الثلج رؤيته في المنام دليل على الأرزاق، والفوائد، والشفاء من الأسقام، والأمراض الباردة خصوصاً لمن معيشته من ذلك، وربما دل الثلج على النار؛ لأن النار لا تذيب الثلج، والثلج لا يطفئ النار، فإن رؤى الثلج في أوانه كان دليلاً على ذهاب الهموم والغموم، وإرغام الأعداء والحساد، وإن ظهر في غير أوانه كان دليلاً على الأمراض الباردة والفالج، وربما دل الثلج على تعطيل الأسفار، وتعذر أرباح البريد والسعاة والمكارية وشبههم، والثلج الغالب تعذيب السلطان رعيته، وأخذ أموالهم، وجفاؤه لهم، وقبح كلامه لهم لقوله تعالى: (فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ)[٢].
  • من رأى أن الثلج يقع عليه سافر سفراً بعيداً، وربما كان فيه مضرة، فإن رأى أنه نائم على الثلج قيل فإن كان هو غالباً وهم من عدو هاجم، إلا أن يكون الثلج قليلاً غير غالب في حينه وفي موضعه الذي يثلج فيه، وفي المواضع التي لا ينكر الثلج فيها فإنه كذلك، فإن الثلج خصب لأهل ذلك الموضع إلا أن يكون غالباً لا يمكن كسحه فإنه حينئذ عذاب يقع في ذلك المكان، ومن أصابه برد الثلج في الشتاء أو الصيف فإنه فقر، ومن اشترى وقر الثلج في الصيف فإنه يصيب مالاً يستريح إليه ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثمن، فإن لم يضرهم ذلك الثلج وذاب سريعاً فإنه تعب وهم يذهب سريعاً، وإن رأى أن الأرض مزروعة يابسة وثلجوا فإنه بمنزلة المطر وهو رحمة تصيبهم وخصب وبركة، فإن ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقى به فإنه رجل حازم ولا يروعه ذلك.
  • من رأى في بلداً ثلجاً كثيراً في غير حينه أصاب تلك الناحية عذاب من السلطان، أو عقوبة من الله تعالى، أو فتنة تقع بينهم.
  • من رأى الثلج دل على سنة قحط، ومن سقط عليه الثلج فإن عدوه ينال منه، وربما دل الثلج الكثير على أمراض عامة كالجدري والوباء، وربما دل على الحرب والجراد وأنواع الجوائح، وربما دل على الخصب والغنى.
  • من رأى ثلجاً نزل من السماء وعم في الأرض، فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل على كثرة النور، وبركات الأرض، وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالطعام والنبات كامتلائها بالثلج، وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا تنتفع به الأرض في نباتها فإن ذلك دليل على جور السلطان، وسعى أصحاب العشور، وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالباً على المساكين والشجر والناس، فإنه جور يحل بهم، وبلاء ينزل بجماعتهم، أو جائحة على أموالهم، وكذلك إن رأى في غير مكان الثلج في الدور والمحلات فإن ذلك عذاب وبلاء وسقام، وربما دل على الحصار والغفلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
  • الثّلاج تدل رؤيته في المنام في الصيف على الأفراح والمسرات، وفي الشتاء على الهموم والغموم.


تفسير ابن غنام

الثَّلج فِي الرُّؤْيَا: رزق وخصب فِي أَوَانه، وَإِن كَانَ كثيراً عَالِيا فَهُوَ عَذَاب لِأَنَّهُ من الْآيَات الَّتِي ابتلى بهَا بَنو إِسْرَائِيل فَمن وَقع عَلَيْهِ ثلج ناله هم وَمن اشْترى فِي الصَّيف حمل ثلج ليتبرد بِهِ فَذَلِك مَال يستريح إِلَيْهِ.[٣]


تفسير خليل بن شاهين الظاهري

من رأى الثَّلج يلْحقهُ غم وداء وَعَذَاب، إِلَّا أَن يرَاهُ قَلِيلا نزل فِي وقته، وَمن رأى ثلجاً فِي الشتَاء أَو فِي أَرض يكون الثَّلج فِيهَا مُتَّصِلا يدل على النِّعْمَة والرخاء، وَقَالَ جَابر المغربي: يدل على هزيمَة الْعَسْكَر خُصُوصا إِذا كَانَ بِالرِّيحِ وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِن رأى الثَّلج فِي مَكَان بَارِد يكون خيراً وَإِن رَآهُ فِي مَكَان حَار يدل على الْقَحْط وَالْغَم، وَإِن أكل الثَّلج إِن كَانَ فِي الشتَاء كَانَ أحسن مَا يكون فِي الصَّيف وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الثَّلج تؤول على سِتَّة أوجه رزق وَاسع، وحياة، وَمَال كثير، وَرخّص السّعر، وعسكر، وَمرض إِن جمعه فِي الصَّيف.[٤]


تفسير محمد بن سيرين

تفسير هطول الثلج في الحلم

الثلج والجليد والبرد كل هذه الأشياء قد تدل على الحوادث، والأسقام، والجدري، والبرسام، وعلى العذاب، أو الأشرار النازلة بذلك المكان الذي يُرى ذلك فيه، وبالبلد الذي نُزل به، وكذلك الحجارة والنار لأنّها تُفسد الزرع، والشجر، والثمر، وتعرقل السفن، وتضر الفقير، وتهلك في القر والبرد، وتسقم في بعض الأحيان، وربما دلت على الحرب، والجراد، وأنواع الجوائح، وربما دل على الخصب، والغنى، وكثرة الطعام في النادل، وجريان السيول بين الشجر.[٥]


تفسير رؤيا هطول الثلج على أماكن الزرع

تفسير رؤيا هطول الثلج برؤى وحالات متعددة:[٦]

  • إن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور، وبركات الأرض، وكثرة الخصب، حتى يملأ تلك الأماكن بالطعام والإنبات كامتلائها بالثلج، وأما إذا كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيها للأرض ونباتها فإنّ ذلك دليل على جور السلطان، ونعي أصحاب الثغور، وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أوغيره غالباً على المساكين والشجر والناس فإنّه جور يحل بهم، وبلاء ينزل بجماعهم، أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها، وكذلك إن رأى في الحاضرة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات فإنّ ذلك عذاب وبلاء وأسقام، أو موت، وأغرام يرمي عليهم وينزل عليهم، وربما دل على الحصار والعطلة عن الأسفار وعن طلب المعاش، وكذلك الجليد لأنه لاخير فيه، وقد يكون ذلك جلداً من السلطان أو ملك أو غيره، وأما البرد فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئاً ولا ضر أحداً فإنّه خصب وخير، وقد يدل على المنّ والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور، فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية، وكذلك الثلج أو الجليد فإنّها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض.
  • إن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات فإنّه جوائح وإغرام ترمى على الناس أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب او فيما يحمل الماء فيه فإن كان غنياً ذاب كسبه وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها وإن كان فقيراً فجميع ما يكسبه ويستفيده لا بقاء له عنده، ولا يدخر لدهره شيئاً منه، وقال بعضهم الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته أو قبح كلامه لهم.
  • من رأى الثلج يقع عليه سافر سفراً بعيداً فيه معرة، والثلج هم إلا أن يكون الثلج قليلاً غير غالب في حينه وموضعه الذي يثلج فيه، وفي الموضع الذي لا ينكر الثلج فيه فإن كان كذلك فإنَّ الثلج خصب لأهل ذلك الموضع، وإن كان كثيراً غالباً لا يمكن كسحه فإنه حينئذ عذاب يقع في ذلك المكان، ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف فإنّه يصيبه فقر، ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنه يصيب مالا يستريح إليه، ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج، فإن ذاب الثلج سريعاً فإنّه تعب وهم يذهب سريعاً، فإن رأى أنّ الأرض مزرعة يابسة مثلوجة فإنه بمنزلة المطر، وهو رحمة وخصب، ومن وقع عليه ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنّه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقى به، وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك، وقيل من وقع عليه الثلِج فإن عدوه ينال منه، ومن أصاب من البرد شيئاً معدوداً فإنه يصيب مالاً ولؤلؤاً وقيل البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس، وأخذ أموالهم والنوم على الثلج يدل على التقييد.
  • من رأى كأن الثلج علاه فإنّه تعلوه هموم، فإن ذاب الثلج زال الهم، وأما إصابة القفر فقر، والجليد هم وعذاب، إلا أن يرى الإنسان أنّه جعل ماء في وعاء فجمد به فإنَّ ذلك يدل على إصابة مال باق، والمجمدة بيت مال الملك وغيره.


تفسير رؤيا الصواعق لخليل بن شاهين الظاهري

قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى الصاعقة سَقَطت يلْحق أهل ذَلِك الْمَكَان بِقَدرِهَا عَذَاب من الله لقَوْله تَعَالَى: (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)[٧] فَيَنْبَغِي لَهُم أَن يتوبوا من ذنوبهم إِلَى الله تَعَالَى وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى صَاعِقَة نزلت من السَّمَاء أَو من الْهَوَاء مثل الْمَطَر فَهُوَ بلَاء وفتنة وَسَفك دِمَاء من جِهَة حَرْب يَقع بَين الْمُلُوك، وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى صَاعِقَة سَقَطت وأحرقته يهْلك من عُقُوبَة ملك، أَو يمرض، أَو يلْحقهُ آفَة عَظِيمَة تهلكه، وَقيل أَن الصاعقة وعد من الْملك وتخويف لقَوْله تَعَالَى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)[٨]، وَمن رأى أَن صَاعِقَة وَقعت فِي بلد وأحرقت أرْضهَا فَإِن ذَلِك سُلْطَان ينزل فِي ذَلِك الْمَكَان، أَو يحدث فِيهَا فَسَادًا، أَو حَرْب، أَو غلاء شَدِيد، أَو أمراض تعم أهل ذَلِك الْمَكَان، وَإِن وَقعت بِغَيْر نَار فَهِيَ ملك مقبل يظنّ بِالنَّاسِ سوءا وينجون من بأسه، وَمن رأى أَن صَاعِقَة وَقعت فِي دَاره فَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض مَاتَ، وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يطْرق لَهُ قصّ، أَو يَسْطُو عَلَيْهِ صَاحب الْمَدِينَة.[٩]


المراجع

  1. عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 54-55، جزء باب الثاء. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 59.
  3. ابن غنام، تعبير الرؤيا ( مخطوط)، صفحة 48-49، جزء باب حرف الثاء. بتصرّف.
  4. خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات، صفحة 615، جزء الباب الثالث في رؤيا الشمس والقمر والكواكب والليل والنهار والحر والبرد. بتصرّف.
  5. محمد بن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 56، جزء جزء الباب الثامن والثلاثون في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والحساب والبرد والثلج والجمد. بتصرّف.
  6. محمد بن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 57-58-59، جزء الباب الثامن والثلاثون في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والحساب والبرد والثلج والجمد. بتصرّف.
  7. سورة الكهف، آية: 40.
  8. سورة فصلت، آية: 13.
  9. خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات، صفحة 616، جزء الباب الثالث في رؤيا الشمس والقمر والكواكب والليل والنهار والحر والبرد. بتصرّف.
5728 مشاهدة
للأعلى للسفل
×