تفسير الحريق في المنام

كتابة:
تفسير الحريق في المنام
عالم الرؤى والأحلام هو عالم قائم على الاستنتاجات والاستنباطات وحذاقة وذكاء المفسر، وقدرته على ربط الأحداث بالواقع، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة رؤاهم، وإذا رأى الإنسان في منامه ما يسوؤه فليس بالضرورة أن يدل على معنى سيء.


رؤية الحريق في المنام عند ابن سيرين

يرى ابن سيرين أنّ رؤية النار في المنام في الغالب قد تدل على أمور عديدة، منها:[١]

  • قد يدل على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها، مع ضرها ونفعها.
  • ربما دلت على الذنوب والآثام والحرام، وكل ما يؤدي إلى هذه الذنوب والمحرمات ويقرب منها من قول أو عمل.
  • ربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله.
  • يرى ابن سيرين أيضاً أنّ النار ربما دلت على الهداية، والإسلام، والعلم، والقرآن، لأنها يُهتدى بها في الظلمات، مع ما جاء في القرآن الكريم من قول موسى -عليه السلام-: (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى).[٢]


وإنّ موسى وجد وسمع كلام الله الذي هو هدى عند النار، ثم يتابع ابن سيرين فيذكر أنّ النار ربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى؛ لأنّ بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر، كما قال الله -عز وجل-: (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ).[٣][١]


وذكر ابن سيرين في كتابه أن رؤيا النار الواقعة من السماء لها عدّة تفسيرات، وهي:[١]

  • إن كانت في الدور والمحلات ولها ألسنة ودخان فقد تكون فتنة وسيف يحل في ذلك المكان.
  • إن كانت جمراً بلا ألسنة، قد تدل على أمراض وجدري أو وباء.
  • إن كانت النار في النادر، والفدادين، وأماكن الزراعة، والنبات، فإنّها قد تدل على جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه.


رؤية الحريق في المنام عند عبد الغني النابلسي

يرى النابلسي أن النار في المنام لها دلالات فيقول: "هي في المنام بشارة وإنذار وحرب وعذاب وسلطان وحبس وخسارة وذنوب وبركة فمن رأى ناراً ولها شرر ولهب يحرق الأشجار ولها صوت وجلبة فإنها فتنة يهلك منها عالم من الناس على قدر ما أحرقت".[٤]

رؤية إشعال الحريق أو النار في المنام

يرى ابن نعمة النابلسي في كتابه أنّ رؤية الحريق في المنام لها عدّة تفسيرات، منها:[٥]

  • إن كان لمصْلحَة قد دل على خدمة الأكابر المتقرب إِلَيْهِم فِي نفع غَيره.
  • إن كان قد أشعل النار لمضرة، كمن يُرِيد حرق مَال النَّاس، أَو دُورهمْ، أَو ثِيَابهمْ، فَهُوَ رجل ردي، مثير الْفِتَن.


ويجب التنبيه إلى أنّ عالم الرؤى والأحلام هو عالم قائم على الاستنتاجات والاستنباطات، وحذاقة وذكاء المفسر، وقدرته على ربط الأحداث بالواقع، وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض الصحابة رؤاهم، وإذا رأى الإنسان في منامه ما يسوؤه فليس بالضرورة أن يدل على معنى سيئ فليتعوذ من الشيطان الرجيم، ولا يُحدّث أحداً بما رأى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ابن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 187-188-189، جزء 2. بتصرّف.
  2. سورة طه، آية:10
  3. سورة الواقعة ، آية:73
  4. عبدالغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 351.
  5. ابن نعمة، البدر المنير في علم التعبير، صفحة 367. بتصرّف.
4211 مشاهدة
للأعلى للسفل
×